الأسد الإبن مُستعد دائماً لإجراء ” مصالحة وطنية ” مع عناصر الجماعات الإرهابية المتطرفة, الذين قتلوا سوريين في الجيش أو من المدنيين السوريين ، بل مُستعد لإطلاق سراح إرهابيين محبوسين لديه منذ وقت طويل من أجل أن يتزعموا فور خروجهم جماعات متطرفة موجودة، أو يُوسسوها أو يؤسسها لهم ،وهذا الأمر الذي تسلسل منذ أول مرسوم عفو رقم 62 تاريخ 31 آيار 2011 وحتى أخر ” مصالحة وطنية ” …
وكذا يرتاح لأي خطاب فئوي يدّعي معارضته على شاكلة : “تم قتل الفاطس النصيري أو الدرزي أو الرافضي فلان ” وكذا يُلائمه كل شعار فئوي يعتبر الثورة في سوريا تجاه نظام طائفي وليس لأنه نظام ديكتاتوري أو مجرم ،أو كل خطاب عام مُبهم لا يُطالب بدولة قانون ومواطنة ونظام سياسي ديموقراطي عَلمٓاني ….
لأن في كل ما تقدم ذكره، الأوكسجين وإكسير الحياة الذي يمدّه بالقوة والبقاء ، فهو ضعيف جداً في السياسة كعلم وفن. وأن تشاطر بها كحزلقة وخزعبلات ، وقوي بالحرب لأن في العنف فرصته الوحيدة ليقول : أنا المجرم الأقل سوءاً هنا ، والذي يتميز بأنه يمكن التفاهم معه ولست مجرم أرعن بذقن .
إنه ضعيف جداً بالسياسة ،والخطاب الوطني الجامع لأنه نظام فردي فئوي وبالتالي يجب فهم حقده وقساوته في التعامل مع معارضي الرأي ممن يطرحون الخطاب الوطني السوري العام العابر الى المشترك المجتمعي السوري .
وفي هذا السياق يجب فهم إعتقال الخال أبو علي صالح المحترم اليوم ، فهؤلاء هم الخطر الجدّي الذي يُزيحه ويجعله عارياً قدام المجتمع الدولي والشعب السوري كله ، لأن كل شخص من هؤلاء يساعد في إنهاء حقبة الإستبداد أكثر من فصيل كامل من أصحاب السلاح الصادقين الذي إضطروا لحمله في وقت ما للدفاع عن النفس ، فما بالك مع الجماعات الإرهابية التي إمتطت ثورة السوريين لاحقاً وأعطت الأسد الفرصة لُيفاضل نفسه معها قدام المجتمع الدولي وتمدّه دوما بمبرر بقاءه ودعمه دولياً !
21 تشرين أول 2017