تصريحات وزير الخارجية القطري وما إتسمت به من ” صراحة-شفافية ” مُنتقاة بعناية , يُراد لها أن تُوظَّف بشكل جيد بمحاولة جديدة لتعويم الأسد الإبن بطريقة غير تقليدية ..
حيث يعترف ” الأعداء ” بكونهم مارسوا ” الشر ” ضد الإنسان الطيب ، الذي يُحبه شعبه ، في بلده الذي تعرض لمؤامرة خارجية …!!
ولا يشذ عن تلك التصريحات والدور القطري ، الذين هما داخل السياق الأمريكي ، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي من أن لا دور للأسد الإبن في حكم سوريا !!! …
هنا لا بد من التذكير أن لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت مع الأسد الإبن ، وهو بدون أي صفة رسمية تؤهله للقاء بتاريخ 14 / حزيران 2000 في قصر الشعب
” وهو مكان تابع للدولة السورية وليس منزل لآل السيد حافظ الأسد ”
لا بد من التذكير أن هذا اللقاء، هو الذي فرض الأسد الإبن كرئيس لسوريا خلفاً لأبيه، وأن الدعم الامريكي والإسرائيلي غير المحدود ،هو الذي ثبّت الأسد الإبن حتى تاريخه وهما من أعطياه الضوء الأخضر للبقاء حتى تاريخه ، وهو دعم ليس مُتعلّق بمفهوم المؤامرة والعمالة … الخ
بل مُتعلّق بطبيعة صراع المصالح والخطط والتكتيك والاستراتيجيا التي تتبعها الدول في حماية مصالحها والدفاع عنها، وبكون الأسد الأب والإبن إشتغلا على أن يكونا فردين يتقاطعان مع مشروع مصالح دولي على حساب سوريا، الوطن والشعب ونجحا في ذلك ،
وسيذكر التاريخ أن الخدمات التي قدّمها الأسد الأب و الإبن للولايات المتحدة وإسرائيل ، عجزت جيوش إحتلال عن تحصيله وتقديمه !
عبر عداوة مُفترضة مُعلنة ، ليس هناك مؤشر واقعي وحيد على جديتها وواقعيتها !
حيث كانت هذه العداوة المُفترضة بينهما ، أهم دعم جوهري لشرعنة الأسدين ،كممثلين للمصالح الأمريكية الإسرائيلية في الوطن السوري والمنطقة …
لذلك أزعم أن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تقوم بالتّخلّي عن الأسد الإبن إلا مُرغمتين ، وهو إرغام سيحصل بسبب تداعيات طبيعة الوضع في سوريا ، ومألات الأمور ..
وموقفهما الداعم هذا ، مُتأتّي من قناعتهما المنطقية التي تعتقد : أن أي شخص بديل له كائناً من كان ، لن يستطيع تقديم تلك الخدمات لهما ، بنفس الكفاءة !
26 تشرين أول 2017