إعتماد الهوية الإنسانية الوطنية السورية ، مدخل مُهم للمُشترك الإنساني الثقافي الوطني السوري الذي يجمعنا في هذه الأرض التي تُسمَّى سوريا ، ومن شأن البدء من هذا المشترك بيننا كحاملي جنسية سوريّة ، من شأنه بناء أول مفاهيم المواطنة كمفهوم حقوقي قانوني .
أمّا الإصرار على أدلجة دينية أو إثنية في تحديد الهوية الوطنية السورية ، هو بالمآل ، وبمعزل عن نيّة المُصرّ على ذلك منا ، هو مصادرة للهوية الإنسانية الوطنية السورية المُشتركة ، و محاولة إستحواذ على المشترك السوري لخدمة مشترك فئوي ديني أو إثني مع أخرين خارج الحدود . لتكون سوريا ، عبر ذلك ، دار ممر لدار مقر ، مُضمرة بالعناوين الأيديولوجية التي يُراد إلباسها للهوية الانسانية الوطنية السورية قسراً ، من قبل كل منا .
نحن معنيون بما نملك من أرض ، وما هو مشترك بيننا كبشر فيها، بمعزل عن انتماءاتنا الفئوية الاثنية والدينية ..
ومفاهيم الأكثرية والأقلية ، هي مفاهيم محلها العملية السياسية، وليس محلها مُحدّدات الهوية الانسانية الوطنية السورية ، فنحن في هذه الأخيرة شركاء في الغُرم والغُنم ، وهذا يعني بالضرورة الاحترام والاعتزاز بكل الهويات الفرعية الاخرى الدينية والإثنية باعتبارها هويات مُتضمنة داخل الهوية الوطنية السورية، تُمارس من خلال حقوق المواطنة وما تتضمنها من حقوق ثقافية واعتقاد وتعبير … الخ وعلاقتنا مع محيطنا، ومن أي نوع ، هي بالاستفادة من المشتركات الثقافية أو غيرها مع هذا المحيط ، بما يخدم مصلحتنا الانسانية الوطنية السورية المشتركة و العامة .
أزعم أننا قد نكون أمام فرصة أخيرة لنكون دولة واحدة ، إذا لم نبني قاسم مشترك هوياتي سوري بيننا ، عماده مصلحتنا المشتركة لا أيدلوجياتنا الفئوية الدينية والاثنية المُختلفة ..
27 آذار 2017