°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

رداً على سؤال مُتكرر لي، أقول  :

  • الإئتلاف كما شأن بقية  المنصّات ،في داخل سوريا أو خارجها ، هو بالمآل والسياق وبمعزل عن الحديث بالنوايا الطيبة ،التي لا شك لديّ بوجودها لدى بعضهم ، هو ضمن سياق تلك الدول ومصالحها ، ومصلحة الأنظمة السياسية التي تحكم هذه الدول.
  • مآل وسياق موضوعي يحكم عمل تلك المنصّات، بما فيها منصة اسطنبولالإئتلافومنصة دمشقهيئة التنسيقيجعلها أقرب لكونها منصات تُمثّل تلك الدول و تلك الأنظمة السياسية لدى السوريين  ، عبر مفهوم تمثيل المعارضة . وليس تمثيل للسوريين عند تلك الدول .
  • وهي بهذا المعنى، هذه المنصّات ” المعارضة  تمثيلها خاص بأعضائها وبمن يمثلون من سوريون كُثر موزعي الولاء حول تركيا و دول الخليج والنظام السوريكطغمة تستولي على السلطة والدولة هناك ،ولا تمثلها بالمعنى الديموقرطي  و كذلك مصر و روسيا الإتحادية  الخ
  • في سوريا لا يوجد حياة سياسية ، تجعل من مفهوم معارضة أو حكومة ، مفهوم صحيح أو له دلالة واقعية مميزة  ، فنحن أمام طغمة تستولي على السلطة ، وعبر السلطة تستولي هذه الطغمة على الدولة السوريّة ، طغمة وصلت السلطة في 1970 على حامل شعارات ثورية  للتغيير ، وورثت الحكم  في سنة 2000 على  خلفية تلك الشعارات  الثورية، التي لم تنتقل لخطط عمل في إدارة  الدولة السوريّة، وتحوّل الثائرين الى رجال دولة ، بل  بقيت شعارات من الغيب السياسي يسرق الوجود السوري العام لمصلحة هذه الطغمة التياستثمرت في الغنى الديني والإثني والثقافي والمناطقي السوري وحوّلته بذلك لعامل تناقض بدلاً من عامل غنى مجتمعي ، وكذلك إستثمرت في العداوة مع دولة إسرائيل بحيث أصبحت  هذه الاخيرة بالمآل والسياق وبمعزل عن النوايا الطيبة من عدمه ، لأطرافه ،أصبح ينطبق عليها القول المعهود في المحبة والتعاضدرُبّ  أخ لم تلده أُمكوهو الأمر عينه بخصوص الارهاب ، ذلك المعين الجديد لتلك الطغمة  ، والقوى ،في التخلي عن مسؤولياتها في التنمية ، خاصة بعد سنوات من ترك الأمر بخصوص ذلك ، من قبل هذه الطغمة  للتداعي الحر ، تحت عنوانسوريا الله حاميها ” ، ” وإنما النصر من عند الله ” .
  • وبالتالي نحن أمام استحقاق لعملية تغيير هائل،  رأسه سياسي وعمقه ثقافي ، من أجل  استرجاع الدولة السوريّة وبناء مفهوم المواطنة في سوريا ، بدلاً من مفهوم الأبوية ودولة الرعايا والمنحة والعطاء والسماحالخ  في إدارة هذا المكانالمزرعةسوريا….
  • وأيضاً نحن أمام ضرورة لسردية جديدة موجهة للسوريين والسوريّات ، كل السوريين والسوريّات ، سردية تعتمد مفاهيم المواطنة وتنطلق الى قيم وأهداف قابلة للقياس ، عبر التحقق  من نسب الإنجاز بديلاً عن  : هي لله ، ومصلحة أمتنا العربية ، والاتكال على الله ، وسرقة  المواد الإغاثية،  و زج الناس في معارك الكرسي والدول، بذريعة الملك لله  والنصر لقضية شعبنا ،والثورة فكرة والفكرة لا تموتالخ  وغيرها من شعارات كاذبة عاطفية لا مدلول واقعي لها .
  • وبنفس الوقت نحن أمام تحدّيات بإغلاقأبواب رزقلبعض السوريين ، فُتِحَت ، عبر مأساة السوريين جميعاً ، في جناحي الخراب: الديكتاتورية والتّطرف ، الذين يمتطيان ويستظلان ظهر وظل الدولة والثورة ، ولدى أصحاب هذه الأبواب  ، آيات قرأنية وأقوال لسيد الوطن  ولرسول الله والصحابة، والقائد الخالد ولماركس وأنطون سعادة  ولينين ، بما يبرر إستمرار  رزقهم  ، وإستمرار مأساتنا جميعاَ كسوريين و سوريّات  .
  • إضافة للسردية الوطنيةالمعنى العلمي للكلمة لا التفاضلي الأخلاقي ، أي لكل حاملي الجنسية السوريّة  الواجبة ، لدينا أيضاً  ضرورة الإنتقال إلى المكان المحايد والمستقل قدر الإمكان والمتاح . وهو سويسرا . من أجل تبني هذه السردية عبر ثقلين ، ثقل الفكرة وثقل الأشخاص ، مع ميزات المكان المحايد .
  • وبإعتبار عدم وجود إمكانية للإنبثاق من شرعية مجتمعية للتمثيل حالياً، فلا بد من الإنطلاق من  شرعية الأهداف ومدى الإلتزام بها بالنسبة للتمثيل ، وفق الممكن والمتاح والتصحيح مع الوقت ، عبر آلية العمل الديموقرطي . وبما يوصل بالنتيجة إلى أكثر وأكبر تمثيل ممكن ومتاح  ، يأخذ شرعيته مع الوقت ، مما ينجز ، من أمور قابلة للتحقق من نسب الإنجاز  فيها .
  • حصر مساعدات الدول والإغاثة بالجسم الجديد الممثل للسوريين  والسوريّات، الذي مقره سويسرا ، وعدم السماح لأي دولة بتقديم المساعدات  عبر أشخاص وجماعات تابعة لها بالداخل السوري ، وخضوع ذلك لألية عمل مؤسسية ورقابية صارمة ، وجهة قضائية مهمتها الفصل بالنزاعات المالية والجرمية ، تُشكّل في حينه .
  • إدراك وتفهم الدور المزدوج التي تقوم به الدول جميعها ، بما فيها تركيا والخليج ومصرالخ بأنها تمد اليد بالاتجاهين ، جهة “النظام” ، وجهة “ المعارضة ” لاعتبارات مصلحية بها ، ولا علاقة للدين أو الخير أو الشر أو الإنسانية بذلك التصرف ، وبنفس الوقت تقنين  وقوننة صلة  تلك الدول بالمؤسسة الجديدة الممثلة للسوريين والسوريّات ، بإعتبار ذلك مصلحة لها  ولنا ، بعد تفهم مصالحها والتقاطع بكلمة سواء، بالحد الممكن والمتاح ، وعدم لجوء تلك الدول لللدعم عبر أشخاص . تحت طائلة التصرف مع تلك الدول بما نملك من قوّة .
  • وهناك تفاصيل أخرى تبدأ بعد ما تقدم والموافقة عليه ،  متعلقة بآليات العمل وإدارة المشهد السياسي ،  بما يخص تطبيق مرجعية جينيف ، خاصة 2254 وكذلك محاكمة مجرمي الحرب، ومن أي طرف وتحت أي عنوان إرتكبوا جرائمهم ، وكذلك اللجنة الدستورية ، والإستحقاق المتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية السوريّة القادم في العام القادمالخ وصولا ً لحل يُوقف الكارثة السوريّة ويحظى برضا دول الجوار الإقليمي خاصة تركيا وإسرائيل ، روسيا الإتحادية  والولايات المتحدة  كدول موثرة عالمية ، ولا يستفز مصالح أيّاً منها .

هذا زعمي كمدخل لإصلاح مؤسسي في بنى المؤسساتالمعارضة  يكون مدخل لنظام سياسي سوري بديل . يُوقف الكارثة السوريّة المُستمرة .

دون ذلك ، وغيره كثير مما يُقال في حينه ، فستبقى هذه المؤسسات رهينة الأماكن التي تقطنها والمال الذي يأتيها ، بمعزل عن النوايا الطيبة من عدمه ، لمنتسبيها وداعميها من السوريين والسوريّات، وأهدافهم النبيلة . وبما يعني بقاء الأسد الإبن لعدم وجود البديل المُظّهر ، وليس المُغفل ، الذي لا شك بوجوده …. وبالتالي إستمرار  هذه الكارثة الإنسانية ، الكارثة التي أصبحت مصدر دخل و نفوذ للكثيرين ومن كل الأطراف ، أفراد وقوى ودول إقليمية ودولية .