استوطن طائر الحذير بتشديد الياء البيئة السورية الساحلية منذ مئات السنين وتكيف على العيش فيها بعد أن كان واحدا من الطيور المهاجرة التي تأتي إلى البيئة المتوسطية في سوريا في مواسم محددة الأمر الذي جعل العرف الريفي يحرم صيده بعد أن اختار هذا الطائر الريف الساحلي موطنا له.
وأوضح مازن حميدوش المهتم بتربية الطيور أن الحذير عصفور صغير الحجم أسود الرأس يكسو جسده ريش رمادي اللون يأتي على اللون الأصفر في نهاية ذيله الطويل ويتمتع بصوت عذب يجلب الراحة والسكينة إلى النفوس خلافا للعديد من أصوات العصافير الأخرى التي توصف بالزقزقة”.
وأضاف أن هذا الطائر يتميز دون الطيور الأخرى بقدرته على التعايش داخل المنازل الريفية من دون الحاجة إلى حبسه داخل قفص مخصص حيث يمكن تربيته كواحد من أفراد العائلة و إكسابه الكثير من العادات التي يفضلها صاحبه ولذلك فهو من الطيور المحببة في ريف اللاذقية والتي يعمد الأهالي إلى تربيتها في منازلهم.
وقال حميدوش إن تربية الحذير يسيرة و لا يصعب التعامل معه إنما يحتاج الراغب في ذلك إلى إتباع بعض الإجراءات و التعليمات عند استحضاره في بداية الأمر لتتم تربيته في المنزل فمن الضروري أن يكون الطائر حديث الولادة نوعا ما و قد اكتسى جسمه الريش فيؤتى به و يوضع في قفص في مكان بعيد عن الأعين داخل المنزل و يتم إطعامه من قبل الشخص ذاته دون غيره وعلى جميع من في المنزل باستثناء المربي الامتناع عن الدخول إليه و رؤيته في بداية الأمر حتى يعتاد على شخص بعينه.
وأوضح حميدوش أنه و في وقت لاحق يمكن إخراج العصفور من قفصه بعد أن يكون قد مر على تربيته داخل القفص من أربعة إلى خمسة أسابيع و تركه يجوب فضاء المنزل دون خوف من هربه فهو و حتى في حال طيرانه إلى خارج المنزل فإنه لن يلبث حتى يعود إليه.
وأضاف أن طائر الحذير بعد أن يعتاد على المنزل و على أفراد العائلة يمكن تعويده على نمط معين من السلوك كأن يأكل في مكان محدد داخل المنزل أو في باحته الخارجية كذلك يمكن تعليمه على النوم على شجرة معينة جانب المنزل و الاستحمام في بركة ماء مجاورة أو في جرن يوضع خصيصا له و لا يحتاج هذا الأمر إلا لتكرار وضعه عدة مرات في المكان المراد للأكل أو للنوم أو للاستحمام و بهذا يعتاد على هذه السلوكيات و لا يغيرها.
وأشار حميدوش إلى أن هذا الطائر يحب غالبية أنواع الطعام بما فيها الأطباق المطبوخة وهناك من يميل إلى جعله يشاركه الطعام فيضع له طبقا إلى جانب المائدة ليأكل منه و لا يتعدى على طعام الآخرين ويعتبر التين والتوت من الطعام المفضل لديه.
ويعتبر طائر الحذير من الطيور الحادة الذكاء حيث يصعب اصطياده إلا في نطاق ضيق جدا ولا سيما عن طريق استخدام أغصان الدبق الواسعة الاستخدام في عملية صيد الطيور حيث يجيد اكتشافها و تجنبها بشكل مثير للدهشة وقد اكتسب تسميته بـ الحذير من جراء حذره الشديد من الوقوع في براثن الصيادين ولفت حميدوش إلى وفاء هذا الطائر و تعلقه بمربيه حيث يطير إلى جانبه أثناء تنقله في الحقول و حارات الضيعة فيغط بين الحين والآخر على كتفيه في مشهد بالغ الجمال والدهشة و ربما ينزع إلى مشاكسة الغرباء ممن يقتربون من مرافقه بنقرهم بإلحاح وإزعاجهم حتى يمسك به المربي بحنو في إشارة منه إلى التوقف عن ذلك الأمر الذي يجعل منه رفيقا ودودا ومسليا على الطريق.
سانا – رنا رفعت