°
, April 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

من مخاطر

من مخاطر عدم وجود أبحاث علمية يقوم بها مختصون تتناول تاريخ المنطقة وأحداثه وعوامل الصراع الوجودية فيه, أن تشكلت قناعة لدى عموم السكان هنا أن تاريخنا بمجمله مُشرق وكل سلفنا كان صالحاً, وأن عهوداً ما كانت مثال للحكم الرشيد . لذلك مفيد ذكر تفاصيل تُثير التساؤل حول هذا التاريخ ,

 

 

بما يخص تداخل الدين بالسياسة ( المقدس بالمدنس ) منها على الأقل فترة ” الخلافة الراشدة” حيث أسست على شورى بين أشخاص حوالي عشرة , ولم تؤسس على الشوري بين المسلمين وفق النص الديني ” الملزم ” , على الأقل لمن يعتبر نفسه مؤهلاً لإدارة مرحلة ما بعد الرسول , وبذا بدأت مرحلة من الفهم المختلف للنص الواحد باعتبار ” أن القرآن حمّال أوجه ” كما قال علي وكما اعتبر عمر أن خلافة أبي بكر … فلتة : ( فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فَلْتة) ثم استمر الخلاف في تعيين بقية الخلفاء , ولنا أن نذكر هنا الملاحظات التي تصل بمآلها إلى درجة اتهام الخليفة عثمان بالتصرف ببيت المال ” الخزينة العامة للدولة” على الأقل . مما يذكر هنا رأي عائشة ورأي علي بالخليفة , ثم خلاف عائشة وعلي – دون الدخول بالتفاضل بينهم ومع من الحق – الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المسلمين وهما من هما ” أم المؤمنين ” و” أمير المؤمنين ” حسب السرد التاريخي الديني . ولنا أيضاً مثال في معاوية الذي نقض اتفاقه مع الحسن . هذا الاتفاق الذي يقضي بتسليم السلطة لمعاوية حال حياته حقناً لدماء المسلمين على أن يكون توريث وأن تكون بعده السلطة شورى بين الناس ومقتل الحسين بعده, وهو الذي خالف وأسس التوريث في السلطة لابنه يزيد ضارباً بكل نص ملزم ,ولك أن تعرف ماذا فعل يزيد… ومن بعده بالأعم الأغلب …لتأتي بعدها مجموعة من القادة كان القتل عندهم عادة وظلم الناس عبادة , ولم يسلم حتى أخوتهم أو أبوهم من بطشهم في سبيل سلطة فردية غاشمة اعتمدت الدين كوسيلة لاستمرارها ( كما يستخدم بعضهم الآن الوطنية لقتل الناس أو لتوريث حكم أو الاستمرار به )وصولاً إلى قبيلة جاءت من أواسط أسيا ساهمت بقتل الخليفة العباسي الأخير وسرقت ختم الخلافة وحكمت باسم الإسلام أربعمائة سنة , عبر حكام أغلبهم لا يتقن العربية ولم يقرأ القرآن إذاً .. بل أن بعضهم كالسلطان سليم قتل أهله جميعاً ليتفرد بالحكم على المسلمين ومع ذلك هناك من يعتبر أن السلطنة ” العثمانية ” خلافة إسلامية …. بنظرة متأملة وهادئة لسرد بعض حوادث تاريخنا يتضح أن إمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية غير ممكن من الناحية الواقعية حيث ” القرآن حمّال أوجه ” ولكل فهمه الخاص عن المقصود , وكلٍ يعتبر نفسه كمذهب هو الإسلام الحقيقي , ويكفر المذاهب الأخرى في أكثر من سبعين مذهباً في الإسلام , بل داخل المذهب يوجد التصور الخاص لكل فرد في فهم مذهبه وفهم الإسلام ويكفر من هو دونه, لذا من المهم أن يتم الاستفادة من سعي فكرة الإسلام وبعض المسلمين من أجل تطبيق مفاهيم العدالة الاجتماعية ومحاربة الاستغلال وغيره من قيم التطور الإنساني وعدم الوقوف لاستحضارها حرفياً ونهائياً . ولا تكفي النية الحسنة في فهمنا ومحبتنا للإسلام أن ننادي بغيب ماضوي يلغي وجودنا الإنساني لمصلحة سيطرة فرد طاغ أو ثقافة طاغية أو دولة طاغية لأن مآل الحال سيكون كذلك إذا لم نتدبر أمرنا …..

ع . ا من صفحتي على الفيس بوك بتاريخ 1أذار 2013