°
, February 16, 2025 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

خطر ” الذِّميّة ” في السياسة والمواطنة

خطر ” الذِّميّة ” في السياسة والمواطنة
المقصود بالذِّمِّيِّة هنا هي شعور المرء بنقص في مواطنته وبنفس الوقت بنفسيته وبرغبته المُظهّرة التي هي خليط من الضعف والانتهازية والحربقة والوصولية …إلخ رغبته بالفوز الشخصي وعبر الجموع وعليهم .
بزعمي :
الذِّميِّة تنفي المواطنة ، والمواطنة تنفي الذِّميِّة.
الأكثر خطورة هو استخدام الذِّميِّة في السياسة كعلم في ادارة المجتمع أو استخدام الذِّميِّة في الدين ، المتمم للأخلاق .
حيث تذهب الذِّميِّة بمردودية هذا المفاهيم لمصلحة آنا قلقة جائعة خبيثة وإن بدا عليها الآمان والاكتفاء والطيبة .
بل استخدام الذِّميِّة مثلاً كما ادعاء العلمانية وكذلك التدين في” تطبيق ” الجنس الأخر ، يذهب بطبيعة العلاقة المنتجة مع الأخر المختلف ، حتى على لو مستوى الأداء العاطفي والجسدي .
الإقرار بالطبيعة المتنوعة للخلق وكون ذلك حق طبيعي وقانوني ، وليس منحة من أب أو راعي اجتماعي ، وأن الاحتكام للقانون وليس العدد أو لمفاهيم بلاغية من قبيل الصواب والغلط …الخ
مدخل مهم للبدء للتخلص من الذمّيّة .
في الواقع السوري الآن الاحتكام في تقرير الجرمية إلى طبيعة الجرم والقانون الواجب ، دون الدخول في سجال الاتهامات الفئوية المسبقة ، مدخل واقعي مهم للتخلص من الذمّيّة في مقاربة الأمور واستحضار البلاغة في الاتهام أو في التبرئة .
الكلام المعسول والتعيينات المعسولة والوعود المعسولة والمنح والعطايا والحكايا والسماح والشِّعر ولبس القصير ولبس الحجاب واللغة الإنكليزية …الخ
ليست أدوات في بناء مفهوم الدولة ، وإن كانت تُنتج أثر ما في بعض العلاقات الإنسانية في المجتمع الأهلي .
المجتمع السوري مجتمع متنوع من الناحية الدينية ومن الناحية القومية وداخل كل من الناحية القومية والدينية تنوع من الناحية السياسية والإنسانية والمناطقية والفئويات المشكلة للأديان – الطوائف ، وكذلك المُشكِّلة للقوميات .
بل أن دراسة علمية حديثة قرأتها تقول :
أن التنوع البشري والاختلاف يصل إلى عدم إمكانية رؤية أي شخصين في العالم ، رؤيتهما لنفس اللون بمستوى لوني واحد !.
حيث الألوان التي هي أكثر الأمور “موضوعية ” كما هو مفترض …ومع ذلك تأثير التداخل الجيني للناظر وكذلك تجربته الحياتية وتجربة أسلافه الممتدة تُؤثِّر في تحديد ماهية ” اللون ” ودرجته في الرؤية …الخ لديه
وهذا أمر أخر يؤكد على طبيعة الخلق المتنوعة :
” لو أراد الله لجعل الناس أمة واحدة “
وبالتالي محاولة الغاء التنوع ، هو عبث لا طائل منه ، إلاّ انتاج الخراب بذريعة الوحدة والإصلاح ..
وكذلك التعامل معه عبر تداعيات مفهوم ” الذِّميِّة ” بكل تجلياتها بالمواطنة والسياسة والدين والعلاقات العاطفية بما فيها السكس …الخ
أمر لا طائل منه ولا جدوى .
المواطنة والتمدن ومكارم الأخلاق التي جاءت الأديان وخاصة الإسلام كمتمم لها …الخ
هي قدرتنا على العيش بالمكان الواحد سواء أكان هذا المكان هو العالم ، أو وطننا سوريا ، أو منطقتنا : الساحل السوري …الخ
هو قدرتنا ، نحن المختلفون- المتنوعون ، على العيش والحياة في هذا المكان المشترك عبر مفاهيم الحق والواجب القانوني ، وحيث كل حق لنا يتضمن حُكْمَاً واجب مضمر تجاه الأخر !.
قدرتنا على العيش والحياة بأفضل مستوى وتحقيق أفضل خدمات . مع الإقرار بكل تداعيات هذا الاختلاف – التنوع ، من قبيل الاعتقاد ، اللغة ، الطقوس ، الرأي السياسي ….الخ كحقوق وواجبات وحقوق دستورية ، وليس كمنح وعطايا من قادر إلى ذِمِّي راضي ، ويسعى بذمِّيِّته ليكون قادراً أخر .

فهذا محك التمدن والأخلاق وليس محكها لا حجاب ولا لبس قصير ولا علمانية داحضة ولا تدين مرائي ، ولا محكها ذمِّيِّة تسويق و” تطبيق” …الخ