°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
تفاصيل

المزرعة . د . محمد الأحمد .

في المزرعة يقوم الإقطاعي بهشّ الدجاج ، و تحريض الديك على امتطائها ، لأن زوجته تحب البيض البلدي ، و يطربها  طحيح الدجاج عند البقبقة .
في المزرعة يصدق المرابعون الهبل  دوماً بأن الموسم خسران و يقبلون بأكلهم و شربهم ، خبز ذرة ناشف و ماء ، مع أنهم يرون زوجة الإقطاعي تلتحف بالذهب و القصب و أولاده و حاشية قصره مصابون بالتخمة .
في المزرعة غنم تبدأ بالثغاء عندما يطل حضرته عليها لينتقي من تلك المحظوظة التي عليها معانقة السكين .
في المزرعة حمار كبير يناط به الاعلام ، فينهق فرحاً بطلّة عزّ الدولة ، ليخبر زملاءه في المزارع القريبة بأن سيده أكثر كرماً بطلّاته على العبيد العطاش المحرومين .
في المزرعة كلاب تنبح اذا مر أحد لا  يريد ان يقبل قانون المزرعة .
في المزرعة يموت الكل لأجل الإقطاعي ، أما هو فيرسل المبعوثين و المراسيل للحصول على ماء الخلود من الصين  أو من جبال الهمالايا .
في المزرعة بعض الاذكياء يموتون بالجلطة و من ضيق النفس لأنهم يعرفون و يسكتون خوفاً من قصّ بيضهم ، مع أن قصّ البيض  أهون من الموت بجلطة ، و الدفن دون أن يجد أحد ما يقوله عن شجاعتك في صيوان العزاء .
و من المزرعة هاجرت غالبية الناس و قضى البعض على الطريق ، و هم لازالوا يمنون النفس بعودة ، ليبنوا مع الكل وطناً ، لا مزرعة .