يبذل الكثيرون، أفراداً وحكومات، النقود والجهد من أجل نشر التوعية وزيادة تقدير الناس لأنفسهم. إننا نبحث دائماً عن الأفضل، وعلى الرغم من الصيغة الإيجابية الظاهرية لهذا الأمر، فإن له هامشاً مظلماً، وهو يحمل أعراضاً جانبية منها القلق، الاكتئاب، والشعور بالفشل. فصوتنا الداخلي الذي يوجه الانتقاد لنا ليدفعنا إلى الأمام قد يتسبب في النهاية بوصولنا إلى الاكتئاب. إلا أن هناك حلاً تحدثت عنه كريستين نيف Kristin Neff وهو التعاطف مع الذات الذي يتجاوز قدرة تقدير الذات على جعل حياتنا أفضل، فهو لا يحوي النتائج المعتمة لتلك الأخيرة، ويجعلنا أكثر صراحةً مع أنفسنا.
بحسب نيف، إن البحث عن تقدير الذات يعزز الميل لدينا إلى عدم الرضى ويحولنا مهووسين بالكمال، في حين يجعلنا التعاطف مع الذات أكثر تقبلاً لأنفسنا. فتقل حاجتنا لأن نكذب على أنفسنا وللادعاء أننا رائعون، ونغدو أكثر تسامحاً مع أنفسنا عندما نكون أشخاصاً عاديين أو عندما نخفق. وفي حين قد يزيد تقدير الذات من نسبة قلقنا، يدفعنا التعاطف مع الذات إلى مزيد من الاسترخاء.
ولكن كيف نتعاطف مع أنفسنا؟ أبرز الوسائل التي يمكن اعتمادها هي تغيير أسلوب حديثنا مع أنفسنا. كلنا نميل إلى تأنيب ذواتنا أو تشجيعها ولكن بصمت. يمكن أن نقِف قبالة المرآة ونحادث أنفسنا بصوت عالِ، ونقَدّم الإطراءات لذاتنا، لنستبدل النقد القاسي الذي يوجه ضميرنا لنا ونحن صامتون، بكلام مشجع وإيجابي”. يمكننا كذلك أن نتخيل أن هناك شخصاً وهمياً نكنّ له المشاعر يقول لنا هذه الأفكار، إذ إنه قد يكون أكثر إقناعاً.
ظاهرة التعاطف مع الذات أصبحت عالميّة ، فإلى جانب العديد من المؤلفات، وخصوصاً تلك التي أصدرتها كريستين نيف، هناك عدد من المقاييس التي يمكن أن يستخدمها الشخص العادي إلى جانب الباحث لتحديد مدى تعاطفه مع ذاته أو مع الآخرين. ننصحكم بتجريب هذا الاختبار القصير المؤلف من 12 سؤالاً، الذي يقدم لكم صورة مبسطة عن علاقتكم مع ذاتكم.
المصدر : http://raseef22.com