°
, December 6, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

مرة أخرى حول ” المجلس العلوي الأعلى “. وجوده ، وضرورته .

سأعمد في الفترة اللاحقة ، وكلما أُتيح : الفكرة والقدرة والزمن … الى كتابة بعض التفاصيل الانسانية الاشكالية والتي تحتاج لبيان وجهة نظر بشأنها في سوريا .

المجلس العلوي الأعلى

س :  هل يوجد مجلس علوي أعلى ؟ خاصة أنه ورد ذكره بلقاء للملحق العسكري الروسي بدمشق .!
جوابي :

-لا وجود للمجلس العلوي الأعلى في سوريا ، منوهاً الى أخر محاولة قام بها المرحوم الدكتور المُهلّب حسن في طرطوس لتأسيس هكذا مجلس في الثمانينات ، حيث تم قتله بتعليمات خاصة من الأسد الأب ، بل زيادة بالوقاحة والإجرام تمّ إخبار أهله بقتله من قبلهم .!

إذاً كيف يمكن فهم ما تفضّل به الملحق العسكري الروسي بهذا الصدد ؟

احتمال أول:
هو قيام ضباط علويين بايعاز من الأسد برمي هذه المعلومة لدى الروس لبلورة ثِقَلْ ما، لديه ، تجاههم ، يُضاف الى رصيده . في عملية الانتقال السياسي للسلطة وأمور أخرى .حيث تسويق الوهم ، و بلحظة ما يُنشيء “حقيقة ” يتم تداولها و البناء عليها .!

احتمال ثاني:
أن يكون السيد الملحق العسكري هو من أطلق تلك المعلومة من عندياته ( عندياته كشخص ، أو كشخص منتمي الى مؤسسة عسكرية أمنية ) ولأسباب مُتعلقة بالاستخدام السياسي، وتبرير التدخل الروسي في سوريا وأمور أخرى لا تقل أهمية أو تفوق .!

احتمال ثالث :
أن يكون هناك فعلاً بعض ضباط علويين أو أفراد علويين ، من ضمن مافيا السلطة ، يقومون بالاجتماع مع بعضهم بإشراف الاسد الابن …يعمدون الى مناقشة كيفية حشد الطائفة وراء الأسد بشكل غير معلن ، إلّا بينهم .! كما بقية غيرهم في الطوائف الأخرى .

احتمال رابع :
هو أن يكون بعض ، من كل ما تقدم ، أساسه ، لعبة تاريخية ومعاصرة ، مُورست وتُمارس وستُمارس مع الوقت ، هي لعبة ( تسويق الوهم ) لصنع ( حقائق ) غير موجودة وقد تُوجد لاحقاً . حيث يتداخل فيها الأمني والمالي والمخابراتي والمصلحي ….الخ بين أفراد مافيا الحكم في سوريا وبين أفراد في مواقع مسؤولية لدول سواء ملحقين بسفارات أو مبعوثين دوليين أو موظفي أمم متحدة مهمين …الخ فيكون الثالث بينهم المصلحة وأدواته المال والجنس ،في متن كامل ، على هامش عمل هؤلاء ، بتلك المؤسسات العامة …. وهناك أمثلة كثيرة لقيام مافيا النظام بهذا النوع من ( الانتصارات )….

وهناك بطبيعة الحال احتمالات غير حاضرة بالذهن أو بالواقع المعلوماتي الآن ..

س: هل وجود المجلس العلوي الأعلى ضرورة ؟

جوابي : نعم ضرورة مُلحّة .

مجلس يُعنى بالشأن الروحي والاجتماعي للعلويين ، هو ضرورة مجتمعية طبيعية .

ما هي ملامح ومواصفات وموجبات هذا المجلس :

1- الهوية الانسانية للسوريين كما لغيرهم ، هي هوية عامة مُركبّة من هويّات فرعية دينية وإثنية وثقافية ( المعنى العام للكلمة ) ، لدى كل الطوائف السورية ، كما في العالم . يُعبّر عنها بمجالس ومرجعيات روحية تعمل في حقل المجتمع الأهلي ، لا الحقل السياسي .

بل لدينا ما هو أخطر ، في سوريا ، وهو وزارة أوقاف من مرجعية فئوية داخل السنة ، تتدخل في كل أمر وتطبع الدولة والمجتمع – بما فيهم السنة ضمناً – بطابع واحد فوقي ،وتستحوذ عليه ، وتتجاوز حقل المجتمع الأهلي الى العمل السياسي مُستظَلّة ظل الله ،

وهنا يتم التساؤل جدياً من يستطيع مقارعة هؤلاء ، المستظلين -الله ..!

المتعاونين مع الأسد المستظل – الوطن .!

2- المجلس المُقترح من قبلي مَعْنِي فقط بالجانب الاجتماعي والروحي ، دون السياسي، وهذا أمر جوهري – ضروري وحاسم .

لأنباشتراط ذلك نكون قد وُفّقنا في بلورة تناغم بين الهوية الفرعية العلوية والهوية الانسانية -الوطنية السورية وجعل الاحتكام في القانون والسياسة لهذه الهوية العامة الانسانية -الوطنية السورية ، التي هي الفيصل في تحديد الحقوق والواجبات وفق مفهوم المواطنة .

3- من شأن هكذا مجلس رعاية طقوس العلويين وفرادتهم الاجتماعية والروحية دون طغيان من أخر أو على أخر ، والفرادة هنا خاصية لكل فرد أو فئة أو إثنية في هذا العالم ، بما فيهم السوريين جميعاً ، وليست حكراً على العلويين ، وإن اقتضى السياق الحديث عنها هنا بالتخصيص هنا .

ومن ضمن ذلك اخضاع العلويبن لقانون أحوال شخصية مُستمد من إرثهم الروحي الثقافي الاجتماعي  ، بما يدعم توجههم الحضاري للمستقبل ونموه ، ولا يتعارض مع هذا التوجه الحداثي ….

وإن تعارض ! فالغلبَة يجب أن تكون للحياة والمستقبل وليس للماضي ، مهما كان مقدساً ، فمرجعية قداسة الماضي خدمته للحياة ، وليس خدمة الحياة له وللماضي .

مع التنويه لضرورة وجود قانون زواج مدني اختياري في سوريا ، ليكون مساحة للسوريين والعلويين ضمناً ، الراغبين في إدخال الهوية الانسانية الوطنية السورية في هذا الجانب الهوياتي الفرعي للعلويين أو لغيرهم من حاملي الهويات الفرعية السورية الأخرى …وبذلك نُحقق جناحي معادلة المواطنة لجهة التناغم بين الهوية الفرعية، والهوية الانسانية الوطنية السورية ، ونعيد تناغم العلويين كبشر يجب احترامهم ، كما واجب إحترام بقية السوريين ، من خلال اخضاع زواجهم لثقافتهم الفرعية ، وليس للمذهب الحنفي ، الذي لا يَعترف بهم ، في فارقة وسابقة غريبة أمام العقل !

منوهين لضرورة احترام حق الاعتقاد، بما فيه الديني ، للسوريين  والعلويين ضمناً، كخيار قانوني دستوري وبمواد قانونية  واضحة محددة بتفاصيل إجرائية في القانون والمحاكم والاختصاص …الخ
وليس كتشاوف أخلاقي وبازار شعاراتي عام مُبهم ، بمواجهة أخرين ، لاحتساب نقاط بلاغية… بل لبناء نقطة مبدئية جوهرية حاسمة لتأسيس حقوق وواجبات قانونية وحرية اعتقاد ديني وغيره،  من عدمه   .

4-من شأن هذا المجلس العناية بالجانب الانساني  للسوريين العلويين ضمناً ، في الكارثة السورية الحالية ،خاصة في ظل مقتل حوالي مليون سوريّ وسوريّة ، من ضمنهم أكثر من مائة وخمسين ألف علويّ وعلويّة ، في أقل التقديرات ، ناهيك عن الجرحى والمعاقين والأرامل واليتامى والمُعَالين ….الخ
وذلك من خلال واردات المزارات التي يقُدِّم لها العلويّات والعلويّون ( الندور ) والمساعدات الانسانية ، والتي يسرقها الآن موظفين سيرياتل جمعية البستان،اضافة لسرقتها المال العام والمساعدات وأموال الإغاثة ،  التي هي أحد الفروع- الأذرع الضاربة لشركة ( مزرعة سوريا الاسد ) القابضة على السوريين والعلويين ضمناً وخاصة …منذ خمسين سنة .
يسرقها هؤلاء من موظفي ( التّمشيخ ) مع موظفي وزارة الأوقاف ” السنية الفئوية ” والتي تشمل توجه محدد من سنة ، وليس كل السنة السوريين … والتي  بدأت بالاستيلاء ( القانوني ) على ملكية هذه المزارات ، في طريق سيؤدي الى زرع لغم أخر في المجتمع السوري والعلوي ضمناً في قادم الأيام .

5- إن من شأن هذا المجلس العلوي الأعلى ، منع استثمار الأسد وعائلة الأسد مع بعض عُمّالها من ضباط علويين الذين يُستخدمون ك ( مُرابعين جُدد ) لحشد ( العلويين ) المتروكين في ( الفناء الخلفي ) لقصر بيت الأسد ، حيث يستحضرون شبابنا للموت في حقل الشاعر وغيره من حقول النفط والغاز الأخرى التي لم نسمع بها الا عند موت أبناءنا السوريين والعلويين ضمناً ، في سبيل تحريرها ، في حين أبناء الاسد الابن وأقرباءه وكذا ابناء ( الشاب الذكي والنشيط ) رامي مخلوف ، الذين هم في سن التجنيد الإجباري لخدمة العلم ، يتنعمون بها وبثرواتها الهائلة ، كما ثروات سيريتل التي احتفلت هذا العام كأكبر شبكة اتصالات في العالم العربي ، حصلت على  أعلى نسبة أرباح …!
مُقدِّرين ل ” سيد الوطن ” اضافة لتواضعه وأكله بيض وبطاطا ولبس الجاكيت مرتين ومشيه بدون حراسة وقيادة سيارته بنفسه وأخذه السلفي مع المواطنين  …الخ …

مُقدرين له ذلك …مع تقديرنا له حجم هذه الثروات وكذلك تقديرنا ضرورة اعادة هذه الثروات الى الخزانة العامة السورية ، باعتباره ينادي بالإصلاح والوطن ، غير مُبرئين غيره من فاسدين كثر من علويين ، ومن غيرهم ، خاصة السنة ، من الفساد .

6- عندما طرحت أن يعتني المجلس بالشأن الروحي والاجتماعي دون السياسي ، فالقصد منه عدم الدخول في تحاصص طائفي موجود حالياً ، وإن كان غير مُعلن ، تحالف بين عسكرتاريا من ضباط علويين يستخدمون ك ( مُرابعين جُدد ) لدى بيت الأسد في مزرعتهم ، عسكرتاريا- بلا عقل ، وبرجوازية مختلطة-بلا قلب ، أغلبها سني . وإكليروس ديني – بلا وجدان ، أغلبه سني وعلى نفس المنوال ُأجَرَاء ومُرابعين وشركاء بمعنى ما …

7- أُدرك صعوبة ما تقدم وإنجازه لأنه يُناقض صيغة الحكم الحالية ويؤسس لمواطنة تتمتع بالشفافية ، عبر دولة ،  تُعلن أمر وتفعله … وليس مزرعة يقودها إقطاعي- رئيس – سيد وطن … يتلبس لبوس العصرنة ، يُعلن  أمراً ويفعل أمر مختلف …وأزعم أن هناك ضباط علويين مستفيدين وبرجوازية واكليروس رجال دين أغلبه سني ، لا يريد التفريط بصيغة الحكم الحالية ، فهي تدر عليه ثروة ومناصب واستمرار سلطة ، وقودها أبناءنا السوريين والعلويين ضمناً و خاصة.

هذا بعض مما أرى بهذا الصدد . مؤكداً على ضرورة إلغاء التحاصص الطائفي الحالي وعلى إعادة التوازن في الجيش والأمن ، الذي سأفرد له لاحقاً رأي تفصيلي ، ومؤكداً على أن دولة مواطنة ، تكون كجهاز اداري محايد ، حياد إيجابي ، يؤدي خدماته للسوريين والسوريات ، كل السوريين والسوريات ، بمعزل عن أي تصنيف ومن أي مستوى ، الا الحق والواجب القانوني، وكذلك اعتبار إن العدو الأول للسوريين جميعاً والعلويين ضمناً هو تحالف الاٍرهاب والديكتاتورية ، و انهما وجهين قذرين لعملة قذرة واحدة ، هي عملة الخراب ، والمُستعين بأحدهما للنجاة من الأخرى ، هو كالمستعين بالرمضاء من النار .

خاتماً :

كفى لتقديم السوريين والعلويين ضمناً و خاصة ، قرابين في سبيل بقاء حكم الفرد والتوريث غير الشرعي ، والذي لا مشروع له ، لا قبلاً ، ولا بعد كارثة مستمرة منذ ثمان سنوات ، اللهم الا ” طق الحنك “غير القابل للتحقق من نسب الإنجاز ، في المقاومة والممانعة والتصدي للمؤامرة الكونية …الخ

التي أصبحت طريقة مملة وفجة ووقحة ومجرمة في تبرير سرقة المال العام السوري وقتل السوريين في معارك الوهم هذه ، التي تنعكس علينا كسوريين وعلويين ضمناً وخاصة ، فقراً وموتاً … وعلى ( سيد الوطن ) صحة ووفرة وثروة وسلطة يتنعم بها هو وأولاده وأولاد أفراد المافيا المحيطة ، فيما أبناؤنا يموتون أو ضحايا حرب مشلوحين بعد استخدامهم ، أو مهملين في تلك البريّة الموحشة .. ليبقى هذا الخراب المُبرمج .