°
, April 18, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

مخاطر التنميط

من مخاطر التنميط أن يتشكّل في الوعي الجمعي نموذج مُحدد ل ” البطولة ” و ” الحب ” و ” الجمال ” و ” الأخلاق ” و” التّدين ” و ” الخوف ” و “الشجاعة ” و” الوطنية ” … الخ بل يمتد التنميط الى طرائق تحقيق أيَّاً من هذه المفاهيم ، بحيث تتحقق ” عند الجمهور ” الشجاعة والبطولة والوطنية مثلاً من خلال السلوك الخشن أو مكان إبراز البطولة وزمانها وكيفية التسويق لها وعرضها …الخ وهي مسائل يُتَحكّم بها و من خلال تنميطها ، بالجمهور ، وتُصنع البطولة والشجاعة مثلاً على نمط ذائقة المُنمِّط . فَتُغْفٓل البطولة والشجاعة من أي نوع أخر لمصلحة ما نُمِّط منها في ذهن عامّة الجمهور ، لذلك أرى من الحكمة والعقل ربط هذه المفاهيم بما تُنتجه في الواقع من إنجاز قابل للقياس لصاحبها، و لغيره ، وبمعزل عن البحث بالنوايا ، وحتى هذا الأمر الأخير يحتاج ضبط من خلال العقل النامي أبداً .. فهي يقظة مستمرة و سلسلة من تٓدبُّرات العقل الحيوي لما هو معروض أمام إدراكه .. تَدبُّر حيوي مُنساب مع الفعل وجوانبه المختلفة . فالمظاهر المتشابهة ” إفتراضاً” لا تعني البتّة ، أنها تعود لسبب واحد ، فلكل أمر في هذه الحياة فرادته التي لا تتكرر ، والتنميط وسيلة للمعرفة ، تُفْتَرضُ إبتداءً من قبل الراغب بالمعرفة ليتجاوزها حالما يصل مستوى أخر من المعرفة عينها ، هكذا الى ما لا نهاية من الوعي المتنامي في العقل الحيوي . الذي يُعيد إكتشاف الفرادة الإنسانية في ممارسة كل ما تقدّم من تلك المفاهيم أعلاه وغيرها ?

22 كانون الأول 2016