°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

الرؤى الفردية والفئوية

الرؤى الفردية والفئوية لا يمكن أن تؤسس لبناء مكان إنساني مُشترك ، ولا تستطيع وفقها ،أن تُقنع الأخر إلا بغَلبته بالغزو والدحض والقهر وغيرها من الوسائل غير المتحضرة -المتمدنة ..
كما لكل منا رؤيته الفردية والفئوية للإيمان والوجود وكافة مجريات الحياة فكذا للأخر رؤيته أيضاً تجاه ما تقدم …!

إذاً ما الحل !؟

هل أفرض إيماني عليك بإعتباري أراه صحيحاً وأرى إيمانك عبره خاطئاً !؟

أم أتسامح معك ، وعلى مضض ، بإيمانك ! مُستخدماً بعض أقوال ُمقدسة لدي تنص على التسامح ، أقولها لك وأنا غير مؤمن بها محتفظاً بداخلي بتفسير باطني لها أُعلل به نفسي دون أن أظهر لك !
أم الأجدى والأكثر صدقاً وفائدة هو أن نُقر سوية بأن هنالك حقوق طبيعية أقرها الله بخلقه أو الطبيعة بنشأتها تجعل لكل منا الحق بالايمان ، كماعدمه، وبغيره من الحقوق دون طغيان !؟
أليست المواطنة بإعتبارها حقوق وواجبات وتكافؤ فرص هي الحل الأفضل حتى تاريخه في الحفاظ على وحدة بلادنا سوريا المتعددة الإثنيات والأديان وبالتالي الإيمان …
وتُعفينا جميعاً من نفاق إجتماعي ديني لا يؤسس لحياة مُستقرة، بل لحياة مُتفجرة كل حين .
وإذا وافقتني صورياً ، أو وافقتك صورياً ، على المواطنة مع عدم إيماننا بها !
فما هو مآل إتفاقنا المُخادع هذا !؟

أليس مآله واقع سيّء لكيلينا !؟

لدينا في سوريا مصلحة وجودية مشتركة كمختلفين ، لضبط قواعد الإختلاف فيما بيننا ، و لتقليل نسبة الخسائر اللاحقة بنا جرّاء الإختلاف .!
أمّا إذا أصرّيت أنت على كونك مصدر الحق والوطنية ونصّك المقدس وقراءتك الوحيدة لهذا الكتاب ” فيما إذا كنّا مشتركين به ولدى قراءة مختلفة به عنك ” قراءتك هي الحقيقة وهي الواجبة ! ويجب أن تفرضها بالقوة والقهر والغلبة …الخ
فهل تعتقدني أني أيضاً من الدروشة والضعف أني لا أعتقد ذلك في نفسي وفي قراءتي !؟ ولدي الرغبة عينها !

إذاً ما الحل !؟

هل هو قتال يُلغي وجودنا كسوريين الى قيام الساعة !؟

أم مواطنة تضبط إختلافنا بالقانون حتى يمكننا البناء على مشترك إنساني بيننا لُنحسّن وجودنا الإنساني بما يجعلنا نحيا حياة لائقة بالبشر .!

4 تموز 2017