°
, April 26, 2024 in
آخر الأخبار
الشــيخ صالح العلي

تــــمرَّد حُــزني -1 شعر الشيخ صالح العلي

يا عذولي إلــــيــــك باللُّـــــوم عـــني

مـــــا أنـــــا للعــذول بالـــمــــطمئــنّ


إن تروم شرحَ حــالتي .. هـي أنَّــي

هـــمت يومـــــا وقد تــــمرَّد حُــزني

 

وتــــركت الـــبلاد , والـــزهد مــني

 


ألــــــمٌ حـــل َّ فــي الــفــؤاد فَــــحـَزَّا

لـــم يَـــخَفْ مِــنعة ومــجدا ً وعــــزَّا


واعــتراني , وثــوبً صــبريَ بـــزَّا

وأنــــا فــي وســـــــاوس تــتــنـزِّى

 

زحــــف اللــــيلُ فـوق صهوة جِنيِّ 2

 


ســــادلا سِـــترهُ الـرهـــيـبَ غـــطاءَ

وتـــوارى طـــــرفُ الــنـهار حـــياء َ


بينما في الـــدجى أقــــاسي العـــناء َ

فــجأةً خِـــلــتـَني ســــمــعـتُ غـــنـاءَ


فــــي جــلال السكون لامــــــسَ أذني

 


هــــيَّج الـوجـــدَ من شــجوني وذَكَّـرْ

ودعـــاني عــقلي لــصـــمتٍ وفَـــــكَّـرْ


وتـــيـقــنــتُ أن َّ للــصـوت مــصــدرْ

وتـــطلَّــعـتُ فـــي الــــظلام فـأبــصـرْ


ت هــــزاراً يصـــــيح بالــقرب مـــنّي

 


ما عـــــراه فـــي وحشة اللـــيل سهوُ

كـــل مــــا عـــــنده هـــــنالــك لـــــهوُ


والجـواري تســــــيرُ والبــحرُ رهــوُ

قلت ُ: من أيـــن جاءك اليـوم زهــــوُ


والأزاهــــــيــر بــــيـن نـعي وحـــزنِ

 


ليت شعري أجبْ . . عــلامَ تـــصـيحُ

أين منك الرياضُ ! أيـــن الفســـــيح ُ


لو فرضنا . .هـــبَّت على الفلك ريـحُ

أيها الـــطيرُ . . فالســـرور شحــيــحُ


وتــــعــيـــدُ الأنـــغامَ مــن كـــل فـــــنِّ

 


فأنـــظرِ الليل . . بارقُ النور يُـغشي

ويُـــراعي طـرف َ البصيرِ فـيُـعـشـي


فــلــعـــمري لــقد مــنــيت بـــغــــشِّ

نـــحن فــي عالم الطـبيعة نــمـــشي


والــــدُّجى خــاشعٌ وأنــت تــــــغـني ِّ

 


كُــنْ إذا شـــئت َ ذلك مني بعـــــيـدا

فأنــــــا أرغـــــب الحــــياة وحـــيدا


أيــــها الطـــير لا أراك رشـــــــــيـدا

فأجاب الـــهزارُ : لســـــت ســعـــيـدا


فأنــــــا أمــــزجُ الــنـحــيب َ بلــحني

 


لا أرانـي في مـــثل ذا الـــحين آمــن ْ

لا و لا في الرياض والغصن ساكـــنْ


فالأذى في طـــبيعة الـــكون كامـــن ْ

فــقـأت عيــني الــعواصــف ُ لــــكنْ


شـــــبكاتُ الصيَّاد قد أخرســـــــتني

 


قال هــذا . . وأغــرق الـــجفن دمـعُ

ولـــــقد ضـــاق مــــنه إذ ذاك زرعُ


وَلأنَّ الـفــــساد فــي الـــناس طـــبعُ

لم يـــــزلْ صالحٌ يــناجــــي ويـــدعو


ربَّ رُحماك فاصرفِ الضُّــــــرَّ عني ّ

 

 


وعلــــينا أبــــوابَ خـيراتِكَ افـــــتـحْ

فاعفُ عنَّا واغفرْ بحلمكَ واصــــفحْ


وأعِْـــدنــي إلى بــــلادي فـــــأنــجـحْ

وألاقي الإخوانَ والأهــــلَ والصّــــَحْ


ـــــبَ بـــقلـبٍ بــــذكــره مـــطمــــئنِّ

 


ربَّـــــنا واسْـــتـجـب دعـــائيَ نـــقدا

واكســـــِّني حُــلِة الـــمفاخرِ بُـــــردا


وامنحِ المؤمنين هــــدياً ورشــــــدا

وســـــلامـــي للــكلِّ فـــردا فَــــفَردا


والتـحيــَّات عــطرُها دمــعُ جـــفـني

 


أنت َ حســبي يـــا مـن إلـــيك مـآبي

أنتَ ذخـري بــمشـــهدي وغــــيابي


فــبـــخيـر الأعــمال بــيِّض كـــتابي

واكـــفني كـــل َّ حاســــدٍ مـــرتـــاب ِ


وأعـــذني من شـــرِّهمْ وأجــــرنـي

 


لم أزل صـــــالحاً بـــعـفوك ربّـــــي

يا مــــــلاذي عند الخطوب وحسبي


فــــتجاوزْ وأغـــفرْ بـــعفوك ذنــــبي

يــــا مــغيث الملهوف مــن كل كربِ


مــعدنَ الـنـــــــور يـا عـليُّ أعـــــني


1. انطلق الشيخ من مرفأ بيروت في سنة 1927 على متن باخرة ايطالية وقد كتبت هذه القصيدة المخمسة في أثناء العودة .عند علم الفرنسيين باتصالات سياسية بينه وبين الجالية السورية في الأرجنتين من أجل إعادة إشعال الثورة والاتفاق على تقديم دعم الجالية السياسي والمالي . طلبوا من الدولة الايطالية منعه من السفر بعد وصوله جنوه . حيث أعيد إلى مرفأ بيروت وعند وصوله منع من النزول بالمرفأ ؟!, فأرسل الشيخ من يخبر السيد رياض الصلح الذي جاء برفقة عشرة أشخاص من رجاله مع مئات من الناس واصطحبهم رياض الصلح إلى المرفأ وصعدوا الباخرة وأنزلوا الشيخ وزوجته و وذهبوا إلى منزله ثم أحضر للشيخ صالح العلي سيارة تأخذه إلى الشيخ بدر برفقة مجموعة من رجاله .

2. بعد عودة الشيخ صالح العلي وفي سنة 1928 توفيت ابنته البكر فاطمة التي كانت تبلغ من العمر حينها حوالي أحد عشر عاما عبر دس السم لها بظروف غامضة . وهو أمر تكرر في تسميم أو قتل كثير من أولاد  الشيخ قبل وبعد ذلك , إضافة لما تعرض له الشيخ شخصيا من محاولات التسميم عبر القهوة أو دس السم بـ ” البرغل ” – أكلة شعبية تقدم خاصة في الأعياد كعيد الفطر أو عيد الأضحى أو عيد الغدير وغيره من الأعياد الدينية الأخرى -الذي قدم له في أحد الأعياد الدينية في أو محاولات القتل غيلة أثناء الثورة أو بعدها إلى أن توفي بظروف غامضة في 13 نيسان 1950 عبر دس السم تسريعا بوفاته .

المصدر : الشعر : ديوان الشيخ , بقية التفاصيل : حديثي مع والدتي حفيظة الابنة الكبرى للشيخ صالح العلي . متقاطعا ذلك مع المصدر الأخر : رسالة ماجستير بعنوان ” الشيخ صالح العلي – الدور والموقف ” في قسم التاريخ بالجامعة اللبنانية بإشراف د . منذر جابر . إعداد طالب الماجستير عاطف منير خزامة . بيروت 2010 – 2011 .

يضاف إلى أن ذلك أمر متداول ومعروف لكثيرين . ع . إ