استخدام اللغة
هل لاستخدام اللغة تأثير على المتلقي ؟ وهل لتغيير بعض المفردات تأثير أيضاً على المتلقي ؟ وهل لاستخدام مفردات مختلفة لها نفس المعنى تأثير سلبي وإيجابي بنفس الوقت ؟.
يقصد باللغة ، طريقة الاتصال بين البشر في جميع أشكالها من لغة منطوقة و مسموعة و مكتوبة و لغة الحركات و الإشارات و الإيماءات و لغة العيون أيضاً ، و اللغة تمثل الوسيلة الأكثر أهمية لعملية الاتصال بين البشر و تمثل تفاعلاً عظيما خاصة مع استخدام الحواس لان لا لغة بلا حواس حتى الشخص الأصم و الأعمى و الأبكم يعدون له اللغة الحسية (باللمس و الجس)( لذلك إذا فقد هذا الشخص هذا الإحساس أيضا فأنه سيموت .(يستقبل العقل الباطن اللغة بكل أشكالها و يترجم كل لفظ أو حركة برد فعل معين مختزن فيه ، يخرج رد الفعل هذا علناً و يتشكل على هيئة تصرف ما أو مشاعر تتبلور طبقاً لهذا اللفظ هذه المشاعر لا تتغير بشكل بحت، أي كلما سمعت هذا اللفظ تظهر تلك المشاعر المرتبطة به تلقائيا ، و إليك التجربة التالية : إذا قلت لك أنت شخص ” مميز” …… رد فعلك سيكون على هيئة ” افتخار داخلي و انفراج في أساريرك و ابتسامة عرضها أذنيك ” و إلحاق هذا الشعور بكلمات الثناء و الشكر علىّ و إذا قلت لك في نفس الوقت أنت شخص “وقح” …… رد فعلك سينقلب فجأة بغضب و سرعة في التنفس و ضربات القلب مع إفراز كمية معقولة من الأدرينالين كافية لتغيير حالتك الجسدية .في كل الحالات في هذه التجربة فأن رد الفعل سيكون متساو طبقاً لكل لفظ تم ذكره ، ينطبق هذا الأمر على كل الكلمات و الألفاظ و الحركات المفهومة أي التي لها دلالة و التي لها رد فعل في العقل الباطن مخزن فيه لذلك .
لقد بدأ الاهتمام باللغة وبطريقة استخدامها يتزايد منذ منتصف القرن الماضي حتى أصبحت للغة طرق استخدام كثيرة ومتنوعة وأصبح لها أبحاث مختلفة .
ففي منتصف سبعينيات القرن الماضي ظهر علم جديد على يد العالمين الأمريكيين : الدكتور جون غرندر ( عالم لغـويات ) ، و ريتشارد باندلر ( عالم رياضيات ومن دارسي علم النفس السلوكي وكان مبرمج كمبيوتر أيضاً (. هو البرمجة اللغوية العصبية ” Neuro Linguistic Programming ” (NLP ) حيث :
العصبية Neuro : تشير إلى الجهاز العصبي أي ما يتعلق بالجهاز العصبي وهو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته كالسلوك والتفكير والشعور وهو المسلك العقلي لحواسنا الخمس التي نرى ونسمع ونتذوق ونشم بها
. اللغوية Linguistic : تدل على اللغة وهي تشير إلى قدرتنا على استخدام اللغة سواء الملفوظة وغير الملفوظة عن طريق كلمات وجمل محددة أو بدون أية ألفاظ ، وذلك عن طريق اللغة الصامتة التي تعبر عنها أوضاع الجسم مثل الجلسة والوقفة ، الإيماءات والإشارات وأيضًا تعبيرات الوجه التي تكشف أساليب تفكيرنا واعتقادنا .
البرمجة Programming : تدل على إمكانية القدرة على إعادة برمجة العقل واستبدال العادات والسلوكيات الخاطئة بأخرى صحيحة وايجابية وفق مبادئ وطرق معينة . وهو علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية .
قد قام هذين العالمين بدراسة على مجموعة من الأشخاص الناجحين وتعتمد هذه الدراسة على ملاحظة طريقة التفكير ولغة الجسد والقيم والمعتقدات وبعض الأمور الدقيقة لكل من هؤلاء الناجحين وكان مما لفت انتباه هذين العالمين في دراستهم لجميع هؤلاء الناجحين هو طريقة استخدامهم للكلمات ودلالاتها وأيضا طريقة تحريك عيونهم عند أداء عمليات ذهنية محددة كالموافقة على قول ما أو عدم الموافقة عليه .. الخ .
وبعد قيام العالمين بنمذجة وتقليد أفعال هؤلاء الأشخاص وجدوا أنهم قد حققوا نفس النتائج الممتازة التي حققها هؤلاء الناجحون وان باستطاعتهم أيضا تعليم الآخرين القيام بنفس ما قاموا به والحصول على نفس النتائج وتحقيق التميز والنجاح ..
كما درس ستيفن كوفي في كتابة ” العادات السبع” تأثير اللغة حيث أوضح الفرق بين اللغة الانفعالية (السلبية) واللغة الفعالة (الإيجابية) . فالانفعاليون يستخدمون الحب كشعور لأنهم لا يعرفون فعل الحب , أما الفعالون يعتبرون الحب فعلاً لأن يمثل سوكا يسلكونه .
اللغة الانفعالية |
اللغة الفعالة |
لا استطيع أن أفعل شيئاً |
لننظر إلى ما يمكن فعله |
أنه يغضبني |
أنا آخر من يغضب |
هكذا أنا |
استطيع أن أكون كما أريد فعلا أن أكون |
لن يسمحوا بذلك |
كيف يمكن أن أنفذ ذلك |
يجب ن أفعل هذا |
سأختار أفضل حل ممكن |
يجب علي |
أفضل |
لو فقط |
أنا سوف |
لا أستطيع |
سأختار |
فاللغة مؤشر حقيقي على مقدار فاعليتنا . و لدينا الأمثلة التالية :
هكذا أنا = أنا مصمم ولا شيء يستطيع أن يقنعني بالتغير .
أنه يغضبني = مشاعري محكومة بأمور خارجة عن سيطرتي .
لا أستطيع بسبب .. = لدي قدرة كبيرة على تبرير عجزي .
يجب أن أفعل هذا = لست حراً باختيار أفعالي .
أنا لست مسؤولا وليست لدي القدرة على اختيار استجابتي .
يشعر الانفعاليون أنهم ضحايا , وأنه حتى النجوم تؤثر عليهم أكثر مما يستطيعون أن يواجهوه .
يذكر أن توماس ألفا إديسون (1847 – 1931م) مخترع أمريكي ترك المدرسة بعد ثلاثة أشهر فقط بسبب كلمة قالها له مدير المدرسة حيث قال أن عقله فاسد فكان لهذا القول تأثير كبير على أديسون حيث ربط بين فساد العقل وفساد البيض ولم يذهب بعدها إلى المدرسة فتولت أمه تعليمه وظهرت عبقريته في الاختراع ومن اختراعاته مسجلات الاقتراع والبارق الطابع والهاتف الناقل الفحمي و (الميكرفون)و الحاكي (الفونوغراف) وأعظم اختراعاته المصباح الكهربي.
ونرى أيضاً الكثير من الأطفال يتركون المدرسة بسبب سوء استخدام الأهل أو المدرسين للكلمات مثل( ابني غبي ما بيفهم , ليش عمتعذب حالك أنت ما بتفهم , يا حرام ما خرجوا شي عم يعذب حالو عالفاضي …. الخ) . بدلاً من قول ( أنت أكيد شاطر بس ركز منيح أو أدرس منيح , بالدراسة كلشي بيصير , ما حد غبي بس في واحد بيدرس و واحد لا , الله ما بيضيع تعب حدا ) .
من كتاب العادات السبع لستيفن كوفي , ومن منتدى البرمجة اللغوية العصبية العربي .اعداد : لما . لموقع www.salehalali.com