°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

نعم للدين والتدين كحق من حقوق الإنسان ، ولا لتحويله أداة لقتلنا وسرقتنا .

فصل الدين عن الدولة لا يعني بأي حال فصل الدين عن المجتمع ، الدين حق من حقوق الانسان ، وفصل الدين المقصود من قبلي أينما ورد مني ، هو فصل  الدين عن الاستخدام الموظف له في مؤسسات الدولة، باعتبارها جهاز اداري محايد مهمته تأمين تأدية حقوق وواجبات المواطنين بدون طغيان ولا تمييز

المواطنون مالكون على الشيوع لهذه المؤسسات وهم شركاء غّرم بها ، مما يقتضي عقلاً وفقهاً ومنطقاً وحكمة أن يكونوا شركاء غُنم ، فلا يجوز أن يكون المواطنون شركاء في الملكية العامة ودفع الضرائب … الخ وأن يكون نتاج ذلك حصراً ببعضهم دون بعض !.

والدولة ومؤسساتها جهاز اداري لا يمكن واقعياً الحاق صفة أيديولوجية بها حتى الايدلوجية الدينية أو العرقية ، فالدين شأن فردي وثقافة مجتمعية ، تنعكس على أداء مؤسسات الدولة من ضمن انعكاسها على مجمل نشاط المجتمع . والهدف من منع  استخدام الدين بالسياسة هوالحفاظ على قيمة الدين كبُعد روحي ، وعدم استخدامه كأداة سياسية عبر تحويله لأداة قتل مقدسة بيد مجرمين غير مؤمنين و بحق الأخر المُختلف دينياً ومن ثم تحوله لأداة  قتل بيني ، بين أتباع  الدين عينه ، ومستند كل منهم نصه الديني المُقدّس تجاه الأخر المُختلف ديناً، أو فهمه الخاص للنص الديني المُقدّس المُشتَرِك به مع الأخرين من دينه وطائفته ..

وكذلك عدم استثمار الدين من قبل طغمة متنوعة دينياً وعرقيًا في مُحاصصة سياسية ظاهرها ديني وباطنها مصلحي وعلى حساب كل المواطنين كما يجري الآن في صيغة الحكم الحالية في سوريا غير المعلنة سابقاً  ، والتي أوضح الأسد الابن في خطابه الديني الأخير أمام المؤسسة الدينيةالتي هي شريك أساسي بالسلطة وتثبيت دعائمها الى جانب العسكرتاريا و المؤسسة المالية التجارية السوريّة ،أوضح ما هو مُضمر ، وأعلن عن هذا الميثاق غير المعلن وأشهره ، وهو يطالب  الآن بتبنيه مجتمعياً وثقافياًً والاقرار به لاستمرار حكمه الديكتاتوري  ، وهو بصدد إجراء توسعة للصيغة القديمة بشركاء  له من المقلب الأخر : الاسلام  السياسي والسلفية الجهادية وسارقي المال العام السوري وأمراء الحرب السابقينالخ الذي يتشاركون معه في النظرة لسوريا وكيفية حكمها ومختلفين على الحصة في كل ذلك  ، بعد أن شاركوه بتدميرها وخرابها وتأجيج الكراهية والقتل سابقاً ، فنكون أمام شراكة بين أمراء حرب سابقين ، يطرحون أنفسهم  كامراء  سلام للمستقبل  بذريعة موجبات  المصالحة الوطنية ” ..…  ككلمة حق  ” وطنية ”  يُراد بها تحقيق باطل فساد منظم  عابر يُراد له الاستمرار ..

إن الدين بمختلفه في سوريابما فيه الدين الاسلامي السنيهو جزء روحي مهم ومحترم من الهويّة الحضارية الانسانية السوريّة وهو موضع اعتزاز مجتمعي ، وله ، أي الدين ، دور متمم  للقيم الأخلاقية الانسانية ، وهذا شأن أخر لا علاقة له البتة  ، بما حاول ، ويحاول  الأسد الابن ، كما الاسلام السياسي،  الاصطياد به وعبره ، في تبرير تقاسم السلطة السابق والمراد له الاعلان والاشهار والتوسعة الآن وعلى حساب الشعب السوري ، كل الشعب السوري وأولهم السوريون السنة ، تقاسم سلطة بين أفراد لطغمة حاكمة تستثمر في القيم الدينية لتحقيق أغراض مافيوية على حساب الجماعات الدينية و الاثنية التي تُتاجر بأفرادها في سوق السياسة بحجة المُقدّس ،..

أنا  كشخص متدين لايمكنني واقعياً انكار ما أريده لنفسي ، عن الأخر ، وكل ما في الأمر هو منع نقل الدين من مطبخ القيم الروحية والاخلاقية الذي يُساهم برفعة المجتمع  وتغذيته روحياً وينعكس على أداء المؤسسات  والدولة عبر التزام موظفيها وأخلاقهم ..الخ

منع نقله كأداة مفيدة منتجة في مطبخ روحيالى أداة قتل مقدسة  في صالون سياسي وحشد سياسي في معركة سياسية فئوية لتحقيق أغراض سلطوية ومالية لمصلحة مافيا متنوعة تستثمرنا كمواطنين سوريين مؤمنين  أو غير مؤمنين  .

التدين من عدمه هو حق من حقوق الانسان ، والكراهية والعنف والقتل والتمييز والاستغلال والاساءة والاكراه ..الخ هي جرائم ومعوقات تمنع تمتع الانسان بحقوقه ، بما فيها حقّه بالتدين والدين .

وهذه الجرائم هي ما نسعى لمنعها ولا نسعى لمنع الدين كقيمة روحية نعتز بها لدينا ولدى غيرنا وحريصون على نظافتها كما أرادها الله   .