إنتشرت اللغة السريانية في قلب الجزيرة العربية وجنوبها وعلى الساحل الغربي للخليج . توصل الباحثون في تلك الأراضي ومنها الأراضي السعودية اليوم في أكتشاف نقوش وكتابات ومخطوطات سريانية تعود الى القرن السادس ق. م ، أي قبل الأسلام ب 1100 سنة . الباحثون في اللغات السامية كان عليهم أن يدرسوا التاريخ القديم كله . فالبابليون توسعوا الى جميع الجهات ومنها الجنوب ، ففي القرن السادس ق.م قام الملك نابينودس قرر أن يغزو الجزيرة العربية أنطلاقاً من بابل فوصل الى مدينة يثرب ” المدينة ” ( وكلمة يثرب هي كلمة سريانية وتعني أيث رابو ، أي الله موجود ) . وأكثر أسماء المدن السعودية هي أسماء سريانية ، لأن السريان هم الذين كانوا يحكمون . فالعاصمة رياض كان ( رياص ) ومعناها ممتع . أما مكة فلا يمكن تفسير أسمها بالعربية لأنها ليست عربية بل سريانية ، وهي متكونة من أربع أحرف وهي ( م- ك – ك – ة ) أي مككة وتعني الأرض المنخفضة . أما طائف فتكتب طايف ( لأن ء ) لم تكن موجودة قبل الأسلام ومعناها (عالي ) . أما مدينة بكيك فهي ( بقيق ) وتتكون من مقطعين الأول بيت والثاني قيق . وقيق هو نوع من أنواع الطيور بالسريانية . أما تيماء فهي أيضاً كلمة آرامية سريانية تعني ( الأعجوبة ) وكانت عاصمة الأمبراطورية البابلية في الجزيرة العربية . قريش أيضاً سريانية تعني قرش ( رعاة البقر ) وهي قريبة من كلمة ( قرج ) وكذلك القريبة من كلمة ( كراتشي ) فتعني قرجي ، أي رعاة البقر أو ما يشابه ذلك .
وحتى اللغة العربية ما هي الا جزء صغير من اللغة الآرامية السريانية الكبيرة . والقرآن كتب بخط الآرامي نبطي وبلغة آرامية نبطية وعربية . قبل التنقيط كانت لغة القرآن تتكون من خليط من السريانية والعربية والحبشية . وبعد التنقيط أراد العرب طمس اللغات الأخرى ومحاربتها لأزالة الحقائق التاريخية ، لكننا نقول لا يمكن مهم القرآن الغير المنقط الا عندما يقرأ بطريقة سريانية . كذلك أكثر المدن الموجودة في اليمن وبلدان الخليج والشام والعراق هي سريانية . فنجران أسمها بالسريانية هو ( نكرانو) وتعني البقعة الممتدة الطويلة في شمال اليمن والتي كانت فيها قبائل نصرانية . أما أسماء الأشخاص فنأخذ بعضاً منهم ومن الشخصيات المعروفة عند العرب والأسلام . فأبو بكر الصديق ( بكر ) تعني ( بخرا أو بخرو ) . وعمر بن الخطاب ، عمر سريانية تعني مرتاح و ( خطاب ) أصلها قبل التنقيط كان حطاب وتعني الذي يشق الخشب أي حطاب ن ومن الخطا أن تكتب خطاب لأن في فترة قبل الأسلام وبدايته لم تكن الكتابة العربية منقطة . أما عثمان بن عفان . فعثمان بالسريانية تكتب ( عشمان ) ومعناها يظلم أو يضطهد . أما عفان فهي آرامية وتعني ( دفن الجثة قبل الدفن ) . وعلي فبالسريانية تكتب ( علويو ) والتي تعني عالي . ومروان هي ( مروانا ) أي الشخص الذي يسبب الطغيان . أما حسين فتعني ( القوي ) . وهنا عشرات الكلمات السريانية في لغة العرب ومنها :
آبو أب . أمثو أمه . أمو أم . الوهو الله . أرعو أرض . أثرو أثر . أذنو أذن . أيكو أين . أتراحام يترحم . أو يرحم . أرنوو أرنب . أرملتو أرمله . بيتو بيت . بيرو بير . بخيو بكاء . بغلو بغل . بستونو بستان . بنويو بناء . برثو بنت أو أبنه . بصلو بصل . بقل~ بقول أو ! خضار . بزهيوثو بزهو أفتخار . باريخ وقاديش بارك وقدس . طيبوثو أو بطيبوثو طيبه أو بطيبه . تومو ثوم . تين~ تين . تعلو ثعلب . تورو ثور . تاكورو تاكور~ تاجر وتجار . تحتو أو تحت تحت د! لاله على المكان . توتى توت . تلميذو تلميذ . دربو درب . ديبو ذئب . دلوو دلو أو سطل . دويش داس يدوس على الشئ . ديكو ديك ذكر الدجاج . داباح له أذبحوا له . دمع~ أو دمعو دمع أو دموع . حمورو حمار . حولو حبل . حصودو حصاد . حاكيمو حكيم . حوصيرو حصيره . حيلو حيل أو مقدره . ! حلمو حلم . حوبو حب . حابيبو حبيب . حلوو حليب . حيط~ حنطه أو قمح . حيوطو خياطه أو حياكه . حبر~ أحبار . حاي~ حياة حمرو خمر نبيذ . موتو موت. ميقرو موقر . مكلو أكل أو طعام . ماي~ ماء . موز~ موز . مسمورو أو مسمور~ مسمار أو مسامير . مثلو مثل . ملكو ملك . مطرو مطر . كهنو كاهن . كتوبو كتاب . كلبو كلب . ككوو كوكب . كليلو أكليل أو تاج كيتونو قطن . كرمو كرم أو! بستان . نقابيل نتقبل . نهرو نهر . نورو نار . نولو نول للحياكه . نفشو نفس . نوش~ ناس . نوطور~ نواطير أو حراس . نحوتو نحت نحت في الحجر . خوخ~ خوخ . روعيو راعي . روع~ يرعى . ريمونو رمان . رغلو رجل . روحو روح . روشو رفش . ريشو رأس . رقذو رقص . زيتو زيت . زيتون~ زيتون . زبنو زمن زروعو زراعه . زوعق يزعق أو يصرخ . عبار عبور أو مرور . عينو عين . عيقروو عقرب . عيدو عيد . سيفو سيف . سكينو سكين . شمايو سماء . شمشو شمس . شمعو شمع . شلطونو سلطان . شلومو سلام . شروقو شروق . شاكر سكر . شلطونو سلطان . صرتو صوره . صافونو صابون . صومو صيام . صلوثو صلاة . صلوبو صلب . طيرو طير . طينو طين . طورو طور . طكسو طقس القداس . فيمو فم . فلحونو فلاحه. قاشو قس . قاديشو قديس . قاديش~ قديسين . قيلويو قلي . قمثو قامه . قيمتو قيامه . قدوم مدبحو قدام المذبح . قيومو قيام أو وقوف . قطلو قتل . قيثورو قيثاره آله موسيقيه . قرويو قرائه . قربونو أو قربون~ قربان أو قرابين . ليبو لب أو قلب . لوحو لوح . يامو يم أو بحر. يامينو يمين أو جهه . سيمولو شمال
في مجال الأعداد نقول في السريانيه :
حاد واحد . تري أثنين . تلوثو ثلاثه . أربعو أربعه . حمشو خمسه . أشتو سته. شوعو سبعه . تمنيو ثمانيه . تشعو تسعه . عصرو عشره . وهكذا يستمر التشابه في الأعداد حتى النهايه
في أيام الأسبوع نقول : يومو دي تري – يوم الأثنين . يومو دتلوثو – يوم الثلاثاء . يومو دربعو يوم الأربعاء . يوم دحمشو – يوم الخميس . يومو دشبثو يوم السبت
في تسمية الأشهر: نرى أسماء الأشهر هي نفسها في السريانيه في كل من العراق وسوريه ولبنان والأردن وفلسطين . نقول بالسريانيه كونون قدمويو ( كانون قمايا ) كونون حارويو ( خرايا) . شبوط ( أشوط ) . أوذر ( آذر ) . نيسن . أيار . حزيران ( حزيرن ) . تموز ( تاموز) . أوب . أيلول . تشرين قدمويو ( قمايا ) تشرين حارويو ( خرايا ) .
بعد هذه الطغطية اللغوية وبيان تأثير السريان في سكان الجزيرة العربية والذين كانوا مرتبطين بالسريان في بلاد الرافدين والشام وصلت اليهم المسيحية أيضاً ببساطة وانتشرت في الجزيرة العربية كلها لأنها كانت واحدة ولغتها واحدة وكما نقرأ في شهادات المسلمين الأوائل أنفسهم في موضوع تأثير السريانية على الأسلام ، فصاعد الأندلسي قال ( وكانت هذه البلاد واحدة ، ملكها واحد ، ولسانها واحد سرياني ، وهو اللسان القديم ) “1” .
كذلك الخط العربي هو مستنبط من الخط السرياني والنبطي وأصل الأثنان هو أرامي لهذا شهد المسلمون لتأثير السريانية على العربية في كتاب ( فتوح البلدان ) للبلاذري ، فقال ( أجتمع ثلاث نفر من طىء ببقية ، وهم مرامر بن مرة . وأسلم بن سدرة . وعامر بن جدرة ، فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية . ) “2” .
ومن الشهادات الأخرى التي تؤكد تأثير السريانية على الأسلام فهي شهادة زيد بن ثابت المقرب جداً الى رسول الأسلام ، فقال ( قال لي رسول الله : ” هل تحسن السريانية ، أنها تأتيني كتب ؟ قال : قلت : لا . قال : ( فتعلمها . فتعلمتها في سبعة عشر يوماً . ) ” 3″
كانت تأتي كتب الى محمد وكلها مخطوطة بالسريانية ، وكان زيد من كتاب القرآن وكان محمد لا يثق بالأطلاع على الكتب السريانية التي يمتلكها الا زيداً . فالقرآن كتب باللغة السريانية وبالخط العربي الكوفي المستنبط من الخط السرياني . فأقدم النسخ القرآنية فهي المكتوبة بالخط الكوفي القديم الغير المنقط ، ونسخة ثاني مكتوبة بالخط الكوفي المائل وكلمة كوفة تعني المعوج او المائل . أي الخطان التي كتب بها القرآن هما كوفيان . فلأجل فهم القرآن فهماً صحيحاً يجب العودة الى لغته الأصلية وكتابته الأصلية الغير منقطة لأن التنقيط غير معنى الكلمة والنص . وكانت الغاية من التنقيط مرتبطة بسر مقصود في فكر الذين قرروا التغيير وأرتكبوا الخطأ الكبير . في الرابط أدناه مقطع فيديو لأقدم نسخة من القرآن المكتشفة في اليمن مع تعليق الدكتور الألماني ( بوين ) الخبير في مجال القرآن :
https://www.facebook.com/video.php?v=1541122362789509&set=vb.1379871525581261&type=2&theater
هناك كلمات مكتوبة بالسريانية بالمعنى والخط فمثلاً كلمة ( صلوة ) تعني في السريانية ( صلاواتا ) أي صلوات أما بالعربية فيجب أن تكتب ( صلوات ) . أما البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فكلمة بسم فهي سريانية تكتب ( بشمَ ) والشين في العربية تصبح سين . أما كتابتها في العربية فيجب أن تكتب بأسم وليس بسم . وهذا دليل واضح أنها منقولة من السريانية . . أما كلمة القرآن فسريانية أيضاً وتستعمل لحد اليوم في الكنائس وتقرأ ( قريانَ ) أي بفتح النون ، والحرف ( آ ) دخل مع النقاط والحركات التي أستحدثت بأمر الخليفة عثمان بن عفان الذي أسماه محمد ب ( حبر الأمة ) أمر عثمان زيد بن ثابت الذي كتب القرآن القديم ( النسخة الأصلية ) بكتابة القرآن من جديد وعين معه ثلاث أشخاص من قريش لكي يساعدون زيد في الكتابة أ أما النسخ القديمة فأمر بحرقها . فلم يبقى شىْ من النسخ الأصلية التي كانت تعود الى القرن السابع اميلادي فأقدم نسخة الآن تعود الى القرن الثامن . كما ذكرت مجلة الحكمة الصادرة في القدس بأن هناك نسخة قرآنية مدونة باللغة السريانية . هناك كلمات أعجمية كثيرة في القرآن وهذا ما يعتبره القراء طعناً بنصوص القرآن التي ذكرت بأكثر من موضع بأن القرآن نزل بلسان عربي مبين ( طالع الشعراء 195) وكذلك سورة يونس 26 ( لقد أنزلناه قرآناً عربياً لعلهم يعقلون ) ويعتقد بأن هذه الآية أضيفت بعد جمع القرآن من قبل عثمان لأجل الغاء دور اللغة السريانية وأثرها في لغة العرب وعلى الأسلام ولكي يثبتوا بأن اللغة العربية كاملة . وكيف يكون القرآن كله عربياً والعربية لم تكن متكاملة في زمن صدور الأسلام ؟ القرآن يحتوي على كلمات من لغات كثيرة ومنها : السريانية ، الفارسية ، العبرية ، اليونانية ، الحبشية ، القبطية وغيرها . كما نذكر بعض الكلمات السريانية في القرآن : 1- قرأن 2- سورة ( وتعني الفصل ) 3- طور ( تعني جبل ) 4- فرقان ( بُرقانة ) 5- الله ( آلها أو الوهو )
أما بالنسبة الى الخط العربي فقد أشتق من الخط النبطي المتأخر والمشتق من الخط الآرامي السرياني ، فصورة الخط العربي الذي به دونت المصاحف القديمة لا تبتعد عن صورة الخطوط السريانية أو النبطية والأثنان مشتقة من الآرامية ، ولم يتحرر الخط العربي من تلك الهيئة الآرامية المتمثلة بخطوط ربوع الفرات الأوسط حيث الحيرة والأنبار ثم الى دومة الجندل ومنها أنتقل الى المدينة والمكة “4” .
في الختام نقول : اللغة السريانية هي الأصل ، وهي مفتاح للكلمات المبهمة في القرآن فالكثير من الكلمات لم تكن مفهومة لدى قدماء المفسرين للقرآن فقد أحتاروا في تفسيرها فأعطوها معاني متضاربة لكن بعودتهم الى اللغة السريانية يمكن تفسير تلك الكلمات بسهولة . وحتى لغة تجار قريش كانت مستمدة من الآرامية . حاول العرب طمس الحقائق بطمس اللغة السريانية ومحاربتها بقوة لهذا نقول لحد اليوم لا يسمح بتدريس اللغة السريانية التي هي أقدم لغات المنطقة في الجامعات العربية والتركية خوفاً من وصول الأبحاث والدراسات الى حقائق تزعج الأسلام وتشوش على أدعائات المشايخ حول هذه الحقائق .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا
المصادر
1- طبقات الأمم ، مطبعة السعادة بمصر . صفحة ( 6 ) .
2- كتاب فتوح البلدان . البلاذري ، منشورات محمد علي بيضون . دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان 2000 ص 279
3- مسند الأمام أحمد
4- كراس فن الخط العربي والزخرفة الأسلامية ( حسن قاسم حبش )
5- أثر اللغة السريانية في اللغة العربية والقرأن ( فايز عزيز )
6- القرآن
المصدر :
لغة وتاريخ بلاد السريان