ما يجري في غزّة ، كما في سائر فلسطين ، هو بالدرجة الأولى مسؤولية الفلسطينيين، قبل أن يكون قضية عربية أو إسلامية أو مسيحية أو إنسانية عامة.
مسؤولية الفلسطينين أنفسهم ، سواء المنخرطين في مؤسسات دولة إسرائيل من كنيست وجيش ووظائف عامة من إعلام وداخلية واقتصاد …الخ
وكذلك مسؤولية المُناهضين من المقلب الأخر : الحكومة الفلسطينية ورئيسها السيد محمود عبّاس وبقية مسؤولي السلطة الفلسطينية ، وبالتالي أي تدخل بالمسؤولية هذه ، هو تدخل بشأن دولة أخرى ! .
من أحد مخاطر اللعب بترتيب الأولويات تلك :
تحوُّل القضية الفلسطينية الى مصدر ارتزاق مالي وسياسي وابتزاز وهروب من المسؤولية لكثير من الفلسطينيين : مسؤولين وأفراد .
و كذا لأنظمة دول الجوار الإقليمي و الدول الأخرى ، وذريعة للتدخل في شؤون الأخرين أو التنطّح الشعاراتي للهروب من استحقاقات داخلية واجبة .
- الأسد الابن كما أبيه ، استمد شرعيته بشكلٍ أساس من عداوة مفترضة مع ” الكيان الصهيونى ” عداوة هي قاب قوسين أو أدنى الى حرب مفترضة منذ خمسين سنة، وتزيد في تأجيل وجود إنساني كامل للسوريين والسوريات ، وسرقة ثرواتهم بحجتها .!
حرب حاضرة في الخسارة العامة لسوريا ، والربح الخاص للمافيا المحتلة الدولة السوريّة !.
عداوة تُنتج كل فوائد الصداقة ، للمافيا الحاكمة وإسرائيل .!
-ايران نظام الملالي الارهابي الذي دمّر عدة دول عربية وسوّاها بالأرض اقتصادياً وحضارياً : اليمن والعراق وسوريا ولبنان …الخ أيضاً بذريعة القضية الفلسطينية وبطريقه الدائري الى القدس ، الذي لا يؤدي إليها مُطلقاً . - نظام أردوغان التاجر الديني الجديد ، الذي وقّع عشرات الاتفاقيات الاقتصادية مع اسرائيل – طبعاً دون الحديث عن سرقة وتدمير سوريا كما إيران – وبعض هذه الاتفاقيات وقّعها وهو يَدَْمع من قراءة القرآن والدعاء لفلسطين !
-روسيا دَعت بدورها أيضاً ،الى عدم قصف المدنيين في غزة ! و بنفس الوقت الذي تقصف به المدنيين الُعزًل في ادلب !. - المواطن السوري ” الفقير – الغني – الأدمي – الخبيث – الحربوق” الذي يُجيد الهروب من استحقاقات الواقع لديه : من أكل وشرب ودخل وبنى تحتية وسرقة ثرواته من قبل مافيا تحتل الدولة منذ عقود …الخ
يُجيد الهروب من كل ذلك الى بطولات الوهم والغيب السياسي غير المتحقق أبداً ، نصرة لفلسطين ، وهو الذي لا ينصر نفسه وقضيته على الأقل بالبحث في كيفية مقتل مليون سوري ع الأقل ” عدد أكبر من كل عدد القتلى بتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي المُفترض ” ولا تذكُّر قتلى الكلية الحربية من أيام ….وطلب التحقيق بما جرى بها وبغيرها من جرائم !
وايجاد حل لقضيته هو !.
أو ع الأقل المطالبة بتحويل عائدات شركتي الخليوي وغيرها من مؤسسات تستأثر بها المافيا الحاكمة ، تحويل دخلها من جيبة ” السيد الرئيس ” الى الموازنة السوريّة العامة ، باعتبارها ملك عام وليست إرث عن أبيه ” القائد الخالد “
بل أصبحت هذه القضية ذريعة حتى للهروب من التزامات استحقاق بسيط مثلاً بين فردين ” حربوقين ” مشلوحين في بريّة سوريا !.
فانتازيا جنون ، تُدار بعقل بارد بدون رحمة .