°
, April 19, 2024 in
آخر الأخبار
تفاصيل

Apollodor de Damas.

المعمار السوري أبو للودور الدمشقي


Apollodor de Damas.

اشترك عدد من المعماريين السوريين في بناء الأوابد الضخمة في الإمبراطورية الرومانية، ذلك أن المعمار السوري كان قد أنجز ببراعة خارقة أوابد ضاهت بروعتها أوابد روما، ونحن مازلنا نرى آثار دمشق و أفاميا وتدمر و بصرى وشهبا وآثار بعلبك وجرش، وكلها من بناء المعمار السوري أو الشامي. وقد وصلت إلى أعلى مراتب الكمال والروعة المعمارية. ولقد ورث المعمار السوري عن أجداده تقليد إنشاء الأقواس والقباب مما لم يضارعه في ذلك معمار آخر، وأخذت العمارة الرومانية فيما أخذت من تقاليد العمارة السورية، بناء القوس والقبة حتى إن قبة “البانتيون” وهي أشهر قبة في العالم كان قد بناها المعمار السوري أبو للودور الدمشقي Apollodor de Damas. فنحن نعرف أن هذا الصرح الضخم كان قد أنشئ عام 27 في عصر “أوغست” من قبل المعمار “فاليريوس”. ثم أعيد بناؤه بعد أن تهدم، في عصر الإمبراطور “أدريان” عام 138م. وقد صمم قبته ونفذها أبو للودور الدمشقي الذي اشتهر في ذلك الوقت كأبرع معمار. وترتفع القبة عن الأرض 43.50متراً، ويبلغ قطرها نفس ارتفاعها وليس لهذه القبة رقبة أو نوافذ، بل فتحة عليا قطرها 9 أمتار. وهي اليوم مدفن للعظماء، فيها قبر “رافائيل” المصور الشهير، و”ماكيافيلي الفيلسوف”. أبو للودور الدمشقي الذي ولد على ما يبدو في دمشق عام 80 للميلاد، كان قد اختص بالعمارة الضخمة، وقد صارت له شهرة واسعة مما دعا الإمبراطور “تراجان” إلى استدعائه إلى روما لبناء فوروم روما الذي مازالت آثاره واضحة حتى اليوم في عاصمة إيطاليا روما.وقد تم إنجاز هذا الفوروم عام 114م وهو ساحة تحيطها بوائك مخصصة لرجال الحكم والاقتصاد، يتبادلون بها أفكارهم وبضائعهم ويحلون مشاكلهم، وعادة ينشأ الفورم في مركز المدينة المتروبول التي أخذته هذه عن الإغريق وتسمى أغورا.ولقد أنشأ “أبو للودور” أيضاً منشآت أخرى، وهي قصر للعدل ومكتبتين وبازليك أولبيا وعموداً تذكارياً ضخماً هو عمود تراجان، والذي مازال قائماً حتى يومنا هذا في مدينة روما. وهو عمود كالمئذنة الأسطوانية ارتفاعه 43 متراً وهو مؤلف من ثمانية عشر جزءاً وداخله سلم لولبي، ويغطى العمود بنقوش بارزة تمثل ما يقرب من ألفي محارب عدا الآليات ومعدات الحرب، وداكيا من حرب تراجان المنتصرة في بلاد داشيا، وفي قاعدة العمود مكان أودع فيه رماد جثة الإمبراطور، وقد وضعت في وعاء من الذهب. لقد أدهش فن “أبو للودور” الأباطرة الرومان، وبخاصة تراجان، وكان صديقاً “لأبو للودور” فاحتل هذا المعمار السوري في عصره مرتبة عليا من التقدير، وبعد وفاة تراجان عام 135م اعتلى العرش “أدريان” الذي ابتدأ متمسكاً برعايته “لأبو للودور”، فكلفه ببناء قبة “البانتيون”، ثم أقام كمهندس للجسور ببناء أضخم جسر أنشئ في تاريخ روما وهو جسر “دبروجا” على نهر الدانوب، فكان معجزة هندسية رائعة، ثم كلفه ببناء معبد كبير. ومات “أبو للودور” قبل إنجازه، وكان موته غامضاً، إثر اختلافه مع الإمبراطور. لقد كان “أبو للودور” قمة في فن العمارة عبر التاريخ، ويحق لنا أن نزهو بعبقرية هذا الفنان المعمار الذي أصبح قدوة فيما بعد، أخذ عنه ميكل أنجلو في بناء قصر فارنزه في فلورنسه. وأخذ عنه المعمار الفرنسي في إنشاء عمود فاندوم في باريس أيام نابليون.

+ نقلا عن موقع jablah.com