°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

النوايا الطيبة

النوايا الطيبة لا تصنع شرعية الفعل ، بل مآلات الأفعال تُشكِّل أدلّة مُعتبرة في تقرير جرمية الفعل من عدمه ، وكذا تصرفات المؤسسات المدفوعة مصاريفها ورواتب أفرادها ، مما تبقى بعد السرقة ، من مال السوريين جميعاً ، هذه التصرفات لا تأخذ شرعيتها من أوامر قياداتها ، حتى في حال وصول تلك القيادات الى موقعها المسؤول بطريقة قانونية ، بل من مطابقة قرار تلك القيادات للقانون بإعتباره مصنوعاً ومُعبِّراً من رؤية سوريّة عامة ، لا من مراسيم إدارية بحتة أصدرها شخص إستولى على السلطة بالوراثة عن أب إستولى عليها قبلاً بقوة السلاح، لا بتداعي الإجراء القانوني ، لذلك من المهم القول أن هذا الجيش السوري الذي يأتمر بأمر شخص استولى على السلطة بطريقة غير شرعية ، أصبح منذ بدء إستخدامه ضد السوريين عبر قيادة الأسد الإبن، بإعتباره الفريق قائد الجيش والقوات المسلحة ، هذا الجيش أصبح مؤسسة غير وطنية ( بمعزل عن النوايا الطيبة لكثير من عناصره وأفكارهم “الوطنية” )..بل أصبح بمنزلة قوة مرتزقة لمصلحة قائده غير الشرعي ..
ولا أكثر مفارقة وآلماً من أن يقوم عنصر من هذا الجيش راتبه، المسروق أغلبه أصلاً من قبل الأسد الإبن ، أن يقوم بقتل سوري أخر ..!
سوري أخر يدفع من ماله راتب الجندي القاتل بمآل فعله، وثمن الرصاصة القاتلة بمآل إستخدامها !
في حين الأسد الإبن سارق ثروة وعمر الإثنين معاً ، يحتفظ لنفسه ولأسرته وشركائه، يحتفظ بالسلطة والثروة والنزاهة والمفترضة مُتربِّعا فوق القانون مُتنعّماً مع أولاده ، وتاركاً لكليهما ولنا ، الموت وتبادل الاتهام والتّشفي من كل منهما بمقتل الأخر!
لذلك من الضرورة القانونية والأخلاقية والدينية والإنسانية إحالة هذا المجرم الى محكمة خاصة بمجرمي الحرب هو وشركاءه الجرميين لديه ولدى داعش والنصرة ومن لفّٓ لفُّهما …

8 نيسان 2017