إحترام معتقد الأخر ، هو إحترام لذاتنا الإنسانية القائمة على الفرادة الشخصية والغنى ..
بظرف ما نحن هذا الأخر .
وهذا الوجوب في الاحترام ليس دعوة للياقة إجتماعية أو لطف أو نيل ثواب من مبدأ ديني …
بل مصلحة وجودية إنسانية ، فالإنسان بتصرفه هذا يحترم الحيّز الشخصي للأخر وتجربته الروحية ، التجربة الروحية التي تتطور مع الوقت ، وحيث التجربة الروحية والدينية تكون بمنزلة حل فوق منطقي لبعض النواقص في منطق فهم الإنسان للوجود ومآله …
وحيث دائماً هناك مُربّع ناقص يشي بعدم إكتمال فهم الإنسان للوحة الكون والوجود … وهذا مدعاة إثارة مستمرة للفكر الإنساني .
أزعم أيضاً أن التجربة الروحية الحقّة تحتاج مناخ من الحرية الحقّة والقانون الحقّ ، فبذلك يتم تنقية الإيمان من الإستخدام السياسي لدحر الأخر المختلف بذريعة المقدس والله .
وأزعم أن مدخل إحترام التجربة الروحية للأخرين ، يتم من خلال تفهم مُنطلق فكرة الأخر في هذا الصدد ، ومن الصندوق المعرفي الخاص به، الذي يجول فيه. وأن مدخل تنقية تجربتنا الروحية في التدين وغيره ، يكون من خلال نظرتنا المتعالية من خارج الصندوق المعرفي لتجربتنا ، كطفل يكتشف هذه التجربة الروحية بعد أن عاش وقتاً طويلاً أو قصيراً كرجل يُمارسها .. ففي ذلك إكتشاف ذاتي منا لغرابتها ، كما نكتشف غرابة تجربة الأخر .
فبهذه الطريقة نضمن سَوية من التفاعل الحيوي بيننا كبشر بحد أدنى من الإساءة لأنفسنا وللحياة .