°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

ً ً النظام الوطني ً

دور الأسد الأب والإبن في حكم سوريا ، بمنزلة قوة إحتلال , مُتلبّس لبوس ” النظام الوطني ” بل هو أشدّ وطأة منه ، بسبب إلتباس الأمر في ذهن العامة …
عدة نقاط للمقارنة بينه وبين السوريين وسوريا تحت الإحتلال الإفرانسي من حيث : مستوى التعليم أو الصحة أو القانون أو المواطنة والعقد الإجتماعي وحرية التعبير وعدد الصحف والمجلّات والعمل السياسي والأهلي والبيئة والثروة …الخ
بل بين السوريين في الأراضي المُحتلّة في الجولان أو في لواء الإسكندرون في كل ما تقدّم وبين السوريين في سوريا التي يحكمها هذا ” النظام “…
عدّة نقاط نُقارنها.. تجعلنا نُدرك حجم الإلتباس الواقع تحت هذه المفاهيم في سوريا وحجم الخراب الجاري بذريعة تعبير” النظام الوطني المقاوم ”
” النظام ” الذي يتحجج الآن و قبلاً ب “المعركة والعدو … إلخ “فلا يوفّر حتى الخدمات الأساسية من كهرباء وغيره للسوريين ، بل يعمد الى سرقة الثروة السورية من نفط وخليوي وفوسفات ” بدأنا نسمع مؤخراً عن مناجمه ” والغاز …. الخ لحسابه الشخصي
” النظام ” الذي ينتصر الآن في هذه ” الحرب الكونية ” المُفترضة ضده !
يجعلنا نتساءل بحق ، عن سر ضعفه بإسترجاع أراضينا المُحتلة طيلة عقود !
أو أن هذا ” النظام ” الذي صرف مئات مليارات الدولارات ورهن مستقبلها ومستقبل أبناءها لعقود في هذه المأساة المستمرة … لو صرف قسم صغير منها على السوريين وحسَّن في الحياة السياسية ، هل بقي سوري واحد لم يصله مصلحة ما في إستقرار سوريا !؟
قوّة هذا النظام ” الأسد الأب والإبن ” في ضعف وإضعاف سوريا ، فهذا هو الدور وهذه هي الوظيفة، التي تجعل الدول الكبرى وإسرائيل الفاعلين في الملف السوري ، وأتباعها من دول الإقليم قوى داعمة أساسية له ، ولن ترضى بسقوطه حتى لو أُبيدت سوريا بما فيها، فهو مُؤتمن على دوره في سوريا وليس على سوريا ،وهذه هي العقدة !
أمّا بالنسبة لتلك الفصائل التي تتدّعي المعارضة فهي إما مخترقة بقياداتها أو بمآل فعلها …
ولا يسعني إلا إعادة التساؤل عن داعش وعن المناطق التي تعمل بها ، المحاطة بكل الجهات بأعداء مُفترضين لها !!!
من أين يحصل عناصرها على الأكل والشرب والوقود والتقنية وكافة أنواع الدعم اللوجستي وكيف تدخل البلدات وكيف تخرج ونحن الذين سمعنا مئات آلاف الطلعات الجوية ضدها !!
ما عدد عناصرها !؟
ونحن الذين لم نر قتيل واحداً منهم !؟


الدول الفاعلة تُرِيد تخيير السوريين بشكل فظ وعبر ” تربيتهم ” .. بين الإرهاب وإستمراره و بين إبقاء الأسدالإبن كما هو ، وبدون أي إصلاح بأي مجال ،إلا عودة الكهرباء كل فترة عدّة ساعات للعمل أو تجواله وخلع حذائه في بيوت ضحايا حربه الشخصية لا الوطنية بالتعاون مع الإرهاب على سوريا ، أو لبس الجاكيت مرتين كناية عن تواضعه….
في الوقت الذي تخلو المشافي التي يُعالج فيها هؤلاء الضحايا من أبسط الأدوية ولا يتلقون فيها أي علاج يليق بحد أدنى مما قدموه ليبقى هو يوماً إضافياً في الحكم ..
وهو الذي يملك رصيد بنكي ضخم تجاوز مؤخراً رصيد الوليد بن طلال ” أمير سعودي ” ومن أغنياء العالم المعدودين والمُتحصّلة ثروته من ” أخذ ” ثروة السوريين في النفط والغاز والخليوي … إلخ …
إن هذه القوى الفاعلة بمن فيهم إسرائيل لن ترضى بديلاً عن الأسد مهما كلّف الأمر وكانت نتائجه كارثية علينا كسوريين ، وستستخدم في دعمه كل أمر وكذلك دعم الإرهاب من داعش وما تفرع عن النصرة وبقية الفصائل التي تتدعي ” المعارضة ” والتي تخدم الأسد الإبن وأجندة الدول الداعمة لها و له بذات الوقت ، وذلك بمآل فعلها وإختراق قياداتها لا بالنوايا الطيبة لبعض عناصرها كما النوايا الطيبة لبعض عناصر الجيش السوري الوطني …
وكذا ستستخدم عنوان ” حماية الأقليات ” تلك ” الأقليات ” التي لا يحميها إلا المواطنة التي تضعها على قدم المساواة مع جميع السوريين ، ويمنع إستخدامها في خاصرة الوطن كما يُستخدم التطرّف في الجهة المقابلة ضد الوطن عينه …
إن كلمة سواء مع المحيط الوطني الغالب هي التي حَمَت إلى حد كبير ” الأقليات ” والعلويين ضمناً خلال قرون في هذه المنطقة ، وهذه الكلمة سواء بأبهى تجلياتها المعاصرة، وهي ” المواطنة ” هي التي يمكنها أن تحمي السوريين و ” الأقليات ” ضمناً ، وليس قاعدة روسية في حميميم ولا ولي فَقيه ولا سلطان عثماني ولا محيسني ولا بغدادي ولا خريجي سجن صيدنايا من الإرهابيين ممن عفى عنهم الأسد الإبن بموجب “مرسوم إصلاحي ” …
ولا كذلك هذه الدول الفاعلة التي تُجبر السوريين يومياً وليس أخرها ما جرى في لبنان ، تجبرهم بالعودة قسراً الى مزرعة ” سوريا الأسد ”

ومع كل ما تقدم فالتغيير قادم و لا يمكن منعه حتى بخصوص بقاء الأسد الإبن ، لذلك الحكمة تقتضي من هذه الدول الكبرى والفاعلة في الوضع السوري أن تبني على كلمة سواء مع السوريين والسماح لسوريا بتنفس بعض هواء المواطنة والتّحضّر والحريّة بعد عقود وقرون من الإستبداد ، فذلك مصلحة مُتبادلة بيننا يمكن البناء عليها ..

1 تموز 2017