°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

الفيتو للمرة السابعة

الإدارة الروسية بفرضها الفيتو في مجلس الأمن للمرة السابعة تُبرز دعمها لشخص تابع وعميل بمآل الأمر ، شخص غير مسؤول يرهن الوطن السوري ، ويرهن المستقبل السوري ، ويُعمِّق سوء فهم تاريخي بين الهويّات الفرعية السورية ، وبين سوريا كدولة ومجتمع ،وبين روسيا كدولة ومجتمع ، من أجل بقاءه مدة إضافية على كرسي الحكم .
بهذا الفيتو لم يعد ممكناً التّذرع أن تدخل روسيا الإتحادية جاء لحماية الدولة السورية من التطرّف والإرهاب وحماية العَلمَانية والأقليات بما فيهم السوريين و العلويين ضمناً ..!
بل يبدو أن روسيا حسمت أمرها ، مُضحّية بالمجتمع السوري والعلوي ضمناً والدولة السورية ، مُكرهة السوريين والسنة ضمناً على التطرّف ودافعة السوريين والعلويين ضمناً وبقية الأقليات. ، بعد تظهير المشهد. دولياً ببعد طائفي ، خلافاً لواقع الحال ، دافعة لهم لدفع ثمن تاريخي كبير يُهَدِّد وجودهم الحضاري في سوريا ويرمي بهم الى الزوال . بسبب دعم الأسد الإبن كشخص تابع بمآل الأمر ، وليس دعم الدولة السورية والمجتمع السوري عبر دعم حل سياسي يقي سوريا هذا المآل الكارثي .
مُدركاً في الوقت عينه أن روسيا التي سوّت قسم كبير من مدينة حلب وغيرها بالأرض مثل غروزني ، بذريعة وجود فصائل إرهابية لم يتجاوز عدد عناصرها ثلاثمائة. يقود بعضها شقيق رئيس فرع أمني تابع للأسد الابن في حلب ويقود أخرى عناصر مخابرات اقليمية ودولية ..
هي عينها لم تقم بإطلاق رصاصة واحدة ، لا هي ولا طيران الأسد ، على تنظيم داعش الإرهابي خاصة لدى اقتحامه مدينة تدمر ولعدة مرات وقتل مئات الفقراء من الجيش السوري المُغرّر بهم والمستخدمين عبر لقمة عيشهم ، هؤلاء العناصر السورية ومن ضمنهم السوريين والعلويين ضمناً ..
وكذا لم تُطلق رصاصة واحدة على الطيران الاسرائيلي بل وتُنسق معه عبر مطار حميميم لضرب ممتلكات سوريّة ومواطنين سوريون ..!
إن الإدارة الروسية التي تتصرف بهذا الشكل غير المسبوق وغير المسؤول.. ترهن وجود مصالحها في سوريا بوجود شخص الأسد الإبن ..!
عليها أن تُدرك وأن تكون مُستعدة لخروج روسيا كدولة مع هذا الشخص نهائياً إن خرج حيَّاً، أو تموت معه مصالحها إن مات ، سواء تمّ ذلك صدفة عبر تزحلقه بالحمّام بسبب صابونة ، أم بسبب طبيعة الوجود الإنساني، حيث لا أحد يبقى مؤبداً، أو لأي سبب أخر ،
وعليها أن تُدرك أنها بتصرفها غير المسؤول تجاه السوريين و السنة ضمناً ستُوصل المواجهة الى شوارع موسكو في يوم ما.. بإستفزاز عشرين بالمائة مسلمون سنة من سكان روسيا الإتحادية …
عندها سنقول برتوكولياً وعلى الطريقة الروسية المُخادعة : ” تهمنا وحدة الأراضي الروسية وندعو لضبط النفس ”
ونحن نشاهد بهدوء إنهيار الإتحاد الروسي !

28 شباط 2017