°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

لطف – مجاملة – قساوة

بين ” اللّطف ” الدولي “و المجاملة ” الاقليمية و ” قساوتنا “المحلية على بعضنا كسوريين …تُصنع مأساتنا ..
أيها السوري إذا كان حاضرنا الذي نراه هو ذا …فكذا هو تاريخنا الذي كُتب في حمأة من الظروف متشابهة ومتنوعة , فلا تركنن لمثاليته أو تبتعد عنه لبشاعته فهو خارج الأمرين معاً لا بينهما ..
علّنا بهذه المقاربة نستحضره برؤية مشتركة ليكون تجربة تَقينا مخاطر المستقبل ..
فلا تركنن لتقديس أو لتدنيس التاريخ , بل لنقراه أنا وأنت كمسيرة فعل إنساني له وعليه قابل للفهم والتأويل المشترك, حتى ولو كان الرواي جدّي أو جدّك أو ستّي أو ستّك الذين نُحبهم , فهما يرويان الحدث من منظورهما الخاص وبما يمتلكان من أدوات معرفة ومستوى منافذ الادراك الخمسة ومستوى التحصيل المعرفي الحياتي وما توافر لهما من تفاصيل مشهد الحدث التاريخي المَحْكي عنه من قبلهما ….. الخ
فلا أسوأ من معرفة تنتقل مقدّسة كونها نُقلت عن مقدسين لدينا – أو منسوبة لهما – واجتمع ذلك مع شيب رأسهما , وعاشا في منطقة لم تعرف حرية الرأي والتعبير والمعرفة سبيلا إليها , وحيث يموت الوليد والوليدة بعد عناء وحرمان ومضي الوقت لكامل العمر وهما ” مُتقينين” أن الحق والصواب هو رؤيتهما الخاصة التي استحصلا عليها , هما فقط دون غيرهما ….ورواياها لنا قبل موتهم مشاركين لنا الجهل نفسه بالمعلومة …. مُتمّين بذلك موتنا نحن الأولاد الجُدد بطريقة مُقدسة ومُطمئنة أيضاً لا تُعكرها ضجة المعرفة ولا موسيقا الحياة .

صفحتي الشخصية على الفيسبوك تاريخ 17 آيار 2016