°
, December 8, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

حتى لا ندخل كسوريين في مفاضلة

حتى لا ندخل كسوريين في مُفاضلة فئوية بين أطراف النزاع المُتداخل في سوريا… مُفاصلة تأخذ من حيث ظاهرها بُعداً ” موضوعياً ” مُزيّفاً يقوم على هاجس واصطفاف فئوي مُسبق يستحضر بعض تفاصيل مُجتزأة لدعم منطقه …
خاصة في مسألة علاقة إيران وتركيا الدولتين ” وغيرهما, بسوريا الدولة والوطن ” دولة ووطن جميع حاملي الجنسية السورية ”
من المهم قياس موقف هاتين الدولتين على مسائل موضوعية غير مُجتزأة وغير مُعْنوٓنة بنعم نُتبعها ب ” لكن ” ناسفة لما قبلها …
من قبيل ذلك :

هل نحن ضد الإحتلال !
وهل نعتبر أن الدولتين تحتلان أراض لنا!
أو أراض نشترك معها إستراتيجياً بالأمن والمصالح ..
لواء إسكندرون وكيليكيا والأحواز وجزر الإمارات …
أم لنا تسميات ” لإحتلال جماعتنا “!
مخففة مُداورة تُظهر ” موضوعية ” منافقة … تُغطّي بُعداً فئوياً خبيثاً نُغلّف خبثه بحلاوة القول و ” موضوعيته ” !

موقف الدولتين من العلاقة مع إسرائيل سواء بالصداقة المُعلنة معها أم بالعداوة المُفترضة معها ، حيث النتائج المتماثلة ، وفقاً لمصالح كلا الدولتين مع إسرائيل ، وليس وفق خزعبلات ” السلطان ” أو ” آية الله ” !

هل نحن إستطالات للأخرين داخل بلادنا و ” منحبكجية ” جهزّنا الأسد الأب والإبن لكل ” دٓعي ” !

هل دمشق هي ” بوصلتنا ” بإعتبارها مُشتركنا التاريخي الإجتماعي الحضاري ، أم هي قرية صغيرة مهملة في إعتبارنا نُريد إلحاقها بمن ” حكى ” : سنحرر القدس ونساعد سوريا ، أو أنتم المهاجرون ونحن الأنصار !
في قم وإستنبول !

في موضوع المساعدات المُفترضة من قبل كلا الدولتين ل “سوريا والشعب السوري ” …
أليس من الحكمة والعقل والمنطق و” الشطارة ” أن نُوازن بين ما ” يُقدّمان ” وما يحصلان عليه جرّاء ” سوريا والشعب السوري ” …خاصة أننا كسوريين نُفكّر كسوري ” حربوق ” حيث نقول ” طعمي التسعة لتأكل العشرة ” …
فكيف أن هاتين الدولتين ” تُطعمنا ” الواحد مُغَمّساً بالدّم والسُّم لتأخذ ” المئة ” …
أليست ” حربقتنا ” هنا أجدى من أن تكون ” حربقة ” على بعضنا !

هل فئويتنا الحزبية المُغلّفة بتدين مُنافق هي سبب مواقفنا وإجتزاء المشهد الكلي !؟

لمعرفة ذلك لا بد من بيان واضح ، على المستوى العقلي على الأقل ، حتى نكون منسجمين مع أنفسنا ، بيان مُحدد حول رأينا الصادق مع أنفسنا، كيف “ندعم أو نكون ضد” الحسين في عام 62 للهجرة ،على خلفية موقفه من معاوية – يزيد ” الدولة ” ..
لأمرين :قيامه بوراثة الحكم ودحضه مبدأ الشورى ” الديموقراطية كصيغة ملائمة حينها ” !
مُخالفاً إتفاق معاوية مع الحسن حول وقف الفتنة بين الجمهور حينها على إلتزام بتحقيق هذين الأمرين !
وبعد بيان ذلك ..
ما هو موقفنا من ” التوريث ” وعدم وجود ديموقراطية في ” الدولة ” الآن … 2011 وما بعد !؟

طبعاً بعيداً عن التذاكي ” الموضوعي ” والهروب للإمام متأبطين ” جرّتنا ” الخاصة ، وحيث نضع ” دان ” الجرّة أينما نُريد كما عادتنا في الأغلب الأعم في سوريا وسائر المشرق …

ما هو موقفنا العقلي والوجداني في أن عدوّنا – صديقنا ، المُفترض ، له علاقات ممتازة فيما بينهما بكل مستوى ، وتُعبّر الأرقام المالية لحجم التبادل الإقتصادي بينهما عن مدى إحترامهما لبعضهما وإحتقارهما لنا …
حيث من المتوقع أن يصل حجم التبادل الإقتصادي بينهما الى حوالي ثلاثين بليون دولار هذا العام !

هذه المسائل وغيرها يجب أن تكون واضحة بذهننا كسوريين حتى لا نفقد بوصلة مصالحنا في حمأة إصطفافنا غير المُدرك وغير الواعي ، مع ما هو مُناقض موضوعياً لمصالحنا ….

هل يعني ما تقدم إعلان عداوة للدولتين !
بالطبع لا..
وهل يعني ما تقدم الركون لنكون أداة للدولتين !
أيضاً بالطبع لا …

المطلوب إذاً :
أن نعي عقلياً أولاً ما تقدم ، وأن نشتغل على الممكن ليكون المُتاح ،وعدم الإكتفاء بحصتنا المتمثّلة ب ” طق الحنك ” من الدولتين ومن الأسد الإبن ..

فسوريا المستقبل ” في حال رغبتنا أن تبقى ونكون معاً ” سوريا هذه لا يمكنها تلبية حاجة مياه الشرب والزراعة لحوض الفرات من ” قدرة ” الرئيس التركي على تجويد القرآن الكريم ، بل من إعادة حصة سوريا من مياه الفرات التي تُسرق يومياً من قبل ” سلطان الأنصار ” حتى نتمكن من تلبية حاجة ” المهاجرين ” كبشر سوريين سنة في حوض الفرات ..!
ويقتطع ” سلطاننا ” “أراضينا السورية في الغرب والشمال السوري

وكذا لا يمكننا التّغني بالنسب البهي للسيد ” آية الله الخامنئي ” وهو يسرق روح السيدة زينب بدمشق ويحل محلها روحه الوطنية المصلحية ، كما يسرق نفط الأحواز !

وكذا لا يُغني ولا يُسمن من جوع أن ” سيد الوطن ” يتكلم ” الإنكليزية ” بطلاقة ومرتو لابسة قصير ودارس ببريطانيا كدليل على أنه ” رجل دولة ” متحضر ، في حين أن ثروات سوريا ” المأخوذة ” من قبله جعلته هذا العام يتفوق على الوليد بن طلال بحجم ثروته الشخصية حيث عشرات مليارات الدولارات !
فنحن بحاجة هذه الأموال ” المأخوذة ” لبناء مدارس ومشافي وطرق وتأمين مداخيل لائقة للسوريين وطرق ومناهج تعليم ومختبرات ولبناء مساكن لائقة بسكن البشر … وتعويض القتلى ومعالجة ” شهداء وجرحى الوطن ”

ما تقدم يجب أن يكون واضحاً بالذهن السوري السياسي تماماً .. وبعدها لا بأس من دخول هذا السوري بزواريب السياسة طالماً لديه البوصلة .
فليس قبل هذه المعرفة دخول .

5 حزيران 2017