أزعم أن الديموقراطية والحق بالتعبير وغيرها من حقوق الإنسان ، هي طريق بإتجاهين ، حق و واجب ، وهي مفاهيم – بالأغلب الأعم – غير مُتَضَمّنَة ب” ثقافتنا ” ، لذلك نقتنص هذه الحقوق من المساحة الإنسانية ونُحاجج بها ، لنحصل على مصلحتنا الشخصية الفئوية ، ثم نعود إلى مخبأنا المُحَصَّن ب “مقدساتنا” ، حتى لا نواجه إستحقاق مطالبتنا بمُستحقّات ممارسة تلك الحقوق وتأدية الواجبات ، مُتذرعين بأن ذلك يتعارض مع ” ديننا ، قيمنا ، ثقافتنا ، هويتنا ..” ، لذلك أرى أنه في خضم سجالات العالم المُتمدّن ، المُتعلّقة بهذه الحقوق ، بما فيها الحق بعدم التمييز العنصري وغيره ، أرى ضرورة إستلهام تلك السجالات كتجربة إنسانية، على قاعدة الحق والواجب ، وتأمّلها مليّاً وتَدَبرُّها كقيمة مفيدة ، علّنا نقتنع بضرورة تبنيها فعلاً وبدون تقية ..
ففي ذلك مصلحة وجودية لنا كبشر في سوريا وسائر المشرق ، بدلاً من التمادي في هذا ” البازار ” الديني المُستمر منذ قرون بيننا وبين الله ، فلا نحن صادقون فيما ندَّعي مع أنفسنا ومع العالم ، ولا الله تبعاً لذلك يفي بوعده لنا بحياة أفضل …
30 كانون الثاني 2017