°
, December 8, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

بين قوسين

بالأغلب الأعم مفردات ومفاهيم علم الإجتماع وعلم السياسة. وعلم القانون التي تُستخدم في سوريا يجب وضعها دائماً بين قوسين ومن ذلك مفاهيم : ” الدولة ” ، ” النظام “، ” حزب ” ، ” إشتراكية “، ” المقاومة ” ، ” التحرير ” ، ” الدين ” ، ” التحديث والتطوير ” ،” التحويل الإشتراكي ”
ففي كل ما تقدّم لا تحمل هذه المفاهيم المدلولات العلمية التي تتبادر لذهن من يتلقفها وفق ذلك ، فالأمر هو لغة فقط وبإعتبارها : حكي ” المعنى المرذول للكلمة ” و” ما في جمرك ع الحكي ” .
وحيث أن هذه العدوى إنتقلت الى مفهومي ” المعارضة ” ،” الموالاة ” – ولا أعرف هنا كيف يمكن الحديث عن مفهومين خاصين بالحياة السياسية الطبيعية في بلد مثل سوريا لا يوجد بها أي تداول للسلطة أو حياة سياسية على الأقل منذ نصف قرن -..!
لذلك ومنعاً للّبس وحتى لا يتكرر مشهد الكوميديا السوداء عندما صرّح الأسد الإبن في لحظة حماس عاطفي عند بدء الانتفاضة الشعبية ضد مافيا الحكم التي يرأسها ، صرّح .. أنه لو كانت هذه التحركات هي معارضة للفساد والرشوة ومعارضة وطنية لكنت المعارض الأول !!!
لذلك فإن هناك أسئلة معيارية غير ملتبسة، تحتاج الإجابة الدقيقة غير المُلتبسة عليها وغير المتبوعة ب” لكن ” وهي :
– الموقف من الأسد الإبن من حيث المسؤولية عما جرى سواء إعتبرت ذلك مسؤولية تقصيرية أو جرمية ؟
– الموقف من الإرهاب وقوى التطّرف ومن أية إثنية أو دين كان ؟
– الموقف من حقوق الإنسان كالحق بالتعبير وحرية المعتقد وتكافؤ الفرص ، التوزيع العادل للثروة …الخ وبالاتجاهين لك وعليك لا طريق واحدة لك لتبرير وتمرير خزعبلاتك “الدينية ” أو ” الوطنية ” ؟
– الموقف من دولة القانون المدني في حكم الناس ومبدأ فصل السلطات وتداول السلطة ؟
– الموقف من المرأة ومن حقوقها ” بدون الإستشهاد المُبالغ به بالنصوص الأيدلوجية المقدسة أو غير المقدسة للإلتفاف على هذه الحقوق”؟
– هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة الواضحة التي تحتاج إجابة واضحة لا لبس فيها من شأنها وحدها أن تدلنا على صدقية مواقفنا ومدى إنسجامها مع مفهوم التغيير الذي ننشد ، تحت طائلة أن تكشف الأسئلة المخاتلة أو الأجوبة المُلتبسة و المُتثاقفة جوهر ثقافتنا ” الأسدية ” التي تُعلن أمراً وتعمل أمراً أخر ، تُشير لليسار. وتنعطف نحو اليمين …الخ
لقد جربنا هذه الثقافة خمسين سنة من الأسد الأب الى الأسد الإبن ، فلا النظام الجمهوري عفانا من توريث الحكم ولا التحويل الإشتراكي عفانا من سرقة النفط والخليوي وسائر الثروات العامة ولا ” تأليف الدستور ” عفانا من السلطة الأميرية لرأس المافيا ولا الكرافت والدراسة في بريطانيا عفتنا من ممارسة الاستبداد وقتل حوالي مليون سوري وتدمير سوريا ولا قبلاً شعار المقاومة جعلنا نسترجع ” الجولان ” في حين كل ” الدول الرجعية ” إسترجعت أراضيها المحتلة ..!
لذلك فليست كل تسمية موال تعكس حقيقة موالاة الوطن وليست كل تسمية معارض تعني أن صاحبها ضد مافيا الحكم في سوريا ، وأما إذا بقينا على هذا المنوال وضمن هذه الطريقة من الفكر العبثي المراوغ ،فلا أحد يستطيع منافسة هذه المافيا في اللعب بذلك ، على الأقل أن أول تدابيرها ” الإصلاحية ” كان مرسوم عفو عن المجرمين في 2011 ولَك أن تقيس قبلاً وبعداً وعلى هذا النموذج ..

12 شباط 2017