°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

المسؤولية تكمن بالتفاصيل …

حتى الآن لا يوجد سردية ثقافية سوريّة مشتركة بين السوريين ،  تسمح ببناء دولة سوريّة متجانسة بقدر مقبول ، يمكن من خلالها تأمين متطلبات العيش الطبيعي لمواطنيها …

 لدينا  كمجموعات سوريّة مُكوّنة للجمهورية الحالية ، نظرة مختلفة في القيم والمناقب والتاريخ وشكل نظام الإدارة والقانون والأحوال الشخصية التي نريدها للدولة …..الخ 

و هناك سرديات مظلومية تعتمدها هذه المجموعات تجاه الصيغة الحالية . تُفيد  على سبيل المثال : أن هناك محو للهوية الحضارية لكل منها ، وأن نظام الحكم الحالي لا يراعي ثقافتها وهويتها الحضارية ، وإن فئة سوريّة أخرى تسلبها حقوقها…الخ 

أزعم أن الإمكانية الوحيدة لبدء بناء دولة ، أكثر واقعية ، يستفيد من التجربة الكارثية التي مررنا بها في سوريا ، قد يكون بإعتماد  نظام مقاطعات يضم المناطق التي تتمتع بمستوى مقبول من التجانس  الإجتماعي والقيمي الذي يسمح لها ببدء سردية حضارية مشتركة مع الوقت ، فتعمد كل  مقاطعة الى تبني نظام حكم وإدارة كامل ، يرتكز على تأمين متطلبات العيش وتحسين مستوى الدخل والاستثمار  …الخ وفق ما يُلائمها

يتم اعتماد ما تقدم  عبر الاستفتاء و الانتخاب الحر لسكان تلك المقاطعات ..

 كإعتبار  الشريعة الإسلامية مثلاً  نظام للحياة السياسية في بعض المقاطعات…

 أو العَلمَانية والديموقراطية خيار بعضها الأخر .

حيث هنا بين هذين الخيارين ، الصراع الأكثر شدّة ،  الذي لا يمكن التحايل عليه بحذلقة بلاغية تنتج دستور مخادع ، يكون ستار لتقية من كل الأطراف ..

وفق ذلك يلتزم سكان كل مقاطعة بخياراتهم تلك ،وتحمل تبعات ما إختاروه  ، مع بقاء المسؤوليات الأساسية من جيش وتمثيل خارجي وبعض الوزارات وفق طبيعتها … بقاءها بشكل مركزي .