يلفت نظري عندما أرى المستوطنات الإسرائيلية في أراضينا المحتلة – ناهيك عن مفهوم الاحتلال – إن هولاء الغرباء عن المكان والبيئة والتاريخ في بلادنا
, استطاعوا خلال حوالي ستين عاماً من وجودهم أن يقيموا مجتمعاً متجانساً إلى حد ما وبنوا مدن وبلدات وقرى تتمتع بخدمات ومرافق وهندسة متميزة مستفيدين من ارثنا الحضاري , وأعادوا استخدام اللغة السورية الجنوبية المسماة ” العبرية ” واستخدموا الخط السوري المربع في كتابتها واستخدموا رموزنا الحضارية من النجمة السداسية التي تمثل الخصب وتلاقح الأرض والسماء إلى الشمعدان ذو السبعة مشاعل رمز الخصوبة وحققوا درجات في السياحة والإنتاج الزراعي ومستوى الخدمات والصناعة ووضع الدين في خدمة ” الوطن ” الخ … وسوّقوا أنفسهم عالمياً من قوة احتلال إلى بلد مضطهد محاط بــ ” أعداء” , في حين هولاء ” الأعداء- سلطات الدول المحيطة ” أوقفوا حياة مجتمعهم بحجة وجود الاحتلال وضرورة مقاومته عبر شعارات زائفة واستثمروا البلاد والمواطنين كإرث شخصي عائلي وسرقوا الوقت والثروة والحياة السياسية الخ .. وعجزوا حتى عن إيجاد ” مخطط تنظيم ” لبلادنا التي لا توجد ضيعة أو قرية أو بلدة أو مدينة فيها يقل عمرها عن ثلاثة ألاف عام .. هولاء الزعران والمجرمين يستحقون ” المحاكمة ” لينالوا عقاباً على فعلهم الجرمي و ” عادلة ” ليكون ذلك محاكمة تليق بنا كمجتمع يملك كل هذا الإرث الحضاري المتمدن , وبتطلع إلى مستقبل يليق بالبشر . .
ع. ا من صفحتي على الفيس بوك بتاريخ 21 آذار 2013