وعي مجريات الماضي من خلال الوعي الحاصل في الحاضر ، وتقييم هذا الماضي بناء على هذا الوعي ، المبني بدوره على وجهات نظر حارّة ،لا وقائع باردة ..
هو أسوأ أنواع الوعي والمعرفة ، خاصة إذا إستجمع أدلّته من خلال هاجس مُسبق ونظرة مُسبقة ، وكراهية مُغلّفة بالموضوعية الزائفة القائمة على نَفْسْ مُتوحدة داخل ذاتها، جائعة لا تعترف بخير الا لنفسها ، ولا تعتمد إلا معيارها الفئوي في التقييم والإستنتاج ..!
فكيف إذا إستسهلت المعلومة بتوافر الغوغل ، الذي هو العدّة المرادة لك ممن أعدّها ….
فالقدرة على القراءة ليست شرطاً كافياً للمعرفة، بل توطئة لا بد منها ، وأهم شروط المعرفة ، قدرتك على الإنطلاق لإكتشاف المعرفة ، مع الإقرار بما تجهله حقيقة منها ، وليس البدء من هاجس مُسبق ورؤية مسبقة قائمة على الكراهية أو المحبة ، لتجمع الأدلة على أساسها ….
عندها ستكون أشدّ المواقف والكلمات نبلاً… ستكون موضع تأويل وإتهام لديك ، وتدليل وتأكيد لإسوأ ظنونك المُسبقة …
وما صحّ قوله فيما تقدم بخصوص الماضي يصح قوله في تحصيل المعرفة في الحاضر، لجهة أن :
شرط المعرفة التّام ، هو المحبة التامة والرغبة الحقّة للمعرفة دون غيرها .!
7 تموز 2017