تقنية عقلية بسيطة تخلصك من أي عادة سيئة
يعاني الكثير منّا من سيطرة عادة سيئة ما عليه، أو إدمان أشياء تستهلك الكثير من أواقتنا وتبعدنا عن طريقنا المرسوم لتحقيق أهدافنا في الحياة، فتبقى الأمال معلقة لحين انتهاء هذه العادة، لكن إلى متى؟ يمضي الوقت وتظل العادة تقوى حتى يصعب التخلص منها، وتتحول لسلسة مقيدة لنا في الحياة، كما وصف “وارن بافيت”:”سلاسل العادة خفيفة للغاية، لا يمكن الشعور بها إلا عندما تكون ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن كسرها”
لكن ما الفرق بين العادات السيئة والإدمان ؟
ما الفرق بين العادات السيئة والإدمان ؟
العادات السيئة ليست سوى إدمان. إذا كنت تدخن أو تشاهد التلفاز حتى ساعة متأخرة من الليل على الرغم من معرفتك بأنه يجب عليك الذهاب مبكرًا للعمل، فهذا بالتأكيد ليس سوى إدمان.
كيف يمكننا كسر قيود هذا الإدمان ؟
كيف يمكننا كسر قيود هذا الإدمان ؟
يتسائل جودسون برور ، مؤلف كتاب The Craving Mind: من السجائر إلى الهواتف الذكية إلى الحب، كيف نتمكن من كسر العادات السيئة؟، لماذا نصل لمرحلة الخطر في إدماننا للعادات؟، ثم يوضح أن الذهن هو العامل الأول والمعيار الأساسي لعلاج أي إدمان لعادة سيئة.
لكن، عليك أن تسأل نفسك السؤال: لماذا لديك بعض العادات السيئة المسيطرة عليك؟
والإجابة على هذا السؤال ببساطة هي لأنك عندما تمر بتوتر أو قلق أو شعور غير جيد بأي شكل من الأشكال، فإنك تحاول أن تجد شيئًا ما يعوضك عنه ويجعلك تشعر بالرضا.
لذا تلجأ لعادة ما قمت بها وجعلتك تشعر بالرضا في وقت سابق، لذا بصورة لاواعية تلجأ إليها لتخفف من وطأة الألم والقلق من خلال هذه العادة، هروبًا من الألم الحالي الذي يؤلمك الآن.
فما الحل إذن؟
يؤكد برور في كتابه على أن الذهن هو الأداة التي يمكنك من خلالها التخلص من إدمانك، ويقدم وصفة ذهنية للتعامل والتخلص من الإدمان، والتي لخصّها في أربع كلمات وهم: الاعتراف والقبول والتحقيق والملاحظة.
ويشرح برور أنه من أجل التخلص من أي عادة سيئة أو ما يسمى بالإدمان، لابد ملاحظة دقيقة جدًا قبل أن تبدأ تطبيق الأربع خطوات المذكورة سلفًا، أي لاحظ وحدد عاداتك السيئة قبل البدء في مواجهتها.
كيف تتخلص من عادة سيئة طبقًا لنظرية برور ؟
1- الاعتراف:
الاعتراف
عندما تشعر بالاشتياق لعادة سيئة مثل التدخين، فإن الخطوة الأولى للتخلص من هذا الشعور هو الاعتراف؛ أن تعترف أنك في حالة شغف ورغبة في أن تقوم بهذه العادة، وبعد ذلك قم بتشتيت انتباهك لشيء آخر، ولا تلبي هذا الاحتياج في الحال، بل عليك أن تتجاهله، اعترافك شيء ما يؤثر على استجابتك في تلبية وإشباع هذه الرغبة.
2- القبول:
القبول
الخطوة التالية هي قبول هذا الشعور الذي ينتابك وقت الاحتياج للقيام بعادة ما، ففي كثير من الأحيان يكون هذا الشعور مؤلم. لا تفعل شيء حيال ذلك، واقبل هذا الوخز الذي يأكلك من الداخل، يمكنك أيضًا أن تتقبل هذا الفعل بحركة جسمك، مثل إيماءة رأسك أو قل “حسنًا ، لقد حصلت عليك”.
3- التحقيق:
التحقيق
بعدما اعترفت وتقبلت مشاعرك كاملة، حان الوقت الأن بأن تجري تحقيقًا أو تحليلًا مفصلًا عن الأسباب الحقيقية وراء عاداتك السيئة أو إدمانك لشيء ما.
اسأل نفسك على سبيل المثال، لماذا تريد الخروج والتدخين؟ لماذا تريد أن تدخل على الفيس بوك وتترك عملك الآن وتشتت عقلك؟ هنا لا يجب عليك إجبار عقلك على عدم التفكير في العادة السيئة، بل يجب عليك أن تثير فضولك لمعرفة السبب وراء هذه الرغبة، كي تراقبه في المرة القادمة قبل أن يسيطر عليك، لكن كن يقظًا للغاية، إذ أن العادة السيئة ليست جزءًا منك، بل في الحقيقة أنت منفصل تمامًا عنها.
4- الملاحظة :
الملاحظة
الخطوة الرابعة هي ملاحظة المشاعر والتغييرات التي تحدث في جسمك، عندما تشعر بالرغبة في القيام بعادة سيئة معينة، عبّر عنها بكلمة واحدة أو عبارة قصيرة لتحديد ما تشعر به. ففي علم الأعصاب تعد ملاحظة العواطف والمشاعر من العوامل التي تقلل من تأثيرها عليك، ويشرح “أليكس كورب” في أحد كتبه التفسير العلمي وراء هذا التنبيه العقلي على النحو التالي:
” في دراسة بعنوان ” وضع المشاعر في كلمات ” والتي ناقشت مفهوم الرنين المغناطيسي الوظيفي، قامت الدراسة على تجربة؛ حيث شاهد المشاركون فيها صورًا لأشخاص لديهم تعبيرات وجه عاطفية للغاية. وكما هو متوقع، فإن اللوزة المخية لكل مشارك تنشط على حسب المشاعر الموجودة في الصورة. ولكن عندما طُلب منهم تسمية العاطفة (أي التفكير بوعي فيما يرون)، فإن القشرة الفصامية الأمامية تنشط وتقلل من تفاعل اللوزة الدماغية العاطفية. وبعبارة أخرى، فإن إدراك العواطف بوعي يقلل من تأثيرها. ”
الآن، كل ما عليك فعله أن تجرب هذه القواعد الأربعة وأن لا تسأم من الاستمرار عليها ولا تتوقع أن تأتيك النتائج منذ أول محاولة، ولكنك إذا استمرت ستشاهد فارقًا واضحًا في قدرتك على ترويض عواطفك وبالتالي تحسين حياتك.
المصدر :