°
, March 29, 2024 in
آخر الأخبار
علوم وتكنولوجيا

كيفية شم الإنسان للروائح: نظرية جديدة عن اهتزاز الجزيئات وليس شكلها

جدل كبير تثيره نظرية مختلفة عن كيفية عمل حاسة الشم

تلقى نظرية أثارت جدلاً بشأن الطريقة التي نشم بها الروائح من حيث كونها تضم أثاراً فيزيائية كمية إستحساناً كبيراً، إذ تتحدى النظرية اعتقاداً بأن حاسة الشم لدينا تعتمد فقط على أشكال الجزيئات التي نشمها في الهواء.

وبخلاف الاعتقاد السائد تفيد النظرية بإن اهتزاز الجزيئات هي المسؤولة عن ذلك.
 
وجرت اختبارات لجزيئين لهما نفس الشكل ولكنهما مختلفان، وقد نشرت نتيجة الاختبارات في تقرير في دورية (بلوس وان) التي أكدت أن الإنسان بإمكانه التمييز بين الجزيئين.

لكن النظرية التي وضعها في البداية لوكا تورين من مركز فليمينغ لعلوم ابحاث الكيمياء الحيوية، مازالت محل نزاع ومثار خلاف.

وأعطى تورين مثالاً على الجزيئات التي تضم الكبريت وذرات الهيدروجين المترابطة من حيث أنها قد تأخذ أشكالاً واسعة النطاق تفضي جميعاً الى امكانية شم رائحة البيض الفاسد.

وقال تورين لبي بي سي “إذا نظرنا من وجهة النظر التقليدية، فمن الصعب حقا تفسير ذلك”.

وأضاف “اذا نظرنا من وجهة نظر النظرية البديلة القائلة بان اهتزاز الجزيء هو الذي يحدد الرائحة فان لغز الكبريت-الهيدروجين يصبح واضحا جليا”.

ويمكن النظر الى الجزيئات على انها مجموعة من الذرات ترتبط في زنبرك، لذا فان الذرات يمكن ان تنتقل متعلقا بعضها بالآخر. ويمكن لطاقة التردد الصحيح – الكمية – أن تسبب شكلاً “زنبركياً للاهتزاز.

وقال تورين في عام 1996 من خلال بحث نشرته دورية الأحاسيس الكيماوية أن هذه الاهتزازات تفسر حاسة الشم.

الخيول ووحيد القرن

واحد الطرق الرامية الى اختبار الفكرة هي اعداد جزيئين لهما نفس الشكل، ولكن باهتزازات مختلفة، مع اجرء عمليات احلال لهيدروجين الجزيء يطلق عليها الديوتيريوم.

وتدحض ليسلي فوسهول من جامعة روكفيلر فكرة تورين بجزيء يطلق عليه اسيتوفينون و توأم ديوتيريوم.

وتشير أبحاث في دورية العلوم العصبية الطبيعية إلى أن المشاركين من البشر ليس بامكانهم التمييز بين الإثنين، لذا فإن الاهتزازات لا تلعب دوراً في حاسة الشم لدينا.

لكن في عام 2011 نشر تورين وزملاؤه بحثاً في منشورات الاكاديمية الوطنية للعلوم أظهر أن ذبابة الفاكهة يمكنها التمييز بين الانواع الأثقل والأخف وزناً لنفس الجزيء.

ومازالت فوسهول تعتقد أن نظرية الاهتزاز هي نوع من الخيال، وقالت “أنا أفكر في نظرية الاهتزاز المتعلقة بحاسة الشم، واجراء اختبارات على وحيد القرن ودراسة حاسة الشم لدى الخيول”.

وقال تيم جاكوب، باحث في الشم لدى جامعة كارديف، ان العمل “داعم لكنه غير شامل”.

وأضاف لبي بي سي “هناك العديد من المشكلات في نظرية حاسة الشم، فالعديد من الأشياء لا يمكن تفسيرها لتأكيد فعالية نظرية الاهتزاز”.

وعلى الرغم من أن العديد من العلماء تناولوا نظرية الاهتزاز التي تعود الى عام 1996، بجدية فمازال الجدل محتدما على نحو استثنائي.
المصدر : http://www.bbc.co.uk