يا كرام العلويين
أكتب هذا المنشور بكل اسف المضطر للحديث بهذه اللغة ، سوى ان الحقيقة أجدر بأن يصدح بها من ان يبقى الوسخ الطائفي تحت الأسرة و كلنا يظن ان الدار نظافة . فإخراج الأوساخ مهما كان الثمن هو أول اجراءات التنظيف .
و اعلم انني في سيري هذا سأرجم و سأشتم و سيحاول الانتهازيون الصعود على جثتي المعنوية بعد ان أمات معنويا و هذا كله فكرت به و انا مستعد له ، مهما كان الثمن ، فأقرب الناس تخلى و تبرا و لا الومه .
لقد قررت خطاب الطائفة ، تلك الطائفة التي عانت المرار و الاضطهاد منذ وجدت على الأرض ، و تربى ابناؤها على التقية خوفا و تقية من العسف و القتل .. و كانوا على الدوام و عندما تأتي الامتحانات الكبرى يختارون بكل وطنية و ينسون انتماءهم الطائفي من اجل وحدة الوطن . و هذا أمير كلمتنا و روح الثورة فينا الشيخ صالح يدل على الطريق الصالح . و هذا البدوي ابن علامتنا يرسم بالقافية سورية العظيمة بكل مدنها في روائع شعره .
ايها الكرام
لست طائفيا و لشدما اكره الطائفية ، و لكن من قال انني لا احمل الحب الشديد للهجتي و للناس الذين اعتبرهم كطيبة الأرض طيبين و ككرم السماء كريمين و هم انتم .. انتم و معكم كل شعبنا الحبيب .. و لكني اريد في هذا المنشور ان اخصكم ، فنحن كشعب سوري نمشي درب الالام و تلوح امامنا المفارق .
و اسالكم :
هل نسيتم كرام اهلنا السنة و ما اكثرهم كيف كانوا هم يتصدون للنعرة المذهبية ؟ انسيتم عبدالحميد الدروبي في حمص و محمود الشقفة في حماه ؟ و غيرهم كثر من علامات البلد المحترمة الكبيرة . و لولا الأول لعملت سكاكين العثمانيين فينا و في اجدادنا !!؟
و كيف ننسى الرئيس امين الحافظ و هو يقول هم تقدميون و لو كانوا من عيلة واحدة ؟
اعرف ان للذاكرة وجهان
اعرف ان الخوف متمكن
و لكني لا اعرف كيف يمكن استمرار الحياة مع الخوف .
السنة اهلنا و ناسنا و لقد تخلص من ظن منهم ان الدولة الدينية هي الحل ، تخلص من هذا الوهم التاريخي و هذه جماهير العراق تخرج كلها لتقول علمانية علمانية و نحن في وحدة ثقافية واحدة مع العراق .. و انا دارس جيد للتحولات الهامة في الوعي السياسي لدى الجمهور السوري ، خلال هذه السنوات القاهرة . فلقد ظن الكثيرون ان في دول الدين خير لأن النظام لم يكن يسمح للعلمانيين ان ينشطوا و سمح للدينيين و كان متحالفا معهم فانقلب نصفهم عليه .. هذه هي الحقيقة .
اليوم ايها الكرام
اليوم
عليكم ان تمدوا اليد لإخوانكم في الوطن بلا وجل ، بل خوف و تجدوا الدرب الأنسب لبناء بلد جديد ، بلد يعز ابناءه و يضعهم على طريق النهضة . بلد يكون فيه الانسان غاية الغايات و ليس مطية للفساد و الاستبداد و القهر .
انظروا الى فقركم و البعض يظنكم ببلاهة حاكمين
انظروا لبرد اطفالكم .. الى متى ؟
انظروا ايضا نحو الأمل ، فالأمل يكمن في الوحدة الوطنية ، يكمن في نبذ الطائفية و ادارة الظهر لكل شبيح تعس ظلم الناس و لم يوفر حتى اقرب المقربين من عفنه .
لستم انتم من يظلم البشر
لستم انتم من يعتدي
فمن كان مع علي عليه ان يمشي درب الطاهرين ، و في هذه الحقبة القذرة رسمت عليكم رسمات ليست منكم و لا من تاريخكم الكريم .
اخوكم و ابنكم
د . محمد الأحمد