تحتاج الوطنية السورية كمفهوم إجتماعي وقانوني ، ما هو مُتجاوز فكرة تماهي مُجامل مع بعضنا، يُلغي فرادة كل منا ، ولا يؤسس لمشترك بيننا .
تحتاج ما هو متجاوز تواطؤ بين فئتين منا ، ضد فئة ثالثة على قاعدة الكراهية لها ، و الكراهية الجامعة لنا بذات الوقت ، فنسفّهها ونسفّه رموزها وأي إنجاز لها ، ونجامل بَعضنا نحن الكارهين لبعضنا قبل كراهية الأخر ، فنضخم أمجاد كل منا ، في لعبة تواطؤ مجتمعي تعززه ثقافتنا النامية قهراً ضد وطأة إنعدام الحرية …
في لعبة خداع عام ، بالأغلب الأعم لا نقصدها ، وبنفس الوقت نستمرأها ..
سوريا تحتاج حقوق وواجبات قانونية محددة وواضحة ” طريق بإتجاهيين لنا ومنا ” وللجميع ، في الثروة والسياسية والحيّز الشخصي والمعتقد والطقوس …الخ
سوريا تحتاج لمعيار إنساني موضوعي وطني عام ، نُقاس عليه جميعاً أفراد وجماعات دينية وإثنية ، ونُقيّم وتُقيم به إنجازاتنا وإنجاز ات غيرنا ، مما هو مختلف به ، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً .
واقعنا بكل تفاصيله من الرصيف والشارع حتى السياسات العامة في الدولة ، تاريخاً وراهناً ومستقبلا ً ، وبمعزل عن نوايانا الطيبة من عدمه وفي سياق ومآل الأمور ……
واقعنا هو المختبر الحقيقي لما نحن عليه وما نستحقه فعلاً .
الحياة عادلة تماماً في هذا الجانب .