يبدو أن كثير منا كسوريين يعتقد أن العمل الثوري يزداد عمقاً وتأثيراً وصدقا ً ونزاهة وتعبيراً في معارضة ” النظام – الأسد ” والمُختلفين معنا ،عبر الشتيمة واستخدام تعابير البذاءة الجنسية والطعن بالأعراض واللعب بالالفاظ الجنسية سجعاً وتناظراً وقافية والاتهام الجنسي للأم والأخت والعائلة والتلميح غير اللائق عبر كلمات ظاهرها مُهذّب ومدلولها جنسي واتهامي غير موثّق ، والاتهام بالخيانة والمعرفة الكلّيّة ، تاركين جوهر الأمور المؤكد منها أو القابل للإثبات : سرقة المال العام والسيطرة على السلطة والثروة بالتوريث والقوة ومنع تداول السلطة وإنعدام الحياة السياسية والقتل والتعذيب والتهجير القسري وسرقة الثروات العامة والخليوي والنفط وجرائم الحرب المروّعة التي يرتكبها الأسد الإبن والفصائل الإرهابية التي تدّعي معارضته وتحميه ! عبر شعارات دينية لم تُثبت يوماً ممارستها …الخ وكذا يظن بعضنا أن تكفير الأخر والطعن به وبرموزه الأخلاقية والشك الدائم به وتوجيه الاتهامات الجازمة بحقه وبشكل جمعي نهائي هو عين الصواب وهو الرسالة الشخصية له كمصدر للأخلاق العامة والفضائل والحقائق الكونية … والدفاع عن مفاهيم العدالة والقانون الخ
كما أن الحق لدى بعضنا مُتعلق بما يفعله هو وإبن فئويته الإثنية أو الدينية ، والباطل هو فعل الأخر المُختلف عنه إثنية وديناً ومنطقة وعائلة … الخ ، وأن الأمر التاريخي والمُعاصر والمستقبلي، رهين رؤيته الخاصة وفئته الدينية والإثنية وقراءته وقراءتها الخاصة لكل ما جرى ويجري ، والحق كل الحق مع جماعته الدينية والاثنية يَميل حيث تَميل ، والأخر شيطان ولص وقذر ومشكوك به …. الخ
إن هذه الطريقة في فهم الحياة وممارسة التغيير فيها ، لا تُجدي نفعاً ولا تُحقق غاية لصاحبها أو لغيره ولا تبني مجتمعاً ، حتى ولو إستخدمت مع آيات قرآنية أو ” آيات ” وطنية أو أخلاقية مُفتعلة …. نعم لا يُغَيِّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم …
ويهمني هنا أن أؤكد أن استخدام العبارات الباردة من قبلي في هذه الصفحة الشخصية وفي حياتي العامة ، وبدون ألفاظ إتهامية وشتائم ” مع تأكيد وجود القدرة لدي في ذلك وبشكل مُلفت ومتنوع وعلى كذا صعيد ” هو إستخدام ليس لدواعٍ مُتعلقة ب” بازار ” مع الله وأخذ حسنات منه مقابل ذلك ، ولا ترفُّعاً لممارسة ” بازار ” مع الناس ، ولا دروشة أو عدم جرأة أو ضعفاً …. الخ
بل لدواعٍ مُتعلقة بعدم جدوى اللغة المستخدمة عبر الإتهام والبذاءة ، في تحقيق الانتصار والتغيير المنشود في النفس أم على المستوى الشخصي أو العام ، وكذا لأن في هذا الأمر صرف طاقة لا ضرورة له ، يُمكن صرفه في محل أخر أكثر جدوى…
من المهم بالنسبة لي تَدبّر القيم والمناقب المشتركة والقانون حتى نستأهل هذا الوجود الإنساني والسوري خاصة ، أمّا إذا وضعتني في جو الغابة وتداعياتها ، إما ظالم أو مظلوم …. فثق وبكل تأكيد ، إنني أختار أن أكون ظالماً لا مظلوماً .
19 نيسان 2017