المجاهد الشهيد أحمد مريود
نسبه:
هو من قبيلة المهداوي التي قبضت على زعامة البلقاء لمدة تزيد عن 500 عام وكان آخر امراءها الأمير جودة المهداوي، وبعد انتهاءها وتشتتها نتيجة لغدر العشائر
بالاتفاق مع الحكومة التركية، لجأوا إلى منطقة الكورة في الأردن مع أبناء عمومته والذي كان من ضمنهم الأمير ظاهر، وبعد حدوث مذبحه في بلدة تبنة أدى إلى لجوءهم
إلى جباتا الخشب في الجولان وبعد احتلال الجولان نزحوا إلى بلدة القنيطرة في سوريا الحالية. والده الشيخ موسى مريود رجل الحق والخير والحرية كان على علم غزير
بشؤون العرب. فقد تخرج من مكتب عنبر منارة العلم ومستقر الفكر بدمشق واستزاد من أمهات الكتب الهامة التي كانت مكتبته تحويها
.
حياته: اسهم بتأسيس جمعية الفتاة العربية والتي توسعت فيما بعد لتصبح حزب الاستقلال العربي الذي ضم نخبة الرجالات في سورية والاقطار العربية، هذا الحزب الذي
كانت أفكاره واضحة جدا في الدعوة لوحدة العرب وحريتهم من المستعمر.
قام أحمد مريود برفع العلم الوطني على بلدية دمشق في 1918 عند اعلان استقلال سورية عن الدولة العثمانية وفي هذه الأثناء كانت فرنسا وبريطانيا قد بدأت بنشب أنيابها
وتقاسمت سورية الطبيعية والعراق عبر اتفاقية سايكس بيكو , بعد اعلان المملكة السورية1918تواصل مع الزعماء السوريين للحفاظ على استقلالها اجتمع مع الشيخ صالح العلي ومع الزعيم ابراهيم هنانو وسلطان باشا الاطرش وشكري القوتلي من أجل مجابهة الخطر المحتمل…. من الفرنسيين والانكليز
جهزت القوات الفرنسية قواتها للدخول إلى دمشق وذلك في 1919 لكن قوات الشهيد أحمد مريود صدتها في معركة مرجعيون وكبدتها الخسائر الكبيرة ولم تفلح القوات
الفرنسية من الدخول إلى دمشق. عاودت القوات الفرنسية 1920 محاولتها لاحتلال دمشق (عقب الإنذار الشهير لغورو) وذلك عبر ميسلون والذي تصدت لها القوات العربية السورية ببسالة بقيادة البطل يوسف العظمة وزير الحربية السوري، في معركة غير متكافئة من حيث العدد والعدة. لكن ضرب المجاهدون مثالا يحتذى بالفداء والاقدام فلم يرتضي البطل الشهيد يوسف العظمة إلا أن يكون مدافعا وشهيدا يفتدي أرض وطنه سورية ومدافعآ عن العروبة.
بعد الاحتلال الفرنسي لسورية انتقل أحمد مريود إلى شرق الأردن وقاتلت قواته الفرنسيين، هذا الامر الذي ازعجهم كثيراً فحكموا عليه بالاعدام، وطالبوا الإنكليز الذين كانوا متواجدين في الأردن بتسليمه إليهم، فأرسلت القوات الإنكليزية قوة كبيرة جاءت من فلسطين للقبض عليه، ولكن الهياج الشعبي في عمان عن سماع نبأ محاولة اعتقال أحمد مريود إضافة إلى وجود قوات المجاهدين كبيرة التي بإمرته (حوالي ال350 خيال) وألفي من المشاة حالت دون ذلك.
بعد ذلك انتقل الشهيد أحمد مريود إلى معان ومن ثم إلى الحجاز فالعراق، وقد أدرك أحمد مريود أهمية الحرب السياسية الاعلامية إضافة للحرب العسكرية وعبر عدد من
كبارالرجالات السوريين في القاهرة (مثل خير الدين الزركلي وأسعد داغر…) واسسوا مكتب الاستعلامات السوري الذي كان بمثابه الناطق الاعلامي للثورة ينقل أخبارها
أولا باول ويزود الصحف والوكالات باخر المستجدات. كما كان على تنسيق تام ودائم مع القيادات الوطنية في الداخل كسلطان باشا الاطرش والشيخ صالح العلي وإبراهيم
هنانو والشيخ محمد الاشمر، ويحضّر وإياهم لقيام الثورة السورية الكبرى 1925.عند قيام الثورة السورية الكبرى 1925 شاركت قواته فيها موزعة على دمشق والغوطة
والجولان وشاركوا في كل المعارك، وبدأ يخطط للعودة لما لعودته من أثر كبير. دفع ورفع معنويات المجاهدين وبالفعل عاد إلى جباتا الخشب مرورا بجبل العرب حيث
التقى هناك بسلطان الاطرش والقيادات المتواجدة في السويداء ثم انتقل إلى الغوطة ودمشق واصطحب معه خيرة القيادات من امثال الأمير عز الدين الجزائري وثوار بيت
العسلي. وصلت أنباء عودته إلى جباتا الخشب إلى الفرنسيين الامر الذي أزعجهم كثيراً واتخذوا خطتهم على الفور بالقضاء عليه وعلى قواته لأن في ذلك انهاء للثورة،
وبالفعل وبينما كانت قيادات الثورة في جباتا الخشب مع أحمد مريود تحضر لاشعال الثورة من جديد لم تمهلهم القوات الفرنسية الوقت فارسلت طائراتها وجنودها في قوات
كبيرة إلى جباتا الخشب صبيحة 31/5/1926 وقامت بوحشية كبيرة طائراتها بقصف جباتا الخشب وتحركت دباباتها مشاركة بالقصف واستمرت المعركة لساعات طوال
من ذاك اليوم، مما أدى إلى استشهاد الشهيد أحمد مريود وجل كثير من القيادات الوطنية في سورية أمثال مجاهدي بيت العسلي إضافة إلى واحد وأربعين شهيدا وشهيدة من
آل مريود لم يكتف المستعمر الفرنسي باستشهاد أحمد مريود بل أخذوا جثمانه إلى ساحة المرجة وسط دمشق لعرضه امام الناس ليرهبهم، ولكن دمشق قامت رجالا ونساءً
بنثر الزهور والورود وأبت دمشق إلا أن يكون أحمد مريود ضيفها الدائم ودفنته في مقبرة الدقاقة في قبر عاتكة.