°
, December 8, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

توضيح لا بد منه :

لفتني تكرار مواقع اخبارية عند نقلها خبر عني، أو بوست لي ، كما البوستين الأخيرين و كما وردني من أصدقاء …..قيامها بالقول “معارض علوي ” وهي أمر لا تطلقه عادة هي نفسها على “المعارضين” أو ” الموالين ” من الخلفية الدينية الأخرى !

أُوضّح الآن بما يخصني :

أولاً : أنا لست” معارض ” أو ” موالي “، فلا حياة سياسية في سوريا ، تجعل هذين التعبيرين صحيحين أو لهما مدلول محدد غير ملتبس، وأزعم أننا في سوريا أمام طغمة متنوعة تمتطي الدولة وتستغلها بعد احتلالها السلطة ، وفِي المقابل أمام جمهور غير متجانس مقابلها يمتد من التعبير السلمي من أجل التغيير الى التنظيمات الارهابية العابرة للحدود ومرتزقة دول كما المجموعات الإرهابية العابرة للحدود مع” النظام “ ….طيف ممتد يطلق عليه تعبير : “معارضة “

ثانيا : أنا مواطن سوري مع دولة القانون والمواطنة، للسوريين والسوريات كل السوريين والسوريات ، وضد الديكتاتورية والاستبداد والارهاب والتّطرف ومرتكبي جرائم الحرب وتحت أية راية أُرتكبت هذه الحرائق ، أعتز بهويتي الفرعية وإيماني العلوي و أُدرك جيداً موقع هويتي الثقافية هذه كعامل غنى من ضمن هويتي الانسانية العامة وهويتي الوطنية السوريّة ، ومعيار هويتي الانسانية المتناغمة هذه ، هو بُعدها الوطني السوري فقط ، و احتكم للقانون ودولة المواطنة ، وكل تعبير سياسي لي هو تعبير لي كفرد مواطن سوري وليس بصفتي علوي ، فهذه الأخيرة لها مجالها الاخلاقي والتّعبدي الذي أؤمن به ، والذي هو دينياً لدينا كمعتقد ، لا يجوز إدخاله بالسياسة أو ادخال السياسة به . خلاف ما تُحاول السيدة أسماء حالياً والسيد الأسد الابن نقضه والالتفاف عليه عبر زعران من الطائفة ” ضباطاً ومتمشيخين ” وجعله سابقة في التدين العلوي ، باستخدمه سياسياً لمصلحتهما .

ثالثاً : أزعم أن ” الثورة ” في سوريا ليست ثورة سنيه و ليس “النظام ” نظاماً علوياً ، وإن وُجد استخدام للدين والطائفة وبقية العصبيات في كلا الجانبين ، وهذا فرق واضح وجوهري تجب ملاحظته دون استعجال بدوغمة فهم… كما أزعم أن السوري ليس طائفي ، بل هو فرد مذعور قلق لديه شعور بندرة الفرص والموارد مما يجعله يمارس ” الحربقة ” التي هي نمط مؤسس في الأغلب الأعم للثقافة السوريّة ، حيث السوري ” الحربوق “ وهو ظاهرة سوريّة منتشرة ، فرد مُركَّب مرتبك يحاول أن يستخدم ” الله” و” الشيطان ” والدين والطائفة والجندرة والعَلمَانية ..الخ في تحصيل رزقه وهو في حالة ذُعر وإحساس بندرة الفرص والموارد التي هي دافعه ، وبالتالي فهو ليس فرد طائفي بسبب هذه الحربقة التي تؤمن له غزو معاصر حاصداً أكبر كمية من المكاسب الممكنة، وبنفس الوقت بدون التزامات عليه في الشأن العام وكذلك في الأكل والشرب والجنس … فالطائفية ، رغم كونها مستوى غير معاصر وغير مجدي في الاجتماع الانساني الحديث  …. الخ  فهي حالة أرقى من وضع الثقافة السوريّة الآن ومن وضع السوريين في الأغلب الأعم .

رابعاً : علينا كسوريين بزعمي ، وحتى لدواع مصلحية بالمعنى التقني للمفردة هنا ، الانتباه الى أن نعت النظام بأنه علوي لا يمكن التحايل عليه بنفي سنية الثورة بذات الوقت ، والأجدى عدم التذاكي بهذا المجال وفهم واقع الأمر كما هو ، لجهة الثقافة السورية الدارجة التي تستخدم كل أمر في سبيل تحقيق المصلحة وترمي هذا الأمر بعد استخدامه …

خامساً : وكذلك أزعم عندما نطلق على الأخر صفة فئوية ، علينا أن لا نستاثر لأنفسنا بالصفة السورية العامة ونحن نستخدم اللغة الفئوية بمواجهته ، فذلك نفاق وفصام لا يُغطى ببعض حِيَلْ العلمانية والتذاكي اللغوي و التسامح الديني ..الخ . وبعد كل ذلك على من يفهم الأمور بهذه الطريقة ومُصر على فهمه هذا ، أن لا يلوم العالم و المؤسسات الدولية ، على ذكرها : ما صرّح به وعبر عنه !. كتوصيف لما يجري في سوريا بأنها : ” حرب أهلية ”