من المفارقات لدينا كسوريين خلال التسع سنوات السابقة :
- نوصّف ” بشكل مباشر أو عبر تذاكي بالتوصيف ” كل ما يجري في سوريا بما يوصل للتوصيف المعتمد حالياً لدى المجتمع الدولي ” الحرب الأهلية في سوريا ” ثم نستنكر الأمر عند النطق به من المجتمع الدولي !
- نقوم بكل التحليلات والأفعال والأوصاف والدعوات والمشاريع التي تؤدي للتقسيم ، ثم عند طرح التقسيم من قبل الأخرين كحل ،نرفض ونستنكر !
- نقوم بالدفاع والتبرير عن شراكاتنا الأثنية والدينية العابرة للحدود أو المتقلصة داخلها، ثم نعيب على الأخر عنصريته وطائفيته وانفصاليته أوعدم وطنيته !
- نستخدم كل مفردات الحداثة والطائفية والعنصرية لخدمة إشباع فرديتنا القلقة الخائفة، ثم نتهم الأخر بكل تلك المفردات بمجرد ورودها منه في سياق توصيف للواقع الفئوي في سوريا ، وليس مطالبة بحقوق لهذه الفئات بإعتبارها فئات ! .
- لنا في الفعل الجرمي عينه رأيان : إذا كان الفاعل من “جماعتنا” فهو : إمّا بطل أو مغلوب على أمره أو فقير …الخ وحسب الحال والكيل المُلائم ، واذا كان من ” جماعتهم” فهو : مجرم ولديه تخطيط جرمي مسبق منه ومن” جماعته” ضدنا !
- نعيب على الأسد الابن توريثه الحكم وعدم تنازله عن الكرسي ، ونحن لا نتنازل عن كرسي في أصغر مؤسسة تابعة للثورة على الأسد الإبن ، ونداور بين خمسة الى ستة أشخاص كل مفاصل القرار بالمعارضة ولا نتنازل عنها لأحد غير هؤلاء !
- نعيب على المعارضة سرقتها وفسادها ، ونتغنى بكرم السيد الرئيس ، أو إبن خاله رامي مخلوف ، ومؤسساته الخيرية والمنح والعطايا التي يقوم بها ، وهو يُفترض أنه موظف ولا يملك ما يتفضل به علينا !.
- الرئيس أدمي وكل الحواليه عرصات ، وهم سبب الفساد ، بالوقت نفسه هو وأبيه خلال خمسين سنة يعينون هؤلاء ويختاروهم ، ويُرقّى كل متفوق منهم بفساده الى منصب أعلى ،فيسقط نحو الأعلى ، ومع ذلك ندعو لتغييرهم لا لتغييره ، ورغم تغييرهم وبقاء المشكلة ،فالمشكلة ليست فيه ، بل هو هو حكيم وشجاع ومتواضع فقد لبس الجاكيت نفسه مرتين أو جاكيت بنفس اللون مرتين، مما يدل على تواضعه وتقشفه وزهده بالدنيا !