أتساءل جدياً بعد سماع خطاب الأسد الابن منذ قليل و حديثه العام عن الأخلاق والدين واللغة العربية والعروبة والاسلام والارهاب والتّطرف والليبرالية والقيم والأسرة و فلسفة كل ذلك بخلط ايدلوجي و معرفي ومنهجي ….الخ
وهو غير مختص بأيّ مما تقدم وغير مسؤول ولا مُكلف بأي ملف مما ذُكر …على فرض صحة ما يُدلي به…
ومع كونه متابع جيد لوسائل التواصل الاجتماعي ومدرك جيد لأهمية المؤسسة الدينية في دعم بقاءه ….
أتساءل جديّاً لماذا لا يتحدث ، ولم يتحدث ، عما هو مُكلّف به من مهام ، كموظف بمنصب الرئيس ، من قبيل الثروات العامة وكيفية ادارة البلاد باعتباره كامل الصلاحية الدستورية بذلك ، و عن مردود شركات الخليوي والشركات الأخرى التي تلتهم المال العام ، وعمليات التنازل لدول أجنبية “ غير عربية و غير مسلمة وفق سياق فهمه وتوصيفه “ عن مجمل المرافق العامة السوريّة من موانيء و حقول نفط و غاز وفوسفات ….الخ
في الوقت الذي لا يُوجد ماء أو كهرباء أو مواد غذائية أو دخل لدى هذا المواطن ” المواطن العربي المسلم السوري وفق فهمه ”
لقد تحدث كمؤرخ وكباحث وعالم لسانيات ومُنظّر ديني ولكنه لم يتحدث مطلقا ً باعتباره رئيس مسؤول ومكلف ومعني …وسوريا بما عليه من كارثة !
والأكثر مأساوية بعد كل ذلك ، في هذه الكارثة السوريّة المستمرة، أن الخطاب هذا البعيد عن الواقع والتنظيري والغير مسؤول والذي أثبت فشله لعقود والذي ليس فيه أي رؤية للحل أو الاصلاح في سوريا …الخ
….أن خطابه هذا ” أرقى ” بما لا يُقاس من خطاب شخوص تمثيلات ” المعارضة ” التي ترغب بتغييره كشخص وكنظام بسبب سوء إدارته و جرميتها..!
أي خراب أنت فيه يا سوريا !