°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

ثانوية ” الرسول الأعظم “

لفتني مؤخراً خبر افتتاح ثانوية ” الرسول الأعظم ” في مدينة القرداحة وقبلاً افتتاح لأمر مشابه في بلدة عين شقاق – جبله وقبلاً في قرية رأس العين – جبله … بنشاط ملحوظ ل” مجمّع الرسول الأعظم ” الإسم الرسمي لفرع مخابرات ملالي إيران السياسي- الديني في اللاذقية ، وهو نشاط ثقافي مخابراتي ليس له علاقة بالدِّين كعامل وجداني فردي ، ونحن المُدركين الفرق الجوهري بين تجديد الهوية الروحية عبر أبناءها وهو نشاط حيوي مهم ، وبين النشاط السياسي الاستخباري لنظام الملالي الذي يستخدم الله … نشاط يترافق مع نشاط أخر عسكري ، يُمارسه نظام الملالي في قتل السوريين بمناطق سوريًة أخرى ، مستكملاً قتل الوطنية السورية والهويّة السورية والعلوية ضمناً جنباً الى جنب ، مُستَظلاً ب” نظام ” الأسد الابن الذي حكم سوريا مع أبيه لمدة تفوق خمسين سنة من عمر الاستقلال السوري البالغ ست وستين سنة ، لم يسمح خلالها الأب أو الابن بإنشاء أي مجلس يُدير الشؤون الروحية للطائفة ، وسحق بشكل ممنهج مشائخ الطائفة التقليديين ، الذي شكَّلوا -بما لهم وعليهم- ضمانة ما لاستمرار الطائفة العلوية ضمن حد معقول من القيم الروحية والمناقب والأخلاق ، سحقهم لمصلحة مجموعة من مُتقاعدي أجهزة الأمن فرضهم وهم الذين لا يمتلكون التحصيل المعرفي الواجب ، والمرتبطين به ، ومنع الطائفة من الزواج والإرث وإجراء كافة معاملات الأحوال الشخصية إلا وفق المذهب الحنفي ، وقام بتغيير أسماء القرى العلوية عبر تعريبها، واللعب بشكل كبير بتراث الطائفة الروحي عبر دسائس معرفية كثيرة … نظام حاول بفترة ما نشر الوهابية داخل الطائفة عندما كان مصدر المال وضرورة السلطة يقتضيان ذلك عبر جمعية المرتضى التي قامت بوقت مضى بحرق وإتلاف مزارات ومقامات روحية علوية في الجبل والساحل …الخ الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن المآل الذي وضعنا به هذا ” النظام ” المجرم و غير المسؤول ، مُستعيناً بنظام الملالي الذي استحدث مفهوم ” الولي الفقيه ” كإمام حاضر ، يُضاف للأئمة الأثنى عشر المتوفين ، وكناطق بإسمهم بما يخدم مصلحة نظام الملالي السياسي- الاقتصادي ، الذي يمتطي التشيع ومظلومية جدنا وإمامنا وابن ثقافتنا ومنطقتنا الامام الحسين …نظام الملالي الذي يُمارس أخبث أنواع الاحتلال عبر هذا المنصب المخابراتي مُستغِلاً محبة الناس لآل البيت كقيمة مقدسة ، مدعوماً بالمال السياسي المسروق من أهلنا في ” الأحواز ” … ويجعلنا نتساءل عن الثمن الكبير الذي دفعته سوريا والطائفة العلوية ضمناً ثمناً لبقاء الأسد الابن في السلطة وسرقته، مع مافيا الحكم المحيطة به ، الزمن والثروة والجهد الخاص بسوريا والسوريين والعلويين ضمناً ، وتجاوز ذلك الى وضع السوريين والعلويين ضمناً بمأزق تاريخي مجتمعي بعد تظهير الصراع في سوريا كصراع أهلي ديني مجتمعي دعمه باستحضار ميلشيات طائفية لقتل السوريين ، ساعده في المقلب الأخر قوى التطرّف والارهاب المدعومة من دول وقوى يهمها تحويل الصراع في سوريا من صراع لأجل الحرية ودولة القانون ، الى صراع طائفي يَحْرُف البوصلة ويضع السوريين والطائفة العلوية ضمناً في سوء فهم تاريخي مع محيطها سيمتد لعقود بل و قرون … بعد أن خسرت هذه الطائفة عشرات ألاف من أبناءها يُضافون لمئات ألاف السوريين ، فقط من أجل بقاء فرد يعتبر سوريا مزرعة والسوريين وضمناً العلويين أقنان غير جديرين بالحياة الكريمة يموتون وأبناءهم ليبقى هو وأبناؤه …
فرد يُسلّم سوريا والعلويين ضمناً الى نفوذ نظام الملالي وقوى الاحتلال الأخرى …!

2 كانون الأول 2016