هذه الأسطر مأخوذة من مفكرة جيب لبيي الشيخ محمد عيسى محمد آل الشيخ إبراهيم صهر الشيخ صالح العلي ,زوج ابنته الكبرى حفيظة .
بتاريخ يوم الجمعة 13 كانون الثاني 24 ربيع أول 1950 حضر الشيخ محمد عيسى آل الشيخ إبراهيم صهر الشيخ صالح العلي حفلة تأبين الشيخ علي صالح بدر في قرية بحنين بصفته الشخصية وباعتباره مُوفداً من قبل الشيخ صالح العلي , حيث ألقى قصيدة رثاء للمرحوم كان قد نظمها قبلاً . وليلاً عاد إلى عند الشيخ صالح العلي وكان مريضاً …
في أثناء ذلك كان صهر الشيخ صالح العلي يقضي بعض الوقت لتمريض الشيخ في دارته في الشيخ بدر مع زوجة الشيخ فضة أحمد حسين ويعود لمنزله في جبله برفقة حماته حيث كانت زوجته ابنة الشيخ صالح العلي الكبرى ” حفيظة ” حبلي بابنتها الثانية ” حبى ” وهكذا …
في حين كانت ابنة الشيخ صالح الوسطى ” سعاد ” بعمر حوالي اثني عشر عاماً وابنته الصغرى ” سهام ” بعمر حوالي عشر سنوات في دارته .
بتاريخ يوم الثلاثاء 31 كانون الثاني و12ربيع ثاني 1950 يقول الشيخ محمد صهر الشيخ صالح بمفكرته ” إذ كان عموم أقاربنا هناك – دارة الشيخ صالح العلي – لعيادة الشيخ الخطر جداً وسهرت على تمريضه مع يوسف الخطيب …”
ويضيف صهر الشيخ في موقع أخر من مفكرته : ” الأربعاء 1شباط و13 ربيع ثاني . طرطوس – سهرت أيضاً على تمريض الشيخ ..”
من المفكرة ذاتها ” طرابلس مع كامل حرفوش ورجعنا مصحوبين بالدكتور ” راسم ذوق لطرطوس ورجعنا بالشيخ إلى المستشفى الأهلي …. بها ليلاً .بنزل بانسيون / أم عفيف .
الجمعة 3 شباط و15 ربيع ثاني 1950 ” طرابلس
” السبت 4 شباط و16 ربيع ثاني ” طرابلس .. زرت الأستاذ … في بيت أبو علي البوُّيلي / القبة وكان الشيخ خطر جداً سهرت كل الليل على تمريضه بالمستشفى الأهلي “.
“الأحد 5 شباط و17 ربيع ثاني ” طرابلس وكان الشيخ خطر …. ليلاً بيت الشيخ محمود اليونس “.
” الاثنين 6 شباط و18 ربيع ثاني طرابلس ..”
” الثلاثاء 7 شباط و19 ربيع ثاني طرابلس وسهرت كل الليل على تمريض الشيخ ..”
” الأربعاء 8 شباط و20 ربيع ثاني طرابلس …”
” الخميس 9 شباط و21 ربيع ثاني طرابلس – البيت ” في جبله ….” حيث يعود الشيخ محمد صهر الشيخ من أجل الاطمئنان على صحة زوجته حفيظة الشيخ صالح العلي حيث كانت حبلي وكان وضعها النفسي صعباً بسبب مرض أبيها .
” الاثنين 13 شباط و25 ربيع ثاني . طرابلس / والشيخ إبراهيم وأحمد وسلمان غانم وكان هناك الشيخ كامل عيسي وأحمد محمد رمضان وكان الشيخ بحالة المرض الخطر … ليلاً عند محمد علي الخدام ( القبة ) “
” الثلاثاء طرابلس . كانت العشاء عند السيد أبو عزيز نجيله وسهرت عند الشيخ كل الليل …”
” الأربعاء 15 شباط و27 ربيع ثاني . طرابلس نقلنا الشيخ لمستشفى / أوتيل ديو / بيروت ,ونمت في أوتيل الندا , بيروت …”
” الخميس 16 شباط و28 ربيع ثاني … بيروت . ليلا عند السيد معلا اسبر “
” الجمعة 17 شباط و29 ربيع ثاني ” بيروت ليلاً بنزل الربيع أنا وعباس حبيب “
” السبت 18 شباط و 1 جماد أول . بيروت – وكان الشيخ ارتاح قليلاً …… وتغديت في بيت السيد معلا اسبر ونمت به ..”
” بيروت – طرابلس مصحوبين بالشيخ – مستشفى الأهلي . أوتيل بانسيون .”
” الاثنين 20 شباط و3 جماد أول طرابلس – البيت “
حفيظة الشيخ صالح العلي في بيتها في جبله وهي حبلي بابنتها ” حبى ” تعاني من عدم قدرتها على السفر .لرؤية والدها المريض بسبب وضعها الصحي, تبقى والدتها فضة أحمد حسين لديها بضع أيام ثم تذهب مرة أخرى برفقة صهرها الشيخ محمد إلى تمريض زوجها الشيخ صالح .
” الثلاثاء 28 شباط و11 جماد أول طرابلس … 29 شباط …. 1 آذار و12 جماد أول طرابلس سهرت على تمريض الشيخ .”
” الخميس 2 آذار و13 جماد أول طرابلس … تغديت … ليلاً .. عند الشيخ محمود .. بعدها لتمريض الشيخ صالح بالمستشفى .”
” الجمعة 3 آذار و14 جماد أول . طرابلس سهرت على تمريض الشيخ ..”
” السبت 4آذار و15 جماد أول سهرت على تمريض الشيخ وكان خطر .. “
” الأحد 5 آذار و16 جماد أول طرابلس . وكان الشيخ خطر جداً وسهرت على تمريضه وكانت الحكماء قررت ذهابه للبيت غير أن الشيخ لم يقبل ……”
” الاثنين 6 آذار و17 جماد أول . طرابلس وحضر مشائخ بيت رمضان وكامل عيسي ….”
” الثلاثاء 7 آذار و18 جماد أول طرابلس / ونقلنا الشيخ لطرطوس ليأس الحكماء من العلاج , عند محمد حامد ليلاً”
” الأربعاء 8 آذار و19 جماد أول طرطوس – البيت لأسباب … منها رغبة الشيخ محمد بالاطمئنان على زوجته حفيظة الحبلي وتأمين حاجات البيت …”
” الخميس 9 آذار و20 جماد أول . لإخراج قيد نفوس أحمد ولم ينته طرطوس + وقد أوصى الشيخ وصيته . . . “
….
” السبت 11 آذار و22 جماد أول طرطوس وحضر القاضي والحكيمان حنا إلياس ومحمود أبو سيف وأعطوا تقرير طبي ثاني عن صحة عقل الشيخ لتطبيق الوصية ……………….. سهرت على تمريض الشيخ …”
” الأحد 12 آذار و23 جماد أول طرطوس في بيت خضر حبيب ليلاً . حضر الشيخ علي عبد الحميد وعمي الشيخ صالح محمد آل الشيخ إبراهيم لعيادة الشيخ .”
” الأثنين 13 آذار و24 جماد أول طرطوس كان الشيخ في هذا اليوم تعب وارتاح بعدها . وصلت إلى البيت لجلب الشيخ إبراهيم يوسف ولم يكن حاضراً . ليلاً لطرطوس لتمريض الشيخ “
” الثلاثاء 14 آذار مع الأستاذ لطف الله عرنوق … ومع الخواجة قسطنطين . ليلاً عند السيد محمود الونوس “
” الأربعاء 15 آذار و26 جماد أول حضر الشيخ إبراهيم يوسف وكامل عيسي لطرطوس ..”
……. الشيخ يتفاجأ بالوصية ؟! …..- أثناء استيقاظه حيث كان يتعرض لغيبوبة مؤقتة ثم يعود بوعي غير كامل – وقد تم ذلك بحضور صهره الشيخ محمد عيسى محمد آل الشيخ إبراهيم و ابن خال الشيخ صالح العلي . الشيخ شعبان عبد الحميد المعروف بـ الشيخ شعبان الشيخ وآخرين .
” الأربعاء 22 آذار و 3 جماد ثاني طرطوس لعيادة الشيخ / عزل الشيخ وكلائه الثمانية ببرقيات خاصة /”
….
” الخميس 30 آذار و11 جماد ثاني في جبله – طرطوس مع الدرويش ومع السيد إبراهيم محمد صالح لعيادة الشيخ
…الشيخ محمد بين البيت للاطمئنان على زوجته حفيظة في جبله وبين طرطوس لتمريض عمه والد زوجته .
” الأثنين 3 نيسان و15 جماد ثاني طرطوس – لعيادة وتمريض الشيخ وكان خطر .”
” الثلاثاء 4 نيسان و16 جماد ثاني طرطوس “
… الشيخ محمد بين طرطوس – لتمريض عمه الشيخ صالح وجبله حيث بيته من أجل الاطمئنان على صحة زوجته حفيظة وتأمين حاجات البيت “
” الأحد 9 نيسان و21 جماد ثاني … وصار مطر اليوم وأمس عظيم ….”
أثناء وجود الشيخ محمد في جبله يكتب في مفكرته اليومية الصغيرة : ….” الخميس 13 نيسان و25 جماد ثاني 1950 . جبله وأخبرنا هاتفياً بوفاة المجاهد الكبير والبطل العظيم سماحة الشيخ صالح العلي – طرطوس وكان تشييع جثمانه الساعة التاسعة عربي إلى مقره بالرستن ووصل بساعة متأخرة من الليل تقارب الاثنين عربي ..” علماً أن أغلب علاج الشيخ تم في مستشفى ” أوتيل ديو ” بيروت
صورة باللباس الديني للشيخ صالح العلي
” الجمعة 14 نيسان و26 جماد ثاني كان دفن المجاهد بعد أن تجمّع حشد كبير وحضره عدد من الخطباء في الساعة الثانية عشرة في قبته حيث كان الشيخ صالح قد بدأ ببناء مسجد كجزء من مشروع كامل له يضم مدرسة داخلية تدرس العلوم الدينية والعلمية جنباً لجنب وخصص جزء من مردود أرضه للصرف على الأيتام الذين كان أثناء حياته يقوم شخصياً بالإشراف على إطعامهم و وتعليمهم وتزويج بعضهم .كما أسّس عدة مدراس صغيرة في الجبل والساحل السوري لتعليم مبادئ القراءة والعلوم وعيّن مدرسين فيها يتقاضون رواتب..
تم غُسِّل جثمان الشيخ صالح من قبل صهره الشيخ محمد وأخوة الشيخ صالح وأخواته وأقربائه الآخرين وصلي عليه في المسجد الذي بناه بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل بناته الثلاثة الكبرى حفيظة والوسطى سعاد والصغرى سهام ,حيث كانت البنتين الأخيرتين صغيرتين ولم تُدركا تماماً وفاة والدهما ,في حين كانت الكبرى وهي حبلي بحالة انهيار .ووكذلك أُلقيت النظرة من قبل أقربائه , ومن ثم قام اليتامى الذين كان الشيخ صالح يتكفل بهم , برؤيته للمرة الأخيرة مُسجّى بالتابوت ..
” السبت 15 نيسان و27 جماد ثاني حضر المحافظ وقائد الدرك ولفيف ومن الضباط والمسؤولين والمواطنين “
” الخميس 20 نيسان و2 3 رجب كانت ” صدقة” المغفور له سماحة الشيخ وكانت الرستن غاصّة بالوفود وألقيت خطابات عديدة . الجمعة 21 و4 رجب الرستن وكانت غاصّة بالوفود …. “
” الأربعاء 31 أيار و 14 شعبان 1950 ولد لي بنتا أسميتها ” حُبى ” ….” وهي البنت الثانية لحفيظة بعد أبنتها البكر ” تباشير ” من مواليد 1945
في 13 نيسان 1950 توفي الشيخ صالح العلي عن عمر حوالي ثلاثة وستين سنة حيث ولد في ربيع 1887 في قرية المريقب أحد مزارع بلدة الشيخ بدر بعد أن تعرض حال حياته إلى محاولات قتل أثناء المعارك ضد الاحتلال الفرنسي من قبل عملاء محليين مدعومين من الفرنسيين كان بعضهم ينخرط بالثورة للوصول إلى غايته أو عبر إصابات مباشرة أثناء المعارك من عملاء مدفوعي الأجر . واستمرت محاولات قتل الشيخ بعد انتهاء الثورة واستمرار النشاط السياسي للشيخ وذلك عبر التسميم ببرغل العيد في أحد أيام عيد الأضحى أو القهوة أو غيرها من الطرق حيث وصلت محاولات الاغتيال إلى عشرات المحاولات . وهو الذي عانى أيضاً من قتل عدداً من أبنائه وهم صغاراً من ضمنه ابنه البكر ” علي ” الذي قتل خنقاً وهو لم يبلغ عمره أيام وإبنته الأولى ” فاطمة ” التي توفيت بظروف غامضة بالحادية عشرة من عمرها سنة 1927 يعتقد أن ذلك تم بدس السم . كما تعرضت أحد زوجاته – السيدة حبابة ناصر – وهي الحبلي لمحاولة تسميم أنُقذت منها بعد أن تم التضحية بحملها التوأمين الذكرين واستئصل بيت الرحم لها في طرابلس الشام من قبل الدكتور عبد اللطيف البيسار – صديق الشيخ صالح العلي من أعضاء الكتلة الوطنية – . وظل الشيخ صالح رهين محاولات القتل والتسميم تلك وقد انعكس ذلك على طريقة عيشه وتنقله واستقبال الناس بعد أن تعددت محاولات قتله عبر زيارات له في منزله فأضطر إلى إبعاد ” المنزول ” وهو الجزء المخصص لاستقبال الضيوف , من حجرة داخل دارته في مزرعة بيت النبع الصيفي أو دارته الشتوية في مزرعة الرستن ” الرستي “, إلى خارج الدار . وختم ذلك باستعجال موته في الأيام الأخيرة لمرضه بدس السم كما تصرح بذلك بناته ويصرح أخوته وأخواته و أقربائه وكما هو معلوم لهذه الجهة ومعلوم لدى الناس ممن عاصروه . ومما تذكره أمي حفيظة أنه كان ينام ومسدسه الخاص على وسطه يقلبه معه كلما قلب على أحد جنبيه …. ومما هو متداول قيام أحدهم أثناء وجود الشيخ بمنزل السيد محمد الحامد بدس السم له للتعجيل بموته ….
ومن أسباب ذلك – إضافة لأسباب أخرى . أن الشيخ صالح العلي دعا للوحدة السورية وعارض قيام ” دولة العلويين ” التي دعمتها فرنسا في نفس الوقت الذي تخلّت فيه دولة الانتداب عن أراضي متصرفية درعا من أجل إقامة شرقي الأردن , وتأمين استقلال جبل لبنان في سوريا . وإنشاء دولة دمشق ودولة حلب سابقاً . فالفرنسيين كانوا قد اتفقوا مع أفراد وعائلات ومراكز قوى ووزعت عليهم سلطات الدولة الوليدة من حكومة ووزارات ومجلس نيابي .. الخ بل طبعت الأوراق الخاصة بالدولة والطوابع الخاصة بها بما ذلك سجلات السجل العقاري المعنونة ” دولة العلويين “.وخلاف لما هو شائع فأن هناك- إضافة لشخصيات من العلويين – مسلمين سنة ومسيحيين وإسماعيليين كانوا من المطالبين بهذه الدولة واتفقوا مع الفرنسيين على إنشائها …
وانتهى الأمر بأن دفع الشيخ صالح حياته ثمناً لموقفه و للوحدة السورية وهو المُصر بأن الساحل السوري وجبال سوريا الغربية هي جزء من سوريا الأم .
تذكر أمي حفيظة أنها أصرت على مرافقة موكب تشييع بييها مع والدتها فضة أحمد حسين وزوجها الشيخ محمد عيسى محمد آل الشيخ إبراهيم , رغم أنها حبلي بأيامها الأخيرة ورغم تحذير الأطباء لها . وذلك من طرطوس حيث نقل نعشه من منزل السيد محمد الحامد في حي المشبكة إلى مرقده الأخير في بلدة الشيخ بدر وقد كان النعش – كما تقول- يحمل على الأكتاف في كل قرية يصل لها على الطريق بين طرطوس والشيخ بدر من قبل رجال القرية ليوصلوا النعش لرجال القرية الأخرى ليحملوه بدورهم على أكتافهم مما سبب تأخر التشييع حتى وصلنا الرستن أحد مزارع بلدة الشيخ بدر , وتذكر أن ذلك كان أكبر عزاء لها . . . .
*( هذه تفاصيل يومية من مفكرة صغيرة لبيي الشيخ محمد عيسى آل الشيخ إبراهيم ومن حكيي مع أمي حفيظة الشيخ صالح العلي ومما سمعته من ستي فضة أحمد حسين زوجة الشيخ صالح العلي ) ومما هو متقاطع مع حديث كثيرين … وهناك تفاصيل لم تذكر لأسباب وجيهة ….
عيسى إبراهيم