°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

فانتازيا الموت والخراب …

عندما يغيب القانون باعتباره المشترك الإنساني الحقوقي الواجب التطبيق والقياس منه وبه وإليه .. في سوريا .
تحضر مفاهيم ” الحق والباطل والوطنية والكرامة والتحديث والتقدم ….. ” المبهمة ، حمّالة الأوجه ،كمفاهيم فئوية فردية متبدلة ورهينة فئة أو فرد ، فكيف بالحري في سوريا الأسد التي تُدار بعقلية المزرعة !
حيث بلحظة ما يتم شطب لواء اسكندرون من الخارطة ونُلغي ذكرى اقتطاعه من المنهاج المدرسي! وتوقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية مع تركيا – أردوغان فيتم تدمير الصناعة والاقتصاد السوري حينها بسبب الإجحاف اللاحق بالجانب السوري جرّاء التّسرع المحكوم بفردية القرار واستنسابيته … وكذلك التحكُم بالخريطة الذهنية الوطنية عبر اللعب بالخريطة السورية الجغرافية ..
نغضب من تركيا – أرودغان فنعيد لواء اسكندرون للخريطة ويُصبح محتل مرة أخرى !
ندعم حزب لتحرير جنوب لبنان ، ولا نحرر جنوب سوريا ، نُصر على وجود التحويل الاشتراكي في الدستور ويملك رأس النظام وأقربائه ” شركات قابضة ” هي أعلى درجات الرأسمالية !
نُصر على عروبة سوريا ، ونُعيّن أخر وظيفة في سوريا على اعتبار فئوي !
ندعو لمقاطعة الدول الاستعمارية والامبريالية ويحلو لرأس النظام وزوجه وأقربائه التّعلّم والجنسية والمستوردات هناك !
ونشارك “الإمبريالية العالمية “بتحرير الكويت وأراضينا مُحتلة !
ونكون أمين عام عام حزب ينادي بتوحيد الأمة العربية وفي حال لدينا مصلحة شخصية مع ايران أصبحت الأحواز والجزر الثلاثة خارج الخريطة !
في نفس الوقت الذي نريد استمداد الشرعية من تلك الشعارات الكبرى ونُضيع عمر أجيال بوهمها .
نُطلق على الخليج أنه ” متخلف ورجعي وبول بعير ” ويدعم الارهاب في بلادنا وقتل أولادنا بالجيش ، ونُجيّش شعبنا ضده ونستثمر بذلك .. الخ
ونُودع أموالنا المسروقة لديه ! وحلم شبابنا العمل هناك ليعيلوا أهلهم في سوريا !؟
وعندما نتصالح يصبحوا أشقاءنا بالعروبة !؟
نعتبر أن الارهاب هو ذنب ” الافعى اسرائيل “التي هي رأسه فُتقصف المدن السورية بذريعته !
يتم تدمير سوريا فنعتبر ذلك انتصار طالما بقي شخص بوظيفة عامة هي منصب رئيس الجمهورية!
الذي مهمته العمل من أجل الدولة والمجتمع وليس فناء المجتمع والدولة من أجله !

نُقدم كل شيء لروسيا وايران واسرائيل وتركيا ….الخ لنبقى بالسلطة ولا نُقدّم أي عملية إصلاح
مهما بلغت من الصِّغر ! لنستمر عبر مُبرر أخلاقي في وظيفة رئيس جمهورية !

لدينا ملاحظات على” الأنظمة الملكية الرجعية “ونحن نُورّث وظيفة رئيس جمهورية في ” نظام جمهوري تقدمي “…

أتفهم وأدعم المرونة السياسية . وهذا أمر مختلف عن استخدام الوطن وثرواته ومصيره ومصير أبناءه ووجودهم العام ، في استثمار لمصلحة مافيا تحتل السلطة وعبرها الدولة وتبيع وتشتري بهما !

سلسلة من اللا معقول ، تُمارس بجدية علينا ، و نُجبر على اعتبارها أمر طبيعي …
بل تُسوّق خريطة اللامعقول الافتراضي تلك لنعيش بها كحقيقة وكقانون وكوطن وكمعيار للوطنية ! من أفراد مافيا استثمروا الوطن لعقود بدون حسيب أو رقيب وبخلاف القانون !

أي خراب هذا !
وأي فانتازيا تلك !
وأي حماقة تُمارس !