°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

لا للعداوة ، نعم للسلام ، والبدء بعملية التنمية .

ست وسبعون سنة على إستقلال سوريا ، وأربعٌ وسبعون عاماً على إعلان دولة إسرائيل ، بعد سنة واحدة من إعلان الأمم المتحدة إنشاء دولة فلسطين ودولة إسرائي، وعدم قبول الجانب الفلسطيني – العربي بذلك ، إلا بعد فوات الوقت ، وقبولهم أخيراً بما دون الحصة الأولى …

عقود أُستثمرنا ،وأستثمرنا ، بها كسوريين ، بالعداوة لإسرائيل ، وبالعداوة لأي مختلف، حتى فيما بيننا نحن كسوريين …

تركنا التنمية، فأصبحت العداوة لإسرائيل ، هي مصدر شرعية الديكتاتورية ، وسارقي المال العام والثروة العامة ، والوجود السوري العام . فنتج عن ذلك ، هذا الخراب و البؤس لنا كسوريين ، واستمرار حكمنا من عائلات نهبت الأخضر واليابس ، ولَم تستطع القيام بخطوة واحدةفي التنمية حتى ولو كان ذلك تأمين الكهرباء او الماء بشكل منتظم ، أو تمديد شبكة الصرف الصحي ، أو أي حد أدنى من مقومات الحياة الطبيعية للسوريين كبشر ….

بالمقابل استثمر الاسرائيليون ودولة إسرائيل بالتنمية، مواجهة تحديات الحياة المجتمعية فأصبحت بالأرقام على المستوى العالمي : الدولة رقم 13 في مؤشر السعادة ، الدولة 7 بالوصول الى القمر ، 4،5 مليون سائح 2018 ، المركز 2 في الاستثمار في العلوم والتنمية ، 12 فوز إسرائيلي بحائزة نوبل وفِي كل المجالات ، المركز 2 بعد الولايات المتحدة في الشركات الناشئة ، والمركز 3 عن أكبر عدد من الشركات المدرجةفي بورصة نازداك بعد الولايات المتحدة والصين ، والمرتبة 5 في مؤشر بلومبيرغ للإبتكار 2019 ، والمركز 1 عالمياً من ناحية الإنفاق على البحث والتطوير ، والجامعات الإسرائيلية مصنفة من أفضل 50 جامعة عالمية في علوم الكومبيوتر ، في طليعة دول العالم تكنولوجياً في تحلية وإعادة تدوير المياه ، ومحطة سوريك لتحلية المياه هي بالمرتبة 1 عالمياً …. الخ

وتجربة مذهلة إدارياً في إدارة المجتمع المتنوع ، بدون وجود دستور ، بل قواعد أساسية قانونية تنظم عمل السلطات وحقوق الإنسان … ونظام ديموقراطي برلماني ، الكتلة العربية فيه لها وزن وقدرة على التعبير والتأثير ، لا يمكن أن تراها في أيّ من الدول الناطقة بالعربية ، قدرة و وزن ، يؤكد وجود دولة إسرائيلية ، لا عصابات محتلة للسلطة ، ومن ثم محتلة للدولة عبر السلطة ، بذريعة العدواة لدولة أخرى ..

ناهيك عن تجربة مؤسسة التأمين الوطني التي هي أحد الأعمدة التي ترتكز عليها السياسة الاجتماعية في اسرائيل ، والتي تُعنى بالشرائح الإجتماعية الضعيفة ، والعائلات التي وقعت في ضائقة مؤقتة أو دائمة ، أو الشيخوخة , و العناية بالأقارب من الدرجة الأولى أيتام و أرامل وأمهات وأولاد , مصابو عمل, عجز كامل, تمريض, بطالة, إفلاس وحل الشركات. …الخ

إن نظرة باردة على ما تقدم من تجربة دولة إسرائيل ، يجعلنا ندرك أن هذه التجربة غنية ومهمة ، وملهمة بذات الوقت لأي إرادة سوريّة مستقبلية من أجل إحداث نهوض حقيقي واقعي ملموس قابل للقياس في حياة الإنسان السوري ، إعتمادها كتجربة ملهمة ، عبر تبني مفهوم السلام كخيار إستراتيجي، وتخفيض عديد الجيش وتحويل ميزانيته التي تبلغ 75 الى 85 % من الميزانية العامة السوريّة ، تحويلها إلى عملية التنمية ، بدلاً من الإستثمار في الكراهية غير المنتجة ، وإعتبار تحديات التنمية هي التحديات الوحيدة التي تواجهنا في سوريا ،وعلينا الإنتصار بها ، من تأمين الماء والكهرباء الى التعليم والبحث العلمي والصحة والضمان الإجتماعي الذي يجعل السوري و السوريّة، يشعر وتشعر بالأمان في حياته/ا .