الخصيبية في حلب
بين كبرياء المعرفة والتواضع الايماني
راهنية المفهوم – و أهمية الاشتغال على تأصيله من جانب النخب
……………………
هل باتت حلب سيف الدولة في عهد الخصيبي مدينة الله كما أسماها القديس اوغسطين
أم هي حكومة الفلاسفة كما اطلق عليها المعلم الثاني ابي نصر الفارابي.
………………
محاولة التّحري المتأنيّ عن جذورها وقيمها ومبادئها وتداول المعرفة فيها حيث أصبحت حقلاً لا مثيل له في هذا العالم من الثبات والاستقرار الروحي .
و أصبحت تختزن طاقة توليدية لا تنضب في عالم المعرفة والمفاهيم
لقد استطاعت استيعاب تضخم الهويات الفرعية كالبويهيون والروم والأكراد والعجم ، والسُّرُّ يكمن في أنها قدمت عقلاً كونياً وهذا ما حمى الدولة من التشظي.
لقد تمّ تشكيل أبنيتها الفلسفية والاجتماعية ووظائفها تبعاً لما اختبرته الحضارة السورية العميقة وقيمها الكونية .
لكن السؤال :
هل نشأت كتنسيق تجريدي محض أم هي ظاهرة من تركيب معقد من الأفكار والتصورات،
رغم أن فلسفتها بقيت سارية في التاريخ وكانت تُقدِّم أكثر الأفكار قبولاً للتخصيب المعرفي والفلسفي
لقد ابتعد فيها الحسين بن حمدان الخصيبي عن اللعبة السياسية أو الادارية أو ميدان صراع القوى
لقد بَرَعَ في ذلك حتى أن ابن ملك الروم البيزنطيين الذي كان على رأس جيش لحرب سيف الدولة وتم أسره أسلم على يد الأمير خضر بن مزيد وتتلمذ على يده ،و لازم الخصيبي ورفض العودة إلى أبيه وتزوج ابنة الامير خضر وحفظ القرآن والانجيل ونهج البلاغة وصنّف كتاباً في المعرفة والحكمة المتعالية ، وكان من بين الأمراء والوزراء الفلاسفة والأدباء والشعراء الذين حضروا نقلة الخصيبي وصلوا عليه مع سيف الدولة الحمداني.
لقد منحت تلك المعرفة الجذابة التاريخ أسلوباً وفناً لم نعهده من قبل في ادارة المجتمعات إنها فعلا مدينة الله
هي مرحلة أسّسها الخصيبي لتؤرخ للفصل بين عصر الحكمة وعصر الحداثة.
لقد أصاب غياب هذة الحكمة الرفيعة
الدولة بالتصدع
لقد شكلت كتاباً جامعاً .
* الأستاذ علي حسن من صافيتا – طرطوس ، سوريا . مدرس رياضيات وتكنولوجيا معلومات ، له العديد من البحوث والدراسات الفكرية أهمها تاريخ حكومة بني العريض الغساني ، وحراّن عاصمة الثقافة في العصر المملوكي .
