الحياة والواقع ليسا “حقيقة ” كاملة مُتفق عليها , بل وجهات نظر شخصية متمايزة , أو شخصية متفاعلة مع المحيط تتخذ مشروعيتها من خلال اعتمادها المعايير العامة للبشر , وهي المعايير التي تتغير مع الوقت , قرأت مخطوط كتاب أعطي لي قبل نشره, لباحث غربي ,وقد نُشرت نسخته الأولى قبل عدة أشهر …
ومن ضمن ما لفت نظري ذكر حادثة تاريخية تمت بأواخر النصف الأول من القرن العشرين تم ذكرها بسياق مختلف ونُسبت لشخصية أخرى في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر , شخصيتين لم تعاصرا بعضهما, وهذه أول مرة أسمع أو أقرأ هذا الدمج والخلط للحادثتين , وأظنه دمج غير مقصود ناتج عن الطبيعة البشرية ومستويات نوافذ الادراك ” السمع , البصر , التذوق , اللمس , الشم ” لكل شخص .فمن شأن أي خلل طبيعي أو مرضي في هذه “النوافذ ” ,اعطاء نتيجة مختلفة في قراءة “الواقع ” عند صاحبها , كل ذلك ونحن نتحدث في المستوى الأول من حسن النية والارداة الحرة , قبل الدخول في صراع الارادات الفردية وصراع المصالح بين الأمم و الجماعات البشرية الاثنية أو الدينية ..
وفي هذه أيضاً مستويات تبدأ من الرواية الرسمية لهذه الفئات باعتبارها ” الحقيقة ” وبحسن نية وفي مناخ الارادة الفردية الحرة …والى طيف واسع ينتهي بسوء النية والخداع المُمارس كأحد أدوات الصراع فيما بينها ومناخ القهر السائد ..
وحده العقل – الناتج عن القراءات المتنوعة المُختلفة للواقعة الواحدة – جدير بأن يكون ” الفقيه ” الحاضر أبداً …
ومناخ هذا ” الفقيه “هو الحرية