°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

في الجانب الأخر لخطاب الأسد الابن

خطاب الأسد الابن كان منسجماً فيه مع نفسه ومع الثقافة الغالبة في المجتمع السوري فقد تحدث بشكل مُفوّه كوريث عرش وأمير دينيسياسي في مملكة وراثية ، و نجح في مقاربة  العقلية الغالبة لدى السوريين ، من عقر أحد أعمدة نظام حكمه وهي المؤسسة الدينية  التي تُشكّل مع طبقة العسكرتاريا  وطبقة أصحاب الأموال ، الأعمدة الثلاثة للسلطة في سوريا الأسد .

كان واضحاً ومُحَدَداً وشفافاً في فهمه لسوريا ومقاربته للواقع والمستقبل السوري الذي يريد ، والوصول الى ذهنية السوريين الغالبة .

كان سلفياً مما يستخدمون الاسلام السياسي ، و تفوق بخطابه على كل خطاب الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي وبكل تنظيماته.وبالتالي فهو غير مسؤول ،بعد الآن ، بزعمي عن أي سوء فهم  يتعرض له من قبل مؤيديه أو معارضيه ، بأنه يُمثّل الحداثة في سوريا أو العَلمَانية  المتوازنة  مقابل تنظيمات ارهابية وسلفية جهاديةالخ

فقد أكد  بشكل لا لبس فيه  أنه امتدادطبيعي وشرعي  لكيفية ادارة الحكم وثقافة العتمةفي هذا الشرق التعس .

كما فتح لنفسه  مجالاً واسعا ًفي العمق العربي والاسلامي والسوري الغالب بهذا الخطاب الذي يبدو لأي شخص ينتمي للثقافة الحديثة والمتمدنة ، أنه خطاب دوغمائي غير منهجي ولا ينتمي بأي من مفرداته لثقافة الحياةالخ

بيد أن ذلك أمر مختلف وغير مهم  وغير ” صحيح”  واقعياً ، في ظل غلبة هذه الثقافة في ذهن السوريين موالاة ومعارضة

مرة أخرى أكتشف أن مشكلتنا ، هي مشكلة ثقافية عميقة ومركبة  وتجلّيها سياسي ، وأن ذهاب الآسد الابن، وإن كان لا بد منه لبدء حل ،فهو ليس كل الحل ، فإذا لم نرغب  ونعمل جدياً على تغيير هذه الثقافة غير اللائقة بالحياة بل والمعيقة لها وعبر تغيير سياسي يكون مدخل لتغيير ثقافي هائل ….

اذا لم نرغب  ولَم نعمل بهكذا تغيير فأن الأسد الابن انتصر و سينتصر على الموالاة والمعارضة في أن يكون زعيمهو أو من يُمثله لاحقاً ” لهذه الثقافة وامتدادهاالشرعي  والى الأبد .!