حتى لا ندخل كسوريين في مُفاضلة فئوية بين أطراف النزاع المُتداخل في سوريا… مُفاصلة تأخذ من حيث ظاهرها بُعداً ” موضوعياً ” مُزيّفاً يقوم على هاجس واصطفاف فئوي مُسبق يستحضر بعض تفاصيل مُجتزأة لدعم منطقه …
خاصة في مسألة علاقة إيران وتركيا الدولتين ” وغيرهما, بسوريا الدولة والوطن ” دولة ووطن جميع حاملي الجنسية السورية ”
من المهم قياس موقف هاتين الدولتين على مسائل موضوعية غير مُجتزأة وغير مُعْنوٓنة بنعم نُتبعها ب ” لكن ” ناسفة لما قبلها …
من قبيل ذلك :
هل نحن ضد الإحتلال !
وهل نعتبر أن الدولتين تحتلان أراض لنا!
أو أراض نشترك معها إستراتيجياً بالأمن والمصالح ..
لواء إسكندرون وكيليكيا والأحواز وجزر الإمارات …
أم لنا تسميات ” لإحتلال جماعتنا “!
مخففة مُداورة تُظهر ” موضوعية ” منافقة … تُغطّي بُعداً فئوياً خبيثاً نُغلّف خبثه بحلاوة القول و ” موضوعيته ” !
موقف الدولتين من العلاقة مع إسرائيل سواء بالصداقة المُعلنة معها أم بالعداوة المُفترضة معها ، حيث النتائج المتماثلة ، وفقاً لمصالح كلا الدولتين مع إسرائيل ، وليس وفق خزعبلات ” السلطان ” أو ” آية الله ” !
هل نحن إستطالات للأخرين داخل بلادنا و ” منحبكجية ” جهزّنا الأسد الأب والإبن لكل ” دٓعي ” !
هل دمشق هي ” بوصلتنا ” بإعتبارها مُشتركنا التاريخي الإجتماعي الحضاري ، أم هي قرية صغيرة مهملة في إعتبارنا نُريد إلحاقها بمن ” حكى ” : سنحرر القدس ونساعد سوريا ، أو أنتم المهاجرون ونحن الأنصار !
في قم وإستنبول !
في موضوع المساعدات المُفترضة من قبل كلا الدولتين ل “سوريا والشعب السوري ” …
أليس من الحكمة والعقل والمنطق و” الشطارة ” أن نُوازن بين ما ” يُقدّمان ” وما يحصلان عليه جرّاء ” سوريا والشعب السوري ” …خاصة أننا كسوريين نُفكّر كسوري ” حربوق ” حيث نقول ” طعمي التسعة لتأكل العشرة ” …
فكيف أن هاتين الدولتين ” تُطعمنا ” الواحد مُغَمّساً بالدّم والسُّم لتأخذ ” المئة ” …
أليست ” حربقتنا ” هنا أجدى من أن تكون ” حربقة ” على بعضنا !
هل فئويتنا الحزبية المُغلّفة بتدين مُنافق هي سبب مواقفنا وإجتزاء المشهد الكلي !؟
لمعرفة ذلك لا بد من بيان واضح ، على المستوى العقلي على الأقل ، حتى نكون منسجمين مع أنفسنا ، بيان مُحدد حول رأينا الصادق مع أنفسنا، كيف “ندعم أو نكون ضد” الحسين في عام 62 للهجرة ،على خلفية موقفه من معاوية – يزيد ” الدولة ” ..
لأمرين :قيامه بوراثة الحكم ودحضه مبدأ الشورى ” الديموقراطية كصيغة ملائمة حينها ” !
مُخالفاً إتفاق معاوية مع الحسن حول وقف الفتنة بين الجمهور حينها على إلتزام بتحقيق هذين الأمرين !
وبعد بيان ذلك ..
ما هو موقفنا من ” التوريث ” وعدم وجود ديموقراطية في ” الدولة ” الآن … 2011 وما بعد !؟
طبعاً بعيداً عن التذاكي ” الموضوعي ” والهروب للإمام متأبطين ” جرّتنا ” الخاصة ، وحيث نضع ” دان ” الجرّة أينما نُريد كما عادتنا في الأغلب الأعم في سوريا وسائر المشرق …
ما هو موقفنا العقلي والوجداني في أن عدوّنا – صديقنا ، المُفترض ، له علاقات ممتازة فيما بينهما بكل مستوى ، وتُعبّر الأرقام المالية لحجم التبادل الإقتصادي بينهما عن مدى إحترامهما لبعضهما وإحتقارهما لنا …
حيث من المتوقع أن يصل حجم التبادل الإقتصادي بينهما الى حوالي ثلاثين بليون دولار هذا العام !
هذه المسائل وغيرها يجب أن تكون واضحة بذهننا كسوريين حتى لا نفقد بوصلة مصالحنا في حمأة إصطفافنا غير المُدرك وغير الواعي ، مع ما هو مُناقض موضوعياً لمصالحنا ….
هل يعني ما تقدم إعلان عداوة للدولتين !
بالطبع لا..
وهل يعني ما تقدم الركون لنكون أداة للدولتين !
أيضاً بالطبع لا …
المطلوب إذاً :
أن نعي عقلياً أولاً ما تقدم ، وأن نشتغل على الممكن ليكون المُتاح ،وعدم الإكتفاء بحصتنا المتمثّلة ب ” طق الحنك ” من الدولتين ومن الأسد الإبن ..
فسوريا المستقبل ” في حال رغبتنا أن تبقى ونكون معاً ” سوريا هذه لا يمكنها تلبية حاجة مياه الشرب والزراعة لحوض الفرات من ” قدرة ” الرئيس التركي على تجويد القرآن الكريم ، بل من إعادة حصة سوريا من مياه الفرات التي تُسرق يومياً من قبل ” سلطان الأنصار ” حتى نتمكن من تلبية حاجة ” المهاجرين ” كبشر سوريين سنة في حوض الفرات ..!
ويقتطع ” سلطاننا ” “أراضينا السورية في الغرب والشمال السوري
وكذا لا يمكننا التّغني بالنسب البهي للسيد ” آية الله الخامنئي ” وهو يسرق روح السيدة زينب بدمشق ويحل محلها روحه الوطنية المصلحية ، كما يسرق نفط الأحواز !
وكذا لا يُغني ولا يُسمن من جوع أن ” سيد الوطن ” يتكلم ” الإنكليزية ” بطلاقة ومرتو لابسة قصير ودارس ببريطانيا كدليل على أنه ” رجل دولة ” متحضر ، في حين أن ثروات سوريا ” المأخوذة ” من قبله جعلته هذا العام يتفوق على الوليد بن طلال بحجم ثروته الشخصية حيث عشرات مليارات الدولارات !
فنحن بحاجة هذه الأموال ” المأخوذة ” لبناء مدارس ومشافي وطرق وتأمين مداخيل لائقة للسوريين وطرق ومناهج تعليم ومختبرات ولبناء مساكن لائقة بسكن البشر … وتعويض القتلى ومعالجة ” شهداء وجرحى الوطن ”
ما تقدم يجب أن يكون واضحاً بالذهن السوري السياسي تماماً .. وبعدها لا بأس من دخول هذا السوري بزواريب السياسة طالماً لديه البوصلة .
فليس قبل هذه المعرفة دخول .
5 حزيران 2017