°
, December 8, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

بعد ست سنوات

بعد ست سنوات على الانتفاضة الشعبية السورية وستة عشرة سنة في الحكم وراثة عن والده الذي استمر ثلاثين عاماً فيه إثر إنقلاب عسكري … الخ لفتني حديث الأسد الابن مع صحيفة ” إيل جورنالي ” حيث السؤال الأول الذي طرحه الأسد الابن على الصحفي ! : ” ما القناة التي تعمل فيها ؟ ” ! إضافة لكون السؤال غير معتاد، وليس منطقياً ، فهو يعكس هوس لدى الأسد الابن في التعبير عن ” عفوية ” اللقاء ! ونحن السوريين الذين نعرف إن كل شيء في سوريا محسوب في تسويق هذا ” النظام ” لنفسه ابتداء ً من الصور الشخصية التي لا تنشر ل” الرئيس ” في وسائل الاعلام إلا بعد موافقة مكتب الرئاسة الإعلامي ، لذلك لا نجد ولم نجد طيلة عقود من حكم الأب أو الابن فيها أي حركة عفوية لهما كحك أنف أو موقف مُضحك شأنهم شأن بقية البشر ! بل نرى حرص واضح على المظهر والتسويق … ثم تأتي الأسئلة الأربعة الأخرى بطريقة تصلح أن تكون إجابة تُغني الأسد الابن عن الجواب ” وهنا تبرز عناية مكتب الرئاسة للعلاقات العامة في تدبير هكذا نمط من اللقاءات الصحفية المدفوعة الثمن من مال السوريين ” حيث رمي الكرة بملعب خط الانبوب القطري المفترض للغاز أو الإرهاب ومسؤولية أوربا والعالم .. الخ واعتبار كل ما ذكر سبب فيما جرى في سوريا ! وبالتالي هو غير مستعد البتّة للحديث عن دوره ! ودور إدارته وأبيه للبلاد عما وصلنا إليه ! وهو مستعد لتقبل حقيقة تدمير سوريا ومقتل مليون سوري ومائة ألف علوي ضمناً واعتباره ” درساً ” لنا وليس له ! بل يتقبل زيادة هذه ” الحقيقة ” أضعافاً …وغير مستعد البتّة لإمكانية تركه ” استغفر الله وأتوب إليه من هكذا تفكير ورد لذهني في لحظة قانون ومواطنة “. غير مستعد لترك منصبه !!!! لبدء عمليه سياسية! أنه يتحدث عن كل شيء ويُضحّي بكل شيء في سوريا، ولكنه غير مستعد حتى للتلميح عن إمكانية ما لتركه منصبه الذي جاؤه وراثة ، أو توزيع صلاحياته المطلقة على طاقم حكومته وليس على المعارضة. بل غير مستعد لأن يعتبر رأيه السياسي ليس الوطن! أو أنه ليس معيار للوطنية ! أو أن هناك أحد يعارضه ليس إرهابي ! غريبة تلك ” الآنا ” المتضخمة التي تبتلع الوطن .

30 كانون الأول 2016