من مساوئ إدارة العقل الجمعي السوري في الماضي ، وخاصة خلال العقود الخمسة الأخيرة ، إنها شكّلت لدى السوري تصورات غير واقعية مُفترضة منه فقط ، ما زالت مُستمرة حول الدول الناطقة بالعربية أو التي تدين بالإسلام أو الإنسانية .. الخ
بما يخص مصالح واحدة مُشتركة ..!
فيعتبر أن له ” مونة ” في مال تلك الدول وتقرير سياسياتها ومواطنيها، ويلوم ويعتب ويُقَرِّع مسؤولي تلك الدول وشعوبها ، في حال قاموا بما يُخالف تصوراته تلك ..
غير مُدرك أن لدول الخليج ومصر والسودان والمغرب ، وكذا دول الجوار الثلاثة تركيا وإيران وإسرائيل.. إلخ .. مصالح مختلفة مع بعضها، ومعنا..
فمثلاً حجم المصالح والتبادل التجاري بين هذه الدول الثلاثة كان دائماً أولوية لدى مسؤوليها ومؤسساتها وشعوبها ..
وإن كانت إيران وتركيا تُمارسان ذلك الأمر على حسابنا بخداع وتقيّة أكبر من إسرائيل …
فهذه الدول معنية بمصالحها الوطنية وشعوبها ،وغير معنية بتصوراتنا الأيديولوجية القائمة على الإشتراك باللغة أو بالدِّين أو الإنسانية ..
أزعم أن علينا كسوريين الإنتباه إلى أن سوريا الدولة العَلمَانية الديموقراطية هي التي يُمكن أن تحمي هذا التنوع فيها ، وتحمي مصالحنا المشتركة ، وتُعيد توطين المال السوري المسروق والمُودع في بنوك أبوظبي ودبي وإستنبول .. إلخ
وتمنع تركيا من سرقة أراضي سوريّة في الشمال والغرب وسرقة مياهنا في دجلة والفرات والخابور والبليخ ، وسرقة وجدان جزء من السوريين ، وكذلك تمنع تغلغل النفوذ الاقتصادي والسياسي والمباشر لإيران في بلادنا وإرثنا المقدس بذريعة مظلومية الإمام الحسين ، ومن سرقة جزء من الوجدان السوري ..
وكذا الإنتباه الى إعادة الجولان عبر التفاوض وما إنتهى إليه الأمر في مدريد … بدلاً من سرقة وجود وعمر وثروات سوريا و السوريين من قبل مافيا ، ودوّل مرتبطة معها، بذريعة الجولان ، الذي تستخدمه كأداة إسترزاق سياسي ومالي وسلطوي ، وك ” يد مكسورة ” لا يُراد لها أن تعود طبيعية .
9 تموز 2017