يبدو أن على السوريين أن يدفعوا ثمناً كبيراً لدعم إسرائيلي مزعوم للثورة السورية ضد الديكتاتورية والإستبداد ، بعد أن دفعوا لعقود ثمناً كبيراً جرّاء عداوة مُفترضة مزعومة منها مع الأسد الأب الإبن ، لذلك من المهم التوضيح إن ” إسرائيل ” الدولة التي تقوم على أساس عنصري وتدّعي حرية الإعلام والحق قي التعبير، عليها أن تكف عن الإبراز المُبالغ به لإستقبالها جرحى تنظيمات إرهابية أطلق سراح معظم قادتها الأسد الإبن ويتحكم بمسار تحركاتها عبرهم ، وكذا الكف عن قصف منشآت سوريّة مدفوع ثمنها من دمنا و ومواطنون سوريون هم نحن …
وتحويل الثورة السورية بهذه الخزعبلات وبغيرها، بالذهن الجمعي السوري العام غير المُدرك، من ثورة شعب إنتفض لكرامته وتحقيق دولة القانون ضد نظام ديكتاتوري مُتعاون معها منذ عقود فرّط بالحقوق الوطنية السورية وسرق المال السوري العام بذريعة عداوتها …
الى ثورة عميلة تدعمها إسرائيل ..!
وأن تسمح للمعلومات المتعلقة بالوضع السوري معها ، بالظهور إعلامياً ، سواء بالكشف عن كيفية إحتلال هضبة الجولان بسبعة أيام ، وهي الهضبة المرتفعة جداً الذي يحتاج صعودها بالسيارة لا الدبابة حينها لوقت طويل ، عندما كان الأسد الأب وزير دفاع وأعلن سقوط القنيطرة قبل سقوطها بوقت ، وكذا أن تسمح للوثائق الخاصة بمساهمتها بإنقلاب 1970 ” الحركة التصحيحية المجيدة ” لمصلحة وزير الدفاع المهزوم لمصلحتها مروراً بتفاصيل ” حرب تشرين التحريرية ” التي لا نعرف نحن كسوريين ماهي بالتحديد الأراضي التي حُرَّرت بموجبها مما كان مُحتل قبلاً ، وكذا تفاصيل اتفاقية الهدنة والتزامات الأطراف فيها خاصة الأسد الأب ومن ثم ولده الأسد الإبن خاصة المساحة المنزوعة السلاح أو حجم القوات السورية المسموح بها هناك ، مروراً بالكشف عن مباحثات مدريد وخفاياها بما يخص التفاوض على الجولان ، وكذا لقاء ” الفارس الذهبي الرائد الركن الدكتور المهندس باسل الأسد ” مع آرييل شارون في النبطية ، وصولاً الى معرفة حجم إستثمارات ” سيد الوطن ” وابن خاله ” الشاب الذكي والنشيط ” رامي مخلوف في إسرائيل ، وكذا معرفة اللقاءات والاتصالات الجارية بين” سيد الوطن ” وبين مسؤولين إسرائيلين قبل الحراك في سوريا وبعده ، بعيداً عن خزعبلات تلك الحركة الطفولية الدرامية بعدم سلامه على باراك في لقاء سابق ..
فمن شأن هذه الوقائع وغيرها أن تجعلنا كسوريين نعرف الفرق بين العداوة الناتجة عن إحتلال أرضنا من قبل إسرائيل وبين إستغلال ذلك بتحويل هذه العداوة الى مصدر رزق لطرفيها المُدّعينها الآن الأسد الإبن و” إسرائيل “.!
إن قوى التّطرف والارهاب في داعش والنصرة وكافة الفصائل الإرهابية ومافيا حكم الأسد الإبن وحزب الله وكافة الميلشيات المستقدمة من بقاع الأرض الى سوريا ، بمآل فعلها ، تقتل السوريين وتدمر سوريا وهم شركاء حقيقيون في عداوة سوريا والسوريين، وإسرائيل بفعلها المدروس تتناغم مع كل هؤلاء لقتلنا وتدمير بلدنا . فلم يعد من الصواب الركون لهذا النمط من العداوات التي يتناغم فيها المُختلفون ، على قتلنا وإقتسامنا .
مُذكّراً أن السوريين جميعاً، طالبين للتغيير وتحقيق دولة القانون ، إبتداءاً من سوري راغب بتحسين دخله و حقّه بالماء والكهرباء وإعادة المال المسروق من قبل الأسد للصرف على ما تقدم من خدمات يُطالب بها ، الى سوري يطالب بحياة سياسية وفصل سلطات وتداول سلطة ، الى سوري يُطالب بمحاكمة من قتل أولاده وزوجه ودمّر ممتلكاته ، من قوى الإرهاب ذي الذقن ، داعش وحزب الله ومن لفّ لفّهما وعلى أي ميل إلهي مال ، الى الإرهاب الحليق الذقن ، الذي تقوم به مافيا الأسد، بحق سوريا والسوريين .
5 آذار 2017