ملاحظات باردة :

تنظيم داعش العامل في سوريا ومن ثم في العراق لا يملك معامل إنتاج سلاح أو بنك مالي أو أياً من مستلزمات الظهور المفاجيء أو اللازم للبقاء .. ومكان نشاطه مُحاط بدول وقوى يُفترض إنها معادية له , وهي بذات الوقت ترتبط بإتفاقات أمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية مثل الحكومة العراقية والحكومة التركية بل ان “الحكومة” السورية الحالية وقّعت إتفاق أمني مع الولايات المتحدة الامريكية ,عقب أحداث أيلول وتدمير برجي التجارة, بموجبه تُقدم الحكومة السورية كافة المعلومات الاستخبارية المُتعلقة بأشخاص سوريين مُفترض وجود علاقة لهم بـ” الارهاب ” , وفعلاً قدمت الحكومة السورية عدة ألاف من الوثائق المتعلقة بمواطنين سوريين الى وكالة المخابرات المركزية الامريكية ,في سابقة خطيرة في التفريط بحقوق المواطنة , وتلتزم فيه الولايات المتحدة بالمقابل بتقديم كافة صور الأقمار الصناعية والوثائق التي ترصد حركة ” الارهابيين ” في المنطقة , ومازال هذا الاتفاق ساريا ً وقد تحدثت عنه سابقا ً ومنذ فترة أيضاً صحف أمريكية , رغم كل ذلك نرى هذا التنظيم ” الأعجوبة ” يحقق ” معجزات ” ملفتة من ضمنها ثلاثاُ تمت تسليماُ من قبل ” النظام ” السوري المُفترض به محاربة ” الارهاب ” وهي : مطار الطبقة , واللواء 93 والفرقة 17 حيث قُتل المئات من أفراد” الجيش العربي السوري ” دون أن يتم إطلاق أي صاروخ أو إنزال أي برميل على ” الارهاب – داعش ” بذات الوقت التي كانت هذه الصواريخ والبراميل تدك المدن في حلب وريف ودمشق وريف ادلب وغيرها كونها وفقاً لتصنيف الأسد الابن ” حاضنة للارهابيين ” ؟! طبعاً ناهيك عن المعلومات المُوثقة عن أمر أبعد من ذلك من دعم ايران وتركيا اللتان ” تُكافحان ” الارهاب لداعش سواء في سوريا أو العراق .. بل لقد تم النفخ بداعش لتصل بالمحصلة بأنها الخطر الأول على سوريا وتجب مكافحتها … رغم أنه في حادثة مُلفتة أن طيران الجو السوري قصف بلدة مارع ومن ثم دخلها تنظيم داعش ؟! بل الملفت أيضاً أن مدينة تدمر وصلتها داعش سيراً من مناطق تبعد عنها أكثر من مائتي كيلومتر عنها عبر مناطق مكشوفة ليس فيها شجرة لتحتمي بها ومع ذلك لم يطلق الطيران السوري أو طيران التحالف أي رصاصة عليها …
أستذكر ذلك مع سماعي لتصريحات الاسد الابن و السيد هولاند ووزير خارجية النمسا وكافة التصرفات ” الانسانية” الأخرى ذات الصلة بمكافحة ” الارهاب ” …
يتم دس السم بالعسل للسوريين , وسوريا الآن على مائدة اللئام من “نظام ” و قوى دولية واقليمية….