°
, April 18, 2024 in
آخر الأخبار
ثقافة

علاقة حب في الهوى تتغلب . منتجب الدين العاني

عـــــــلاقةُ حبٍّ في الـــــهَوى تتغلّبُ  

وزفـــرةُ وجـدٍ فـي الحــــشا تـتـلهـبُ

ولاعجُ شـــــوقٍ مـــا يــغـبّ ولوعـــةٌ  

 تــكادُ لــها نفــــسُ المُـتيّـم تـذهبُ

وما كــنتُ أدري قبل ذلك ما الــــهوى  

إلى أن تبدَّتْ لي على الشّعبِ زينبُ

فأصبــحــت مـن وجـدي بها وصبابتي  

 أعـنّـفُ عُــذَالــي علــيـــها وأعـتُــبُ

ولــما التــقـيــنا دُون رمــــلة عالـــجٍ    

وكلٍّ بــمَنْ يـــهواهُ أضحى يُـــرحّـــبُ

وقــفـنا وأوقــفــنا المــطايــا وبـثّــنــا  

حديثٌ كنشرِ الرَّوضِ بل هــو أطيــبُ

إذا نحنُ قــصّـرنا عن البــثّ للجــوى 

 فأدمُـــعنـا عــمّا نــعــانــيــهِ تُــعرِبُ

فــلـــم نـــلقَ إلاّ مـــخبراً عن كـآبــةٍ  

 يــــكــابــدها أو أدمــعـاً تتـــصــبَــبُ

فيا صاحبي والصبُّ ما أنفك في الهوى  

 يناجي بشجو الحبّ من بات يصحبُ

أعنّي على وَجْدي القـــديم بــوقفةٍ  

على ملعب لم يبق لي فيه مــلعبُ

هو الرِّبعُ للجرعاء من أيــمن الحِمَى  

وهــذا النقا البادي وذاك المـــحصَّبُ

فعج يمنةً إن كنت للخلُّ مُســــعداً  

وخلّ دموعَ العينِ في الدار تسـكبُ

لعلّ مســــيل الدَّمع يعقب راحـــةً  

فيُطلق من إســـــر الغرام المـعذَّبُ

منازلُ أضــحتْ بـــعد ليــلى وزيـنـبٍ  

 دوارس يــأويــــها غــرابٌ وثـعــلــبُ

ســــأتخذُ الــــصبرَ الجميلَ مطــيّــةً  

 إلى نيلِ ما أرجوهُ والـــــصَّبرُ أصـوبُ

وبيداءُ مَرْتٍ ليس فيها لِســــــــالـكِ    

يــــمرُّ بها إلا ضـبـــابٌ وعُـــنْــظُـبُ

إذا ما اشتكين الهيم فيها من الـظَّما  

 تعاوتْ بها من شــــدّة الـجوعِ أذوَبُ

تعسَّـــفتها واللـــيلُ قد صــبغَ الـرّبى  

 بوجناء تطفو في الظَّلام وتَـرسُــــبُ

إلـى بـــحرٍ جـــودٍ مـا وراه لـــطـالبٍ  

 يـحـــاول إدراكَ الــمـغــانم مــطْـلبُ

عليُّ بن فضلٍ ذو المعالي ومن بـهِ  

 إلــــى الله في مــدحي لهُ أتــقربُ

جــوادٌ أعـــارَ الــمُـزنَ جــوداً ومـازنٌ  

 يــعمُّ بني الآمـــال إن ضـنَّ صــيَـبُ

أخــــو هـــمّـــة عُــلـويّــةٍ أريــحــيّةِ  

 إلـى آل عـمروٍ بالـــنبـاهة يـــضربُ

فتىً عشق العلياءَ طفلاً ويــافــعاً 

فليسَ لهُ غير الـــمكارمِ مَكْــسبُ

ونـحــن بنــو عـمٍّ ولا فـــــرقَ بيننا  

كما افترقت في الحرب بكر وتغلُبُ

صـــفونا فآســــنا من الطور لمعةً  

 تــلوحُ فـرحنـا للـهُـدى نــتــطـلّبُ

فـلـــمّــا آتيناها وقـــرّب صــبْــرُنا  

على السير بُعداً كان من قبل يصعبُ

دخلنا من الباب الــكريم إلى الّــذي  

 لــــرحــمته كــلّ الـــورى تــتـقرّبُ

فــلاحَ لــنا بـــحرٌ بـــعـيدٌ قــــرارُهُ  

 ينابيعُه للـــــمُهتدي تـتســـــرّبُ

بهِ درراً أضحى عــزيـــزاً مــــنالها  

 لأهل المعالي في البواطن تُوهبُ

وطــــــودٌ علا حتى حَسِـــــبْناهُ أنّه  

 على هالة الشمس المنيرة يرقبُ

عـــجائبُهُ شـــــتّى وفيه جــواهــرٌ  

 بألباب أربـــاب الــــــهداية تُــنـهبُ

يــحفُّ به زهـــرٌ من الـــعلم ناجمٌ  

 وروض خلالٍ بالـــفضائل مُعْشــبُ

وعينٌ بها الأنهار خمسٌ وســـــبعةٌ 

   لها مشربٌ ما إن يضاهيه مشربُ

غـــرائــب أســــرارٍ إذا مـا غريــــبةٌ  

 تبدَّت بدا في الــحال ما هو أغــربُ

فَـــــنلْنا من اللاَّهـــوت كأس هداية    

وغنَّى لنا شــــــادٍ مــعانيه تُــطربُ

وما لـــــي إلاّ أحــــــمدَ شـــيعةٌ  

 وما لي إلاّ مذهب الحقّ مــذهبُ

ورحنا سكارى في الهوى ونفوسنا  

 حـــضورٌ تُناجي والـــــجوارحُ غيّبُ

وها نحنُ شتَّى في البلادِ فَمشرِقٌ 

 لبعضِ أهالــيــــنا وللبــعضِ مــغربُ

يـميناً بــربِّ الراقـــــصات إلى منىً  

 ومن دونها بـــيدٌ وظـلماء غيــــهبُ

إذا مجّها في أسودِ اللّيلِ سبسبٌ    

تعلّقها مع أبيض الصبح ســـبْسبُ

تؤم زروداً والـــمحصَّبَ مـــن منىً  

 وبغيتها الــبيتُ الرفيـع الــمحجَبُ

إذا غاب في قطرٍ من الـغرب كوكبٌ  

 تبدَى لها في جانب الشرق كوكبُ

قلاصٌ كأمثـــال الحنـــايا ضـــوامـرٌ  

 عليهنّ أنضاءٌ من الشـــوق شُجَّبُ

بأن طلابي للــــمعالي وهمّـــتي  

 إلى آل عمروٍ بالمـــــحبّة تُجذْبُ

أنــاسٌ عنوا بالمُكرمات وكسبـها  

 فــــــما فيهمُ إلاّ لـــبيبٌ مُهذَبُ

أقولُ لمن رامَ اللحاقَ بشـــأوهمْ  

وأصبحَ في جُهدٍ من الــــكدِّ يدأب

رويـــــــداً فما الـــغربانُ مثل بُزاتها  

ولا تستوي الأسدُ الضواري وأكْلُبُ

هـــويتــــــــكم يا آل عمروٍ وإنّني  

عن الغير في طُرقِ الهوى أتجنّبُ

فلا تحوجوني يا بني فـضل إنّني  

 أناشـــدكم بــيــتاً بـه أتــتعــتَبُ

تغنّّى به صبٍّ فـــــقالَ وقـــلتبُـهُ  

على النَّار من جمرِ الجوى يتلهَّبُ

تقرَّيتُ بالإحسان جهدي فـزادني  

 بـــــعاداً فــما أدري بما أتـــقرَبُ

دعوني أصوغُ الشعرَ فيكم وأنثني  

 بأوصافكم بين المجالــس أخطُبُ

فحسنُ الثنا أسنى وأربحُ متجراً  

 لمن كان يومــــاً للثَّنا يتكـــسَّبُ

وإني الـذي لا أنثني عن ودادكم    

ولو عنَّفوني الــــعـاذلون وأطنبوا

أيُحسنُ منكم أن تصافوا معاشراً    

تســــــاعَوا علينا بالمحال وألَبوا

وهل يستوي قومٌ بنوا مجد دينهمْ    

وقومٌ يبغي ذلك الـــــــمجد خرّبوا

تعالوا نقيـــــس الأمر بيني وبينكمْ  

لننظر في الــــحالين من هو أنجبُ

وشــــــتّان ما بين الثريا إلى الثرَّى  

 وهل يســــتوي يوماً بريءُ ومذنبُ

دعوا ظالماً قد سنَّ في الدّين بدْعةً  

ولم يــــحفظ الفرض الذي هو أوجبُ

ولا تنصروا من ســــــادَ ظلماً ببغيهِ  

 فـــنصركم الــــمظلوم أزكى وأثوبُ

أفــي الدين أنَّ المرءُ ينقُضُ عَــهْدَهُ  

 ويــــــحلفُ بالله الــعظيم ويكــذبُ

فــيصبحُ من بعدِ اليمينِ وعـــقْدها  

 لــمالِ أخيـــهِ ظالــــــماً يــتعصّبُ

وفي أي شرعٍ إن من شاءَ مِــنكُمُ  

يغيرُ على مال الخليلِ ويســـــلُبُ

لئن خاب من ساء الصديق يصُنْعِهِ 

فإنَّ الذي يُدني المسيء لأخْيبُ

له اللهُ فـــــيما ســــــنّهُ بــجهالةٍ  

 فعقباهُ ســـــوءٌ للرّضيع يُــشيّبُ

ومن عجبٍ إني أوصّي وفـــيــكُمْ  

حسينُ بن فضلٍ بالتّقى مُتجلببُ

فتىً من نمير الأكــرمين مـعظَّمٌ  

 فتشْكُرُ مسعاهُ ســـمعدٌّ ويعْرُبُ

متى خفتُ منْ ناب الحوادث عضَّةً  

وإن يعتلقني من أذاهن مـخْــلبُ

فإنَّ حســـــيناً ذا المعالي بجوده  

 يُدافع عنّي ما أخـــــــافُ وأرهبُ

فيا نجلَ فضلٍ والصديقُ إذا دُعـي  

 أجابَ ولا يـلقى بــوجهٍ يُــقطّـبُ

أنا لك في نحتِ القوافي مهـذَّبٌ  

 لأنَّك بالحُــــسنى إليَّ مــحـبّب

فإن رمتني للـــنصرِ يوم كريــــهةٍ  

فإنّي لكَ السيفُ الحسامُ المجرَّبُ

وإني نــميري الــيــقين ومعشــري  

 إلى مضر الحمراء في المجد تُضْربُ

هُـمْ الـــــــقومُ إن قالوا أصابـــوا وإنْ  

 دعوا أجابوا لداعيهم جميعاً وأجلبوا

بهاليلُ في الإسلام سادوا ولم يكن  

 كمنصبهم في الـــــجاهلية منْصبُ

هُمْ نصبوا الدين الحنيفيَّ بالـظُّبى  

 فأضحى لـهُـمْ بيتٌ رفيعٌ مُـــطنبُ

صحـــبتــكم يا آل عــــمــروٍ وإنّني    

بكم أدفعُ الهولَ الذي أتحـــــسَّـبُ

ولم أصحب الــــقومَ الغُواةَ ولم أكُـــنْ 

بحسن اختياري في أخي الجهل أرغبُ

ومن صاحب الأشراف راح مـــشرّفاً    

وصاحــــبةُ الــجرباء بالــــقُرب تـجرُبُ

 

المصدر : https://al3rbe.com